كان داعش قد فجر مزاره قبل 5 سنوات
نينوى – خدر خلات:
شارك الالاف من اهالي تلعفر ومن المناطق القريبة، بعيد النبي خضر الياس الذي استمر لثلاثة ايام، بعدما تم اعادة اعماره في تموز من العام الماضي، بعدما قام تنظيم داعش الارهابي بتفجيره في نهاية حزيران من عام 2014 عقب سيطرته على اغلب أجزاء قضاء تلعفر.
يقول الناشط التلعفري جميل حبيب علي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “مئات العائلات التلعفرية وعائلات من مناطق قريبة منها، بضمنها الاخوة الايزيديين من سنجار، شاركوا بعيد النبي خضر الياس في المحيط المزار الذي يحمل اسمه، والذي بدا يوم الخميس الماضي، وانتهى اليوم السبت”.
واضاف “ربما عدد الزوار طيلة الايام الثلاثة هو بضعة الاف، واغلب العائلات يحضرون معه اطعمة منزلية وحلاوة العيد، وبعض العصائر، والاجواء تكون احتفالية لان الايام ربيعية او هي بداية الربيع الحقيقي”.
واشار الى ان “عيد النبي خضر الياس في تلعفر هو فرصة لتصافي القلوب وتآلف الجميع ونبذ الخلافات البسيطة، والامر الاجمل انه احتفلنا به هذه الايام حيث ان تنظيم داعش الارهابي بدا ينتهي وسيزول خطره ان شاء الله، والاحتفال هذه السنة يذكرنا بالاحتفالات به في الماضي القريب من حيث الزخم والمشاركة الكبيرة للمواطنين من شتى الاعمار”.
وللوقوف على هذا العيد، يقول الكاتب غريب يشار، انه “يحتفل ابناء تلعفر التركمانية في كل عام ما قبل اخر يوم الخميس من كل شهر شباط بعيد يسمى عيد خضر الياس، وموقع الاحتفال في جنوب تلعفر وبالتحديد جنوب منطقة برجة باغ بنحو 3 كلم وهي عبارة عن تلة صغيرة خضراء توجد في قمتها بناية صغيرة قديمة سمي بهذا الاسم لان خضر الياس (ع) وهو من عباد الله الصالحين ويعتقد انه حي يرزق قد شوهد في مكان الاحتفال مرات عديدة”.
واضاف “تظهر علامات قرب قدوم موعد العيد في تلعفر من خلال توفر انواع مختلفة من الحلاوات التي تغطي المحال والدكاكين بالأسواق في تلعفر وتشهد المدينة انتعاشا اقتصاديا ولو وقتيا حيث يقوم ابناء تلعفر بشرائها وهي انواع كالحلاوة البيضاء والحلاوة ابو العلك والتي تصنع في المصانع …..فيما تكون الحلاوة بالطحين الالذ طعما من غيرها فهي تصنع في البيوت من قبل الامهات والاخوات في تلعفر وذلك بوضع الدهن وهو حار مقلي فوق الطحين والحار ثم يتم خلطهما مع الدبس وحسب قياسات معينة وبعد الخلط يتم وضع الخليط في قدر حسب حجمه وتسد بغطاء ومن ثم يغطى القدر بمادة سميكة مصنوعة من القماش تسمى في تلعفر (تفال) وهي تشبه البطانية تقريبا في سمكها ولايفتح القدر الا ان يمر ليلة الخميس عليه الذي يمر فيه العبد الصالح خضر الياس (ع) ويلمس الحلاوة التي تم تحضيره والموجود في القدر فعندئذ تكون الحلاوة جاهزة للأكل صباح يوم الخميس فمن يتذوقها حتما يقول انها الذ من جميع انواع الحلاوات التي تصنع في المصانع”.
واشار الى ان “ابناء تلعفر يزورون تلة خضر الياس طيلة الايام الثلاثة ابتداء من صباح يوم الخميس والجمعة الى مساء السبت حيث يحتفلون ويعدونه كعيد لهم، وتوجد في التلة بناية قديمة وهي اصبحت مزارا فمن يطلب امنية ان يتحقق يدخل اليها ويضع اصبعه في ثقب خاص يسمى ثقب المراد ويحاط التلة من قبل ابناء تلعفر المحتفلين على شكل دوائر وجوههم متجهة نحوها عادينها مركزا لهم التي تبتعد عن بعض المحتفلين اكثر من 200 متر بسبب كثرة المحتفلين والموجودين من ابناء تلعفر”.
ويتابع “الدبكات تكون حاضرة في اطراف التلة حيث يقوم بتقديمها الشباب بوجود الفنانين من ابناء المدينة الذين يقومون بتقديم الاغاني التركمانية والفلكلورية والاغاني الخاصة بخضر الياس وخاصة ان اغلبية الفنانين لديهم اغان عنه كما انه لايوجد شاعر في تلعفر الا ان كتب قصيدة عن خضر الياس ولكن اكثر الاغاني التي اشتهرت ومازالت موجودة في السن ابناء المدينة بل يمكن عدها من الاغاني الفلكلورية وهي اغنية ( هوب هوب) من شعر والحان وغناء الشاعر التركماني ملابزي تلعفرلى وهي حادثة حقيقية مر بها الشاعر في اثناء ذهابه من برجة باغ الى خضر الياس في الثمانينيات حيث تعطل سيارته البولوني (سيارة نقل ركاب تسع 11 نفرا) برغم ذلك احتفل في تلة خضر الياس بعد وصوله اليها فكتب الحادثة في قصيدة”.
…..
الكاتب يشير الى انه “يعد يوم السبت الثالث يوم من ايام عيد خضر الياس وبالتحديد فترة وقت الظهر اخر فترة ونهاية وقت زراعة الحنطة والشعير للفلاحين في تلعفر والتي ورثوها من اجدادهم ومازالت تطبق في المدينة من قبل ابنائها، فالفلاح الذي يزرع قبل الظهر فالامل بالله يكون لديه امل جيد في حصاد ما زرعه بينما يكون الفلاح الذي يزرع بعد الظهر فالامل بالله يكون امله ضعيف في حصاد مازرعه”.
منوها الى انه “يعم تلعفر مظاهر البهجة والفرح والخير كل عام في اثناء الاحتفال بعيد خضر الياس حيث يرى بفضل الله هطول الامطار لذلك يتمسك ابناء المدينة باحتفال به سنويا ويتمنون ايامهم واحتفالاتهم في هذا العام افضل من الاعوام السابقة وان شاء الله يتحقق امالهم وامنياتهم وان تكون العلاقة بين ابناء تلعفر اساسها المحبة والمودة والاخوة”.