“السهروردي”.. قبة سلجوقية وباحة مزخرفة وقبور لعائلته تئن قبل أن تتهاوى

وداد إبراهيم
يعده اهل المنطقة دليلهم ورمزا لبغداد، والبعض يأتي لزيارته كل يوم خميس يتضرع امام قبره الذي عاش بينهم منذ مئات السنين، واحتواهم حين غرقت المنطقة في الستينيات والتسعينيات من القرن الماضي فكان لهم البيت والسفينة انه مرقد الامام والفقيه والعالم شهاب الدين عُمر بن محمد بن عبدالله السهروردي، هذا المرقد الذي يعد تحفة اثارية نادرة تعود للعهد السلجوقي.
مرقد وباحة كبيرة تزينت بزخارف تعود للمدرسة العباسية وقبة سلجوقية تئن قبل ان تتهاوى وقد بناها المعماري العراقي قبل 700 عاما اضافة لغرفة كبيرة ضمت أكثر من عشرين قبرا لعائلة هذا الفقيه.
بعد مناشدة من بعض الآثاريين والمهتمين بتراث بغداد شكلت وزارة الثقافة لجنة لإنقاذ هذا المبنى العائد للوقف السني اذ بدأت عملية الترميم والصيانة قبل اكثر من خمسة اشهر الا انها توقفت واغلق باب الترميم، الآثاري علاء جاسم محمد احد أعضاء لجنة الترميم قال: جامع عمر السهروري يعد من اهم المراكز الدينية في بغداد، يرتاده الزائرون من جميع انحاء العالم، والسهروردي يعد قطبا من اقطاب الصوفية توفي عام 632هــ وبعد 100 عام من وفاته امر الوزير السلجوقي (غياث الدين ابن محمد) ببناء الضريح وهو عبارة عن غرفة مربعة اعتلتها قبة سلجوقية مقرنصة على ارتفاع 25مترا تحتوي على قاعدة و21 حلقة ويقل قطر الحلقات كلما ارتفعنا الى الأعلى، وهي فريدة في العالم عمرها الان 700 سنة”، ويضيف” في عام 1917 اضيف الى هذا المرقد مسجد بمساحة تسع الى 400 مصلي فيها حرم شتوي وصيفي واضيفت مأذنة لرفع الاذان ليصل اتساع المكان الى 600 متر مربع في منطقة الظفرية التابعة الى بغداد العباسية وبتوجيه من وزارة الثقافة تم تشكيل لجنة مختصة من دائرة التراث لترميم المرقد واجراء صيانة إنقاذ له على ان يكون التمويل من الوقف السني وبدأ العمل قبل اكثر من خمسة اشهر اذ تم معالجة القبة وإصلاح الشقوق وكنا قد انجزنا ما يصل الى 60% من العمل الكلي للوصول الى مرحلة النزول للأسس لتدعيم انحراف القبة الا ان المقاول أوقف العمل لان الوقف السني لم يصرف أي مبلغ لترميم المرقد”.
وتابع قائلا: لذا فأن انهيار القبة تعني خسارة مرحلة تاريخية مهمة كون هذه هي اعلى قبة سلجوقية مقرنصة في الشرق الأوسط، لدينا قبة الست زمرد خاتون والكفل الا انهما اقل من هذه القبة. كما ان البناء بشكل عام يتميز بالعقود العباسية والزخارف الهندسية والمقرنصات واستعمال الاجر المزجج والمعروف محليا (بالكربلائي) وعلى شكل اشرطة واضحة في المدخل الرئيس وفي مدخل المقبرة الخاصة بعائلة السهروردي التي تطل على غرفة الضريح، اما المقبرة وهي مكان مخصص لدفن عائلة السهروردي ومنهم المتولي لأملاك واوقاف عائلة السهروردي وجاءت شواهد القبور على الحائط لان القبور هي دوارس مستوية مع الأرض.
أبو علي احد سكنة منطقة الشيخ عمر قال: هذا المرقد يمثل رمزا ودليلا للمنطقة وهو معلم من معالم بغداد من ضمن سور بغداد واذكر حين تعرضت منطقة الشيخ عمر لطفح المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي وصل الماء الى مستوى عال لكنه لم يدخل المرقد، حملنا والدي انا واخوتي للبقاء في المرقد، وهناك الكثير من أبناء المنطقة يحملون اسم هذا العالم الجليل (عمر السهروردي)”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة