مهنة التحنيط معرضة للانقراض

وداد ابراهيم
مهنة، وحرفة، وهواية منذ ان بدأت اعي محيطي وما حولي، وانأ أراقب أبي، وجدي، وهما يشدان الرحال الى البراري والصحراء، ويأخذان معهما معدات الصيد، والمبيت، من الطعام، وماء، وما يسد حاجتهما لثلاثة ايام، وفي اماكن عدة بعموم العراق، وبالتحديد اماكن تواجد الحيوانات المفترسة مثل منطقة الطيب شمالي العمارة، والشبجة الحدودية بين النجف، والسعودية، وبعد العودة يبدأ ابي بعملية فنية دقيقة، تحنيط الحيوانات التي اصطادها.
هذا ما تحدث به أركان حبيب صاحب محل بيع الحيوانات المحنطة، والجلود في بغداد، وأضاف: كنت أرافقهم في رحلات الصيد، وتعرفت على اسرار الصيد، ومواعيده، وتعلمت هذه المهنة، وأتقنتها، وصرت اخرج للصيد في مناطق تتواجد فيها اغرب الحيوانات، وأجملها، ولان الوشق حيوان نادر، فقد قمت بتحنيطه ووضعه في المحل، وكذلك الغزال الذي يعد من أجمل الحيوانات.
اما عما يواجهه من صعوبات بعمله فقال: عملية التحنيط هي الأصعب، لأنها تحتاج الى تجفيف بعد وضع بعض المواد الخاصة بالتحنيط مثل الفورمالين، ومواد اخرى تمنع تعرض الحيوان للتلف، والتعفن. والصيد، بحد ذاته متعة كبيرة وبالأخص حين يمسك الصياد بالفريسة، وفي العراق مناطق جميلة جدا، ومعدة للصيد مثل منطقة الرفاعي، والنباعي، والجزيرة.
وتابع: ومنذ سنوات لم اخرج للصيد بسبب الظرف الامني، خاصة وان بعض المناطق حتى الان تعد ساخنة، فصرت اتاجر بجلود الحيوانات مثل جلد النمر، والثعلب، وقد يأتي الوقت المناسب للخروج للصيد من جديد، فلا يخيفني أي حيوان، وامتلك الجرأة المطلوبة لصيد الحيوانات والامساك بها، وقد أجد حيوانات كثيرة بعد تراجع عملية الصيد.
وعن أصعب الحيوانات فيما يخص عملية الصيد يقول: أصعب الحيوانات، الذئب الرصاصي، فهو الاكثر حيلة، ومكرا، وشراسة، والاصعب منه الثعابين علما انها قليلة في العراق، ومع هذا نجحت بصيد افعى بطول مترين ونصف المتر، عثرت عليها في أحد بساتين ديالى، وهي من نوع (البترا) الخطرة.
الان اصبحت هذه المهنة نادرة جدا، ففي بغداد يوجد اثنان يعملان فيها، فيما تخلو المحافظات منها، لذا بدأت اعلمها لأولادي لأني أعدها تراثا شعبيا، وموروثا عن الاجداد علينا الحفاظ عليه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة