في مركز علوم البحار بالبصرة
البصرة _ سعدي السند :
يواصل مركز علوم البحار في جامعة البصرة تنفيذ فعالياته التخصصية في العديد من الندوات والدراسات والحلقات النقاشية والورش اضافة الى الفعاليات الموقعية والسفرات العلمية التي تقام في مياهنا الوطنية والأنهار والأهوار .
اهمية قياس التدفق النهري وتركيز الملوحة في شط العرب
مكتب الصباح الجديد في البصرة تابع عددا من فعاليات مركز علوم البحار ، فقد ناقشت محاضرة القاها الدكتور حسن خليل اهمية قياس التدفق النهري وتركيز الملوحة في شط العرب خلال الخمسين عاماً الاخيرة وما طرأ عليها من تراجع في كمية المياه العذبة التي ترد من شط العرب عبر نهر دجلة بعد انقطاع جميع الروافد الاخرى الفرات والسويب والكارون وكرمة علي.
وقال الدكتور خليل لقد بينا ان سبب تدهور نوعية المياه وارتفاع قيم الملوحة الى مستويات غير مسبوقة تجاوزت المعدل العام لسنوات الدراسة بعد العام 2000 لوجود ضغط على مياه نهر دجلة واكتمال مشاريع التخزين وتوسيع المشاريع الاروائية خصوصاً خلال الاعوام 2009 و2014 و2018. ، وبينت الدراسة ان الخصائص النوعية ستبقى ضمن المعدل الحالي بسبب الاستئثار بالحصص المائية داخل العراق وخارجه.
كما بين الدكتور خليل ان محافظة البصرة خسرت الاف الدونمات الزراعية والمساحات الخضر وبحيرات الاستزراع السمكي النهري بسبب شحة المياه وارتفاع ملوحتها خلال العشرين سنة الاخيرة وضعف المعالجات للحد من تلويث البيئة المائية وتناقص التصريف الواصل الى شط العرب بسبب موقعه في ذنائب الروافد المغذية له ، مما يستلزم وضع استراتيجيات لمعالجات متكاملة للمشكلات المرتبطة بالوضع المائي في محافظة البصرة.
واوصت الدراسة تقديم رأي علمي مقنع حول كيفية احتساب حصة ماء محافظة البصرة من نهر دجلة ، وما هي آلية الاعتماد بتقسيم الحصص المائية بين محافظات العراق، بل كيفية تقسيم المشروعات المائية من استحداث وصيانة بين مناطق العراق وتعزيز حصة البصرة منها بشكل واقعي، كما اوصت باحتساب حصة الشركات النفطية (التي تتركز في المحافظة بنسبة تفوق 70%) والتي تأخذ اكثر من ثلثي الحصة المائية في البصرة، ويجب ان تكون هذه الكمية خارج حصة محافظة البصرة اذ تستهلك عمليات حقن الابار وفصل المشتقات البترولية.
واكد على اهمية تمويل السفرات العلمية لفريق بحثي مشترك من الاقسام العلمية للمركز بمشاركة الهيئات الحكومية المختلفة كديوان محافظة البصرة والمراكز البحثية ودوائر البيئة والزراعة ودائرة ماء البصرة من اجل مراقبة التصاريف ونوعية المياه وتوزيع الرسوبيات وبالاخص الملوحة في عدة مقاطع من قناة شط العرب الممتدة ما بين القرنة والفاو واختيار المناطق التي يتوقع وجود تغيرات هيدرولوجية واضحة، فضلا عن تحديث الاجهزة العلمية المستخدمة للقياس ورصد للتيار المائي او نوعية المياه والاهتمام بمراقبة سلوك الملوحة في الاعماق، كما يجب وضع حل دائمي لمشكلة الملوحة تتمثل باعتماد البصرة على مصدر للمياه العذبة من قناة البدعة + مشروع ماء البصرة (شمال البصرة) .
اما مياه الشرب فيجب ان تكون من مصدر تحلية مستدام (البحر) عن طريق سحب مياه منخفضة العكورة (Low turbidity ) من البحر العراقي المفتوح على الخليج العربي وسحب مياه اكثر نقاءاً لأغراض التحلية التي نقترح ان تُقام في مواقع محطات الاسالة الحالية نفسها لضمان بقاء نفس خطوط الامداد لجميع مناطق البصرة، وربطها بالقنوات الداخلية(المعقل والجبيلة والرباط والخندق والعشارة والخورة) التي يجب ان تقطع عن شط العرب لأنها مصدر للتلوث الخطر حالياً وتتصل جميعها بقناة شط البصرة المخصصة للبزل منذ انشائها، كما يمكن اقامة محطات تحلية على طول الساحل العراقي باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة.
معالجة مقترحة للحد من توغل اللسان الملحي في مصب شط العرب
والقى الباحث الدكتور على باسل محمود من قسم الفيزياء البحرية في مركز علوم البحار محاضرة ضمن ندوة ( توثيق أثار المد الملحي على الإستزراع المائي والسلاسل الغذائية في شط العرب وأهوار البصرة).
وبين الباحث من خلال المحاضرة ان المعالجة المقترحة لظاهرة انتقال المياه المالحة من الخليج العربي تاخذ بنظر الاعتبار الـ Global drivers & Regional drivers .
وأشار قائلا ان حصول هذه الظاهرة قد يعزى لأسباب كثيرة منها تناقص تصاريف المياه العذبة (من دول المنبع) وتناقص معدلات الامطار عن معدلاتها الطبيعية في احواض تصريف دجلة والفرات لاسباب مناخية وتوقف تصريف جدول الكارون اضافة الى انشاء السدود الخزنية بالقرب من منابع الانهار المغذية للمصب والتغيرات المناخية العالمية المقترنة مع ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع المنسوب البحري عن معدلاته الطبيعية في الخليج العربي اضافة الى ارتفاع مستويات درجة حرارة المياه السطحية عن معدلاتها الطبيعية في الخليج العربي واسباب عديدة اخرى كظاهرة النينو في المحيط الهادئ الاستوائي والدايبول الهندي ومتذبذب المحيط الأطلسي الشمالي التي تعمل على رفع درجة حرارة سطح الماء ودرجة حرارة الهواء عن معدلاتها الطبيعية .
كما بين الباحث من خلال المحاضرة ان الهدف هو (عملية خلق مصب كونكريتي داخل شط العرب اشبه بالجسم الموشوري) للحد من توغل اللسان الملحي في حالة تناقص تصاريف المياه العذبة مع زيادة تصاريف المد الملحي بقدر ما يتعلق الأمر بالمسببات الإقليمية والعالمية فقط .
رواسب مياه شط العرب والمنطقة الإقليمية البحرية
وشارك الباحثان زهير علي عبدالنبي وصلاح مهدي صالح من مركز علوم البحار في المؤتمر العلمي الدولي للعلوم التطبيقية والانسانية (إبداع وتطوير) والذي أقامه الاتحاد الدولي للمبدعين بالتعاون مع جامعة النهرين وجامعة الفرات الاوسط بالبحث الموسوم ( تقدير التباين الزماني والمكان لمستويات السيانيد الكلي في رواسب مياه شط العرب والمنطقة الإقليمية البحرية بأستعمال دليلي التراكم الجيولوجي. I-geo و مؤشر التلوث PI ).).
وتهدف الدراسة إلى تقييم مستويات السيانيد في رواسب شط العرب والبيئة البحرية العراقية حيث صنفت الدراسة إلى وجود تلوث بالسيانيد في رواسب شط العرب يتراوح من المعتدلة إلى شديدة التلوث حسب تصنيف مولر لحساب معامل التراكم الجيولوجي وكذلك اظهرت تلوثا عاليا حسب مقياس درجة التلوث PI . أما الرواسب البحرية سجلت قيم منخفضة واضهرت الدراسة أن الرواسب البحرية غير ملوثة بالسيانيد ماعدا منطقة الاتصال مع قناة شط البصرة التي تتأثر وبشكل كبير بالمياه الصرف الصحي لمحافظة البصرة.
كما اوصت الدراسة بأجراء فحوصات أكثر وإيجاد العلاقة الترابطية بين مياه الصرف الصحي ومستوى السيانيد في البيئة ومن ناحية أخرى توصي بعدم إطلاق مياه الصرف الصحي إلى مياه شط العرب من دون معالجة .
مركز علوم البحار
يذكر ان مركز علوم البحار متخصص بدراسة البيئة البحرية العراقية في منطقة الخليج العربي . وفي عام 1974, قام الدكتور ستيفنسون من قسم البحار في منظمة اليونسكو بزيارة المنطقة ودرس إمكانية إنشاء هكذا مركز في البصرة ، وقد كان النقاش يدور حول الفكرة نفسها ، فيما بين عدد من الباحثين في قسم الاحياء من كلية العلوم / جامعة البصرة ان تعدد و تنوع الامكانيات في جامعة البصرة جعلت من الامكان تأسيس وحدة مستقلة للابحاث المتخصصة بعلوم البحار ضمن جامعة البصرة والتي اطلق عليها اسم (مركـز علـوم البحـار) و في عام 1981 تأسس المركز بصورة رسمية واصبحت كل البحوث في مجال البحار على عموم العراق جزءا منه..