أطفال العراق و سوريا وحروب داعش

في ظل حجم الجرائم والانتهاكات الخطيرة
ترجمة / سناء علي:

في تقرير تم نشره على الصحيفة للكاتب الدكتور « فيل بلاك « والذي اشار في تقريره الى حجم الانتهاكات التي يتعرض اليها اطفال العالم وخاصة في الدول التي تعاني من ويلات الحروب والصراعات القبلية والعرقية في العالم الشرق اوسطي , كسوريا والعراق ,
حيث اشار الى ان « من يتوقع أن الحروب كان لها وقع تدميري في سوريا والعراق واليمن على البنى التحتية والتراث والثقافات فقط , فأنه واهم بنحو كبير , كون ان وقع هذه الحروب على الاجيال اللاحقة من الاطفال الذين ترعرعوا وسط هذه الحروب سيكون تدميرياً اكثر بل سيكون اكثر بشاعة , خاصة مع تعرض الاطفال وباستمرار الى وقع الصواريخ ورائحة البارود ودوي الانفجار التي سلبت طفولتهم وبراءتهم .»
واضاف أيضاً ان « ملايين من الاطفال في كل من سوريا واليمن والعراق ما زالوا الى الان يعانون من الجوع والحصار والتشريد , اضافة الى انتشار الأمراض والأوبئة وإلى التجنيد القسري والاستغلال حتى أصبح الطفل العربي في معظم البلاد العربية، صورة حية للانتهاكات المتعددة لحقوق الطفل في الحياة والحرية والحماية , وهذه الصورة التي يعيش فيها هؤلاء الاطفال تختلف جذرياً عما يعيشه اطفال العالم في بقية الدول التي تعيش اكثر اماناً واستقراراً , في ظل حكومات تعنى بالدرجة الاساس بحقوق الطفل الاساسية في التعليم والامان والغذاء الصحي وعطف الاهل وصحبة الاقران .»
كما اشار بلاك في تقريره الى ان « الحروب عرضت (10 ملايين) طفل للاكتئاب والصدمات النفسية، الجزء الأكبر من هذه الأرقام يقَع في بلدان العرب والمسلمين في عام 2015. وأكثر من 360 ألف طفل يعانون من أمراض نفسية في العراق. اضافة الى ان نحو نصف مليون طفل عراقي بانتظار الشفاء النفسي من تبعات الحروب والكوارث.كما بلغ عدد الأطفال في غزة الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي 373،000 في الأقل. كما أظهرت التقارير أن نحو 21988 طفلاً يمنياً يتعرضون للرعب يومياً جراء عمليات القصف الجوي.»
وأكد أيضاً ان « تنظيم داعش الارهابي كان له دور مهم وكبير في محاربة الطفولة والاطفال حيث اقدم على إعدام 12 طفلاً، بعد محاولتهم الفرار من معسكر للتدريب في مدينة الموصل العراقية. كما قام باعدام 6 أطفال أمام الناس بسبب ممارستهم كرة القدم في الموصل.اضافة الى مقتل ثلاثة أطفال في أيلول/2016 جراء انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش، في إحدى مدارس مدينة منبج بريف حلب. كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان /2016 مقتل 19 ألفاً و773 طفلاً سورياً على يد القوات الحكومية.اضافة الى قيام جبهة النصرة بقتل 49 طفلا سورياً. كما قتلت قوات حماية الشعب الكردية 62 طفلا سوريا.»
اما فيما يخص ملف الاعتقالات التي تعرض اليها الاطفال على يد الحكومات القمعية فقد اشار بلاك الى ان « تم اعتقال 314 طفلاً عراقياً في قضايا متعلقة بالإرهاب في عام2015. كما اعتقلت القوات التركية 21 طفلا كانوا يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني من سوريا في 2016.اضافة الى ان عدد المعتقلين الأطفال منذ اندلاع الصراع السوري بلغ إلى 10 آلاف و891 طفلاً، وإن 2716 ما يزالون قيد الاعتقال حسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الانسان. كما اعتقل داعش 217 طفلا سورياً, و اعتقلت فصائل المعارضة المسلحة 84 طفلا سورياً. اضافة الى ان السلطات البحرينية قامت باعتقال ستة أطفال في /2016.كما وثق مركز البحرين لحقوق الانسان 237 حالة اعتقال لأطفال في سنة 2015 فقط.»
اما فيما يخص انتهاكات الحروب للطفولة فقد اشار بلاك الى ان «واحداً من بين ستة اطفال جرحى في العراق قد اصيب بسبب الحرب، مقارنة بواحد فقط بين 50 طفلا مصاباً في العالم حسب لجنة المرأة والاسرة والطفولة النيابية.كما ان اليونيسف أعلنت سنة 2014 سنة مدمرة للأطفال15 مليون طفل يعانون من آثار الحروب والصراعات الطائفية أغلبهم في البلدان العربية والإسلامية. واشارت الاحصائيات الى ان 2،7 مليون طفل تأثَّروا بالصِّراع في العراق فقط عام 2015.كما يقّدّر بنحو 4.7 مليون طفل عراقي ثلث عدد الأطفال في البلاد يحتاج إلى المساعدة العاجلة. كما يتعرض كل طفل من 5 أطفال في العراق إلى التعذيب وخطر الموت والعنف الجنسي والتجنيد القسري والتهجير والقتل والخطف , كما وصلت نسبة الاطفال المصابين بسبب الحرب بنحو مباشر إلى 15% بما في ذلك الإصابات بسبب الطلقات النارية والشظايا والمتفجرات حسب دراسة مسحية عام2014.
واشار بلاك أيضاً فيما يخص الانتهاكات الى انه « نحو 3.7 ملايين طفل سوري ولدوا منذ بدء النزاع في سوريا مما يعني أن واحداً من كل 3 أطفال لا يعرفون سوى الحرب حسب تقارير منظمة اليونسف في 3016. كما ان نحو 15 مليون طفل سوري تضرروا من الصراع الذي يدخل عامه الخامس. وإن أكثر من ثمانية ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة يحتاجون لمساعدات إنسانية.»
كما اشار بلاك الى « حدوث ما يقرب 1500من الانتهاكات الجسيمة بحق أطفال سورية في عام 2015.وولادة مالايقل عن 148 ألف طفل في المخيمات ولم يحصل الكثير منهم على أوراق ثبوتية منذ بداية الثورة السورية , اضافة الى تعرض 7،3 مليون طفل سوري لأبشَع الانتهاكات وفقًا للقانون الدولي الإنساني.كما ما يزال أكثر من 1600 طفل سوري مختفياً قسرياً.»

* عن صحيفة « ذا ميرور البريطانية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة