لدى الخبير الاستراتيجي الأميركي <نعوم تشومسكي>، رؤية مهمة باتجاه النخب السياسية التكنوقراط فحواها (المثقفون التكنوقراط ذوو الإتجاهات السياسية هم النخبة الذين يساعدون النظام ويثيرون أسئلة مزعجة، وإذا عارضوا الحكومة في شيء فإنهم يفعلون ذلك استنادا» إلى خلفيةٍ براغماتية، وإعتراضاتهم التي يثيرونها بين الحين والحين الأخر هي تحليل سياسي صارم)، والولايات المتحدة الأميركية، أعطت درساً لكل الدول، إن صناعة السياسة المنتجة إيجاباً، سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي، لا بد أن ترسم وتفلتر من خلال مراكز الدراسات والتفكير المتخصصة، لتهيأ الأرضية السليمة لرجل الدولة، لإتخاذ القرار السياسي السليم، الذي يراد منه تحقيق المصلحة الوطنية .
عليه فإن من أسباب الفوضى، في العملية السياسية العراقية، القرارات الإرتجالية أو الإنفعالية، من أصحاب القرار السياسي، متناسين إن صناعة القرار يتحتاج لمأسسة علمية حديثة ترتكز على نخب إكفاء، لهم دراية كبيرة بما يجري من أحداث، على المستوى الداخلي والخارجي، فالتأثير الجيوسياسي أصبح كبيرا»، فلم تعد الحدود الجغرافية، كافية لحماية القرار السياسي، في ظل العولمة الحديثة، وتداخل ثقافات الشعوب المختلفة، عبر تطور مواقع التواصل، وتكنلوجيا النت الخارقة لعصم الجغرافية والبنية المجتمعية، لذا صار حتماً لكل نظام سياسي يطمح لبناء بلد مستقر، عليه رسم سياسات متزنة، ذات توجه براغماتي واقعي، يأخذ بالاعتبار بيئة القرار والمصلحة الوطنية، وذلك لن يتحقق عبر هيئات المستشارين الحكومية، بل من خلال التعاون مع مراكز الدراسات المتخصصة.
والمركز العراقي للتنمية الإعلامية، بإدارة د.عدنان السراج، وهو بمنزلة مؤسسة غير حكومية أو ربحية، يمتلك طاقات علمية ووطنية في جميع المجالات والأصعدة، تكفلت تلك الطاقات بالتصدي عبر الفضائيات المتنوعة ومواقع التواصل الإجتماعي، طيلة فترة الحرب على داعش بل من قبلها وما زالوا، للإعلام الأصفر الذي أراد، ضعضعة بل كسر الجبهة الداخلية، وهز الروح المعنوية للمقاتل العراقي، بل وأستطاعت نخب المركز العراقي، أن تفكك المعدلات السياسية والأمنية المغلوطة، والتي يراد منها خلط الأوراق الداخلية، إلا أن اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة، ومع تشكيل حكومة السيد عادل عبد المهدي، وجوب الإنتقال من السياسات الفردية الإنفعالية، إلى السياسات الممنهجة والمدروسة، والمخطط لها مسبقاً، عبر إشراك النخب التكنوقراط، والمتواجدة ضمن المركز العراقي، أو بقية مراكز الدراسات الأخرى الحقيقية المحتوى.
ولا يمكن الوصول لهذه الحالة الصحية وليست المثالية، إلا من خلال مد جسور التعاون ، بين الرئاسات الثلاث وإدارة المركز العراقي للتنمية الأعلامية، أو بقية المراكز كما أسلفت، عبر تفعيل دور أعضائه بإشراكهم في اللجان الحكومية، سواء على المستوى التشريعي أو التنفيذي ، من أجل صناعة سياسات عقلانية، ترتقي ومستوى التحدي للأزمات التي تنتظر الحكومة الحالية، نتيجة التراكمات السلبية للحكومات السابقة، وإنتشال البلد من الهاوية، فعقول المركز العراقي تمتلك خبرات تحليلية تراكمية كبيرة، نتيجة الكفاءة العلمية والإحتكاك العملي بالنخب العربية والأجنبية، أخيراً يقول المفكر الفرنسي (كلود فوراستييه): (( إن بوسع الدول المتخلفة، أن تجتاز هوة تأخرها، ولكن تحقيق هذا الأمر، لا يكون إلا من خلال التغيير الإيجابي الجذري في العقليات والفعاليات)).
علي فضل الله الزبيدي
المركز العراقي للتنمية الإعلامية.. وصناعة السياسة!
التعليقات مغلقة