الصباح الجديد ـ متابعة:
بالرغم من تحرير مدينة الموصل من سيطرة عناصر تنظيم داعش، إلا ان الحياة وإيجاد فرصة للعمل ما تزال من الامور الصعبة التي يعاني منها أهالي هذه المدينة.
أم مصطفى، أرملة في الـ27 من عمرها، أعدم زوجها على يد عناصر التنظيم، فأصبحت مضطرة للعمل وتربية أطفالها الصغار.
وعلى الرغم من اندهاش البعض من عمل امرأة في محل لبيع مواد غذائية، بسبب الثقافة المحافظة في هذه المدينة، إلا انها تمكنت من عبور هذه المرحلة، لأنها تعلم بأن عليها في النهاية ان تحافظ على اطفالها وتربيهم، وخصوصاً بعد وفاة زوجها.
وتقول أم مصطفى، “انا الوحيدة التي اعمل في هذا الشارع الذي يسمى بشارع الفاروق، وقد تعود الناس على ذلك، لأن العمل ليس عيباً، وأفضل من ان يطلب الشخص من الآخرين ليتصدقوا ويعطوه المال، لأنه لا توجد اية رعاية”.
وكان تنظيم داعش إبان احتلاله للموصل قد منع النساء حتى من مغادرة المنزل، أو التجول في الأماكن العامة.
وعلى وفق استطلاع أجرته الأمم المتحدة، فأن ثلثي فئة الشباب في العراق يؤيدون حق المرأة في العمل، مقارنة بـ42% فقط من المسنين.
وبين الإستطلاع، بأن 14% فقط يعملن أو يبحثن عن عمل في العراق، مقابل 73% من الرجال، وان هناك 2% فقط من النساء يعملن في القطاع الخاص، في حين، أن نسبة البطالة تعد هي الأعلى في نينوى من بين كل المحافظات العراقية.
لقد أدت الصراعات الدموية التي دمرت البلاد منذ ما يقرب من أربعة عقود، إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتردي الوضع الاقتصادي، مما ادى في النهاية الى تفاقم حالات الطلاق، فقد أصبحت امرأة واحدة من كل عشر أسر عراقية تعيل وتربي أبناءها، على وفق الأمم المتحدة.
ويقول المواطن عادل زكي، وهو جار أم مصطفى ويأتي إلى متجرها بانتظام لشراء الشوكولاتة أو زجاجة من عصير الفاكهة، “يجب ان تكون أم مصطفى مثالا يحتذى بها”.
أما دانية سالم، وهي من أهالي الموصل، لم تكن لديها الحاجة الملحة للعمل، ولكن بعد فرارها مع عائلتها من عناصر التنظيم الى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، اصبحت تحب العمل، والاعتماد على نفسها لكسب المال.
فقد عملت دانية البالغة 23 عاماً في محل لبيع الزهور، حيث استطاعت ان تتعلم ترتيب الباقات وانشاء أكاليل من الزهور الاصطناعية.
وبعد عودتها مع اسرتها الى الموصل، فتحت محلاً لبيع جميع انواع الزهور في داخل مدينتها.
وقالت دانية، “بالنسبة لي، كان هذا تحدياً، فأنا اعدها طريقة لتحسين مكانة المرأة في المجتمع، والتي تغيرت كثيراً في الآونة الاخيرة”.
وأضافت، “هذا المحل هي خطوتي الأولى ولدي خططا أخرى سأنفذها في وقت لاحق”.
وأردفت، “في بداية العمل كان هناك بعض الاستغراب، بأن هناك فتاة تعمل وتدير احدى محال بيع الزهور في الموصل، بالمقابل كان هناك تشجيع كبير من بعض الناس لكي اواصل عملي”
أما الناشطة في مجال حقوق المرأة، ريم محمد، فقد أشارت بأنه من الضروري ان تقدم الدولة الدعم المطلوب للنساء ليكون لهن أعمالهن الخاصة.
وقالت “يجب ضمان حقوق المرأة الاجتماعية، وخلق فرص العمل لهن وضمان مكانتهن في الحياة الثقافية والسياسية”.
من جانبه قال مدير قسم التخطيط في محافظة نينوى، خلف الحديدي، بأن “القروض الصغرى التي تتراوح بين خمسة وعشرة ملايين دينار ستمنح (للنساء والفتيان والفتيات) كأولوية، وسيكون هناك دعم للشباب بإيجاد فرص عمل لهم”.
ووعد بأن يحدث ذلك بمجرد أن تتلقى المحافظة مبلغ المليار دولار من الميزانية الفيدرالية للعراق.