المهرجانات السينمائية متعة مشاهدة السينما المختلفة.. الجونة انموذجا

توفر المهرجانات السينمائية العديد من الأفلام السينمائية المهمة، ومن مدارس سينمائية مختلفة، مما يحقق للمشاهد متعة مشاهدة أفلام تحمل أفكار ومواضيع مختلفة، لكنها في النهاية تصب في التعبير عن قضايا ومعاناة الانسان والمشاكل التي تواجهه هنا او هناك، وكيفية التعامل مع هذه القضايا وفقا لثقافة وعادات وتقاليد كل بلد، من خلال معالجات سينمائية لمخرجين مختلفي التجارب بعظهم مازال في بدايات تجاربه والبعض الأخر له باع طويل في الاشتغال السينمائي الفني.
مهرجان الجونة السينما في دورته الرابعة وفر عدد رائع من هذه الأفلام والتي أستمتع بها الجمهور طيلة أيام المهرجان ، فمن أذربيجان جاء فلم احتضار للمخرج هلال بيداروف يحمل قضية قريبة الى الصوفية في حكاية من حكايات الطريق، ومن البرتغال أتت المخرجة انا روشا دي سوسا بفلم أستمع، عن معاناة المهاجرين واستلاب حرياتهم من خلال قوانين لم يألفوها في بلدانهم، في حين كان الفلم البوسني الى أين تذهبين يا عايدة تسجيلا يحاكي ما حدث لألاف من البوسنيين على يد الصرب في المذبحة المعروفة التي يد الجيش الصربي تحت أنظار قوات الأمم المتحدة.
ويأخذنا الأيطالي دانيلي لوكيتي في فلمه « روابط «برحلة تكشف لنا عن كيفية تحلل الروابط الأسرية وكيف يتم التعامل مع ذلك وفقا لثقافة الشعب الإيطالي، ويأتي الدور على المخرج الروسي فيليب يورييف في فلمه صبي الحوت، ليذهب الى تلك المناطق النائية التي لم يصلها الانترنت الا حديثا وما يسببه اطلاع الشباب على المواقع التي يوفرها ، خصوصا الإباحية منها.
ويأتي الدور على المخرج المغربي إسماعيل فروخي يقدم فلم « ميكا « الذي يحمل في طياته الكثير من الألم والفقر الذي يعصف بحياة الناس، في حين يعيش الأغنياء في بحبوحة عالية وكأن الوطن لهم وال” الحراكة « للفقراء والتي يحلم حتى الأطفال بها، وكانه يردد جملة للكاتب المصري الساخر جلال عامر التي يقول فيها» في ناس عايشة كويس أوي، وفي ناس كويس إنها عايشة».
الصربي إيفان إيكيتش ومن خلال فلمه « واحة «المشبع بالإنسانية يدخل عالم المصحات
النفسية ليؤكد ان نزلاء هذه المصحات لديهم ذات المشاعر والعواطف التي عند الأصحاء.
وتناول أمين نايفة في فلمه 200 متر معاناة المواطنين الفلسطينيين من جدران الفصل العنصري ولكن بحكاية مختلفة هذه المرة، يحمل دلالتها عنوان الفلم ذاته.
اما المخرجة كوثر بن هنية فذهب الى منطقة ربما لم يسبقها اليها احد في الكشف عما يعانيه من شردتهم الحرب السورية في فلمها « الرجل الذي باع ظهره» والذي تناولته بمقال نقدي في العدد السابق من صفحة سينما.
أفلام أخرى كثيرة وثائقية وروائية وفرها المهرجان كانت تمثل متعة حقيقية لمن حضر المهرجان.

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة