واشنطن ستطرح مسألة المساعدات في مجلس الأمن
متابعة ـ الصباح الجديد :
((من خلال إظهار غطرسة واستعلاء تجاه الشعب الفنزويلي، تستعد الولايات المتحدة لغزو عسكري لدولة مستقلة))
اتهمت روسيا امس، الولايات المتحدة بالإعداد لغزو فنزويلا، فيما أعربت «مجموعة ليما» عن خشيتها من مخطط لقتل زعيم المعارضة خوان غوايدو.
وقال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف: «عرض الأميركيون إجراء مشاورات منفصلة في شأن المشاكل الفنزويلية. واتفقنا على ذلك. لكنهم تنصّلوا من إجرائها تحت ذرائع واهية، إذ يؤجلون مواعيد نهائية متفقاً عليها في كل مرة». وأضاف: «من خلال إظهار غطرسة واستعلاء تجاه الشعب الفنزويلي، تستعد الولايات المتحدة لغزو عسكري لدولة مستقلة، وتحضّر لذلك من خلال نقل قوات عسكرية إلى بورتوريكو وكولومبيا».
وهذا في وقت أوردت خلاله وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند «وضع قياديين بارزين كثيرين في نظام (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو على لائحة العقوبات»، وزادت: «نناقش مع شركائنا الآن سبل توسيع العقوبات، كي تكون أكثر تأثيراً».
جاءت تصريحاتها بعد اجتماع عقدته «مجموعة ليما» في بوغوتا، خُصِص للبحث في الأزمة الفنزويلية.
وهذه المجموعة، تضمّ 13 دولة أميركية لاتينية وكندا، كلها طالبت مادورو بالتنحّي فوراً، لإتاحة «انتقال ديموقراطي من دون استخدام القوة»، يشمل انتخابات حرة.
وقال وزير الخارجية الكولومبي كارلوس أولمز تروخيو، متحدثاً نيابة عن المجموعة، إن هناك معلومات جدية عن تهديدات يواجهها مادورو وعائلته، وتابع: «نريد تحميل مغتصب السلطة مادورو المسؤولية عن أي إجراء عنيف ضد غوايدو وزوجته وأقاربهما».
المجموعة التي التأمت في حضور غوايدو ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أعلنت أنها «قرّرت اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، كي تأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني الخطر في فنزويلا والعنف الإجرامي الذي يمارسه مادورو ضد السكان المدنيين ورفضه إدخال المساعدات الدولية». واعتبرت أن هذه الممارسات «أفعال تشكّل جريمة ضدّ الإنسانية».
وقبل الاجتماع اتفق بنس وغوايدو على استراتيجية لإحكام الطوق حول مادورو. وأعلن الرئيس الأميركي فرض مزيد من العقوبات على فنزويلا، وتقديم مساعدات قيمتها 56 مليون دولار للدول المجاورة لها، لمواجهة تدفق الفارين منها، وبينهم 167 عسكرياً فنزويلياً هربوا إلى كولومبيا، بعضهم مع عائلاتهم.
وشدد غوايدو على «أهمية إعادة الديموقراطية إلى فنزويلا، لأن السماح باغتصاب السلطة وإطلاق العنان (لمادورو) سيشكّل تهديداً لكل أميركا». الزعيم المعارض الذي توجّه إلى كولومبيا على رغم أمر قضائي يمنعه من مغادرة بلاده، أعلن أنه سيعود «هذا الأسبوع» إلى فنزويلا.
وعلّق مادورو قائلاً لشبكة «اي بي سي» الأميركية، في اشارة الى غوايدو: «يمكنه أن يذهب ويعود وسيواجه القضاء إذ يمنعه من مغادرة البلاد». واتهم «مجموعة ليما» بالعمل لإقامة حكومة موازية في كراكاس، وزاد: «يحاولون فبركة أزمة لتبرير التصعيد السياسي وتدخل عسكري في فنزويلا لإشعال حرب في أميركا الجنوبية». ووصف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها «حكومة متطرفة لـ (منظمة) كو كلوكس كلان» العنصرية، معتبراً أن واشنطن «تريد نفط فنزويلا ومستعدة لخوض حرب من أجله».
وعُقد اجتماع «مجموعة ليما» بعد عنف أوقع 4 قتلى ومئات الجرحى على الحدود الفنزويلية مع كولومبيا والبرازيل، حيث ما زالت مكدسة مساعدات أميركية طلبها غوايدو لمواجهة أزمة معيشية طاحنة في بلاده. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على حكام 4 ولايات فنزويلية مؤيّدة لمادورو، لعرقلتهم إدخال المساعدات، في ما اعتبره وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين «معيباً».
بالمقابل قال عضو في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة امس الاول الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن الدولي التصويت هذا الاسبوع على مشروع قرار يدعو للسماح بدخول المساعدات الانسانية الى فنزويلا.
وقال إليوت أبرامز للصحافيين قبل اجتماع للمجلس بشأن الأزمة في فنزويلا «سيكون لدينا (تصويت) هذا الاسبوع على قرار سيدعو إلى إدخال المساعدات الانسانية إلى فنزويلا».
من جانبها، أيّدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن امس الاول الثلاثاء الدعوة إلى إدخال المساعدات إلى فنزويلا، داعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية لحل الأزمة السياسية في هذا البلد، وذلك قبيل بدء الاجتماع الذي طلبت الولايات المتحدة انعقاده.
وقالت هذه الدول وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا في بيان مشترك إنّ الانتخابات الرئاسية الأخيرة «تفتقر إلى الشرعية الديموقراطية»، داعية إلى «العودة إلى الديموقراطية من خلال إجراء انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وذات مصداقية».
ودانت هذه الدول العنف الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على حدود فنزويلا، داعية إلى «ضبط النفس وتجنّب استخدام القوة».
وأضاف البيان أنّه يتعيّن «السماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد»، مؤكّداً «الدعم الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية» بقيادة المعارض خوان غوايدو الذي عيّن نفسه رئيساً انتقالياً وحصل على تأييد حوالي خمسين بلداً، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا وأغلبية أعضاء الاتّحاد الأوروبي.
وقتل أربعة أشخاص خلال نهاية الاسبوع على الحدود الفنزويلية خلال محاولة غوايدو تحدّي مادورو وإدخال المساعدات، وفي إطار التوتر حول منع إدخال المساعدات والمواجهة بين اطراف النزاع.
وفي حين يحظى مادورو بتأييد الجيش، فرّ في الإجمال 326 عنصراً في القوات المسلحة الفنزويلية وانتقلوا إلى كولومبيا منذ السبت، وفق جهاز الهجرة الكولومبي.
ومن المحتمل أن يواجه مشروع القرار الأميركي بفيتو من جانب روسيا والصين اللتين تدعمان مادورو وتريان في موقف الولايات المتحدة تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية لكراكاس.
ويجب أن تحظى قرارات مجلس الأمن الملزمة قانوناً بتسعة أصوات دون استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وسئل أبرامز عن احتمال استخدام روسيا حق الفيتو، فقال «أعتقد أنه سيكون من المخجل استخدام حقّ النقض ضد قرار يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية».