انتصـارات جـديـدة للجيـش والبيشمـركة في سهل نينوى

نينوى ـ خدر خلات:

فيما تتقدم قوات مشتركة من الجيش والبيشمركة الكردية باتجاه بلدات وقرى سهل نينوى بشكل تدريجي غير مستعجل، بغطاء جوي امريكي عراقي مشترك، يلجأ عناصر تنظيم داعش الى احراق الاف الليترات من المشتقات النفطية المختلفة والموضوعة ببراميل حديدية، بهدف الاختباء خلف الدخان المنبعث من الضربات الجوية.
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على معظم اجزاء بلدات وقرى سهل نينوى في السادس من شهر آب الماضي.
وبعدما تمكنت قوات الجيش والبيشمركة المدعومة بغطاء جوي امريكي عراقي مشترك من طرد داعش من مناطق سد الموصل وباطنيا وتللسقف في قضاء تلكيف، شنت هجمات متفرقة قبل نحو 10 ايام على جبل زردك (العين الصفراء) الاستراتيجي والذي يطل على بلدات في سهل نينوى شرقي الموصل، وتمكنت من طرد عناصر داعش من الجبل برمته، كما نشرت البيشمركة لقطات فيديو تظهر فيها جثث العشرات من تنظيم داعش في مناطق متفرقة من الجبل.
ومع انبلاج شمس يوم امس، الثلاثاء، وبعد قصف جوي أميركي عنيف معظم اوقات الليل، شنت قوات البيشمركة هجوما جديدا على عناصر تنظيم داعش في محور الخازر، مستهدفة على ما يبدو اكبر بلدتين مسيحيتين في سهل نينوى، مركز قضاء قرقوش (الحمدانية) و مركز ناحية برطلة (30 و 25 كلم شرق الموصل).
ويقول ضابط برتبة نقيب في قوات البيشمركة فضل عدم الاشارة الى اسمه في حديثه الى “الصباح الجديد” ان “قوات مشتركة من الجيش والبيشمركة انطلقت بهجومها في الساعة الخامسة فجرا، بعدما دكت الطائرات الحربية مواقع واوكار داعش بعشرات الصواريخ والقنابل موقعة فيهم عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن تدمير عدد كبير من آلياتهم وعجلاتهم المسلحة”.
واضاف ان “قواتنا وخلال تقدمها، اعتقلت العديد من الجرحى الذين خلفهم التنظيم الارهابي ورائه، فضلا عن تركه عشرات الجثث من قتلاه، ونسبة كبيرة منها كانت متفحمة وممزقة لاشلاء عديدة”.
وبحسب المصدر ذاته، فان “قوات البيشمركة تمكنت من تطهير عدة قرى تابعة لناحية برطلة وهي قرى (سيف دينان، حسن شامي، تركماس، قسروك، بردي خازر) من عصابات داعش، وبعد ذلك تقدمت قواتنا وتمكنت ايضا من تطهير قرى ( أبحرة، تل أسود، أشق قلعة الصغير) وقرى أخرى، من دنس عصابات داعش”.
منوها الى ان “قرية حسن شامي، تعد ابرز معاقل تنظيم داعش، وانه كان يستخدمها لتنفيذ العديد من اعماله الارهابية ضد اهالي سهل نينوى، بل انه اطلق 3 قذائف هاون عى قضاء خبات التابع لمحافظة اربيل، قبل بضعة ايام، ولم تسفر عن وقوع اصابات بشرية”.
ولفت الى ان “عصابات داعش محبطة بسبب القصف الجوي العنيف، وفي بعض المناطق يلوذون بالفرار بشكل جماعي باتجاه الموصل، وبدليل ان قواتنا لم تتكبد اية خسائر”.
وفي صعيد متصل، قال مصدر في الامن الكردي (الاسايش) في حديث الى “الصباح الجديد” ان “عناصر تنظيم داعش في محافظة نينوى بدأوا يكشفون عن تكتيك جديد في تجنب الضربات الجوية، من خلال احراق الاف الليترات من المشتقات النفطية، وخاصة زيت الغاز (الكاز وايل) و دهن السيارات، المستعمل منه والجديد، في محاولة للتشويش على الطائرات من خلال ايجاد غطاء من الادخنة السوداء والكثيفة التي تنتج عن هذه الحرائق المفتعلة”.
وبيّن المتحدث ان “هذه الطريقة البدائية في الاختباء من الطائرات لا تجدي نفعا، بل انها تضر بالبيئة لا اكثر، لان الطيارين يمكنهم اصابة اهدافهم بدقة في الظلام الحالك، ولا يمكن لسحابة دخان ان تحول دون اصابة اي هدف وبدقة عالية”.
واشار الى ان “القصف الجوي الذي وقع في بعض مناطق سهل نينوى يؤكد فشل تنظيم داعش في الاختباء من الطائرات بهذه الطريقة، بدليل ان مصادرنا الاستخبارية تؤكد وصول عشرات الجثث الى الطب العدلي في الموصل، فضلا عن وصول اكثر من 75 جريحا تم توزيعهم على مستشفيات الموصل”.
ويقطن سهل نينوى خليط قومي وديني ومذهبي متنوع، ويضم الكرد والعرب والتركمان والشبك (من السنة والشيعة) فضلا عن الأيزيدية والمسيحيين والكاكئيين وغيرهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة