مئات المهاجرين يتظاهرون على حدود المكسيك مطالبين بدخول أميركا

جنود أميركيون ينفّذون تدريبات تحسباً للمواجهة
متابعة ـ الصباح الجديد:
تظاهر مئات المهاجرين من أميركا الوسطى على حدود المكسيك مع الولايات المتحدة، مطالبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسماح لهم بالدخول، فيما كان جنود أميركيون وشرطة مكافحة الشغب ينفذون تدريبات تحسباً لاحتمال محاولتهم الدخول بالقوة.
جاء ذلك بعدما هدّد ترامب بإغلاق الحدود، قائلاً: «إذا وصلنا إلى مرحلة نفقد فيها السيطرة، أو حصل عنف، فنوقف موقتاً دخول البلاد حتى نستعيد السيطرة مجدداً على الوضع. الحدود بكاملها، ولن يكون في وسع المكسيك بيع سياراتها في الولايات المتحدة».
وأشاد بنشر القوات الأميركية في المنطقة الحدودية، مقارناً بين «معارك» الإدارة الحدودية وبين العمليات العسكرية ضد متشددين في الخارج. وأضاف: «أخذنا جداراً قديماً مهشماً، وقمنا بلفّه بسياج شائك قوي. لا أحد يستطيع اختراق هذه الجدران».
وأعلن ترامب أن الجنود على الحدود مخوّلون «استخدام قوة قاتلة إذا اضطروا»، وزاد: «آمل بألا يضطروا لذلك، لكنهم يتعاملون مع 500 مجرم خطر على أقل تقدير. ولذلك لن أسمح باستغلال الجيش». وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ذكر أن الجنود لن يحملوا سوى هراوات.
وتوقفت لأربعين دقيقة حركة مرور السيارات والمشاة في معبر سان إزيدرو المزدحم، فيما اصطف عشرات الشرطيين الأميركيين المسلحين ببنادق، في خط أمام الجانب المكسيكي من الحدود. وفي شكل منفصل، نفذ عناصر من شرطة مكافحة الشغب «تدريباً واسعاً على السرعة العملانية»، وفق الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود. وأطلق جنود أميركيون أسهماً نجم من انفجارها دخان أبيض رائحته قوية، فيما حلّقت مروحيات فوق المنطقة.
وبالتزامن تقريباً مع تدريب الشرطة والجنود، وعلى معبر «إل شابارال» الحدودي المجاور، نظم مهاجرون من أميركا الوسطى وصلوا إلى تيخوانا، تظاهرة صاخبة تحدّوا فيها ترامب. وصاح الهندوراسي ألبرتو رويز (22 سنة): «افتح البوابات يا ترامب! لا نسعى إلى حرب، بل إلى العمل». وبعدما انطلقوا سيراً منذ أكثر من شهر من هندوراس، يقيم حوالى 5 آلاف مهاجر في مركز إيواء شُيِد في ملعب رياضي مفتوح. وهتف الهندوراسي كارلوس رودريغيز في بوق: «لنذهب إلى الحدود! هناك يمكننا الضغط على ترامب. إننا نهدر وقتاً وقوة في مركز الإيواء. إنه يوم مميز، إنه عيد الشكر في الولايات المتحدة. لن يقتلونا». ومع حلول برد المساء، جمع عشرات المهاجرين أمتعتهم من مركز الإيواء ونصبوا مخيماً جديداً وسط طريق قرب معبر «إل شابارال».
وأقامت السلطات في تيخوانيا معرض وظائف، محاولة جذب عمال من أصحاب المهارات بين المهاجرين، فيما عرضت وكالة الهجرة المكسيكية أن تقدّم لهم أوراق إقامة موقتة. واستفاد بعضهم من العروض، لكن آخرين مصممون على الوصول إلى الولايات المتحدة. وقال رجل رفع راية بيضاء على عصا خشبية: «أريد من الرئيس ترامب أن يعلم أننا مسالمون، لا نحمل سلاحاً ولم نأتِ لمفسدة. نريد أن نعمل وأن يساعدونا». ومنذ انطلاقهم قطع المهاجرون، بينهم نساء وأطفال، 4400 كيلومتر تقريباً، إما سيراً أو باستيقاف سيارات، قبل أن تبدأ الدفعات الأولى بالوصول إلى تيخوانا نهاية الأسبوع الماضي.
لكن تصاعد التوتر بدأ منذ بدء وصولهم البلدة الحدودية، فيما عبّر سكان عن خشيتهم من حصول جرائم وعنف.
على صعيد آخر، أعلن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، أنه تلقى دعوة للمثول مطلع الشهر المقبل في جلسة مغلقة أمام لجنة القضاء في مجلس النواب الأميركي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة