د. سعد ياسين يوسف
صدر حديثا للأستاذ الدكتور عبد الرضا عليّ كتابٌ نقدي جديد بعنوان (الإيقاع في الشِّعر الشعبيّ) وذلك عن دار العارف ببيروت في الأول من آيار 2018، وهو الكتاب التاسع عشر في سلسة الكتب التي أصدرها والّذي سبقه فيها كتاب (قيثارة أورفيوس، قراءات في السائد والمختلف).
وسيشكّل هذا الكتاب إضافة إثرائية للدراسات الأكاديمية التي تناولت الشِّعر الشَّعبيّ برؤية نقدية رصينة ومصدرا مهما للباحثين من طلبة الماجستير والدكتوراه والمهتمين بالشِّعرالشَّعبيّ بوصفه جزءاً من التراث الشَّعبيّ الحضاري ومن ذاكرة المجتمع العراقيّ .
وشكّلت مقدمة الكتاب التي كتبها أ .د عبد الرضا عليّ كشفا تأريخيا مهمّا وثّقَ من خلالها مسيرته مع الشِّعر الشَّعبي وسرّ اهتمامه به ، ولمحات مهمّة من مسيرته الحياتية والسّياسية والإبداعية .
وجاء في مقدّمة كتاب (الإيقاع في الشعر الشعبيّ):
(قبلَ ستينَ سنةً، ونيِّفٍ من السنوات، وفي مرحلةِ دراستهِ المتوسّطة استهواهُ الشعرُ الشعبيُّ قبلَ أنْ يستهويَه أيُّ لونٍ أدبيٍّ آخر، وكان ذلك بسببِ مجموعةٍ شعريّةٍ اشتراها بـ ثلاثينَ فلساً من شارعِ الورَّاقين (السراي) المتفرّع من شارعِ المتنبِّي ضمن ما اشتراه من دفاتر مدرسيّة لتلك السنة.
وحين عادَ لمنزلِ أُسرتهِ، وقرأ بعضَ نصوصِ تلك المجموعة سعُد كثيراً، فأعادَ قراءتها مرَّاتٍ، ثمَّ حدَّثَ عن تلك الأشعارِ ـ التي عالجت بعضَ مشاكل المجتمع العراقيّ على نحوٍ ساخرٍ ـ أهله، لاسيّما شقيقته الكبرى، فوجدَ منهم استجابةً محبَّبةً، ورضاً تامَّاً ، وتقبُّلاً مشجِّعاً.
وكانت قصائد (للفوّال نوبة رحتله الجمعة) التي غنّاها بعد سنوات المنلوجست الراحل فاضل رشيد، و(للكاظم كَصدته طالب زيارة) و(زفّة أم عران) من القصائد التي استهوت أسرته مثلما استهوتْهُ، وكانت تلك المجموعة لشاعرٍ شعبيّ يظنُّ أنَّ اسمه محمّد، لكنّه لا يتذكّر الآن بقيّة اسمه، ولا حتّى عنوان المجموعة، فقد أكلَ السكّري جُلَّ ذاكرته، وأجهزت أسقامُهُ على ما تبقّى لديهِ منها.