تحديات كثيرة تواجه المرأة العاملة ما بين البيت والعمل والأسرة إذ تجد اغلب النساء العاملات يعانين ضيق الوقت وصعوبة توفيره وإيجاده إلا إنهن دائماً يسرقن من الوقت الشيء القليل الذي يمكنهن من إدارة حياتهن الشخصية والعملية، سيما المرأة العراقية إذ يترتب عليها العديد من الالتزام كأم ومربية ومدرسة وطبيبة وحتى في بعض الأحيان تكون عامل صيانة في بيتها.
إذ دائماً ما يكون رب الأسرة خارج المنزل إما للبحث عن لقمة العيش او للهرب من ضغوطات الحياة مع أصدقائه تاركاً خلفه امرأة متيقن انها سوف تكون بديلا يفوق الاصل في سد الاحتياجات والمتطلبات الاسرية والمنزلية. وهذا الضيق في الوقت نفسه ادى بها لتكون بعيدة كل البعد عن شخصها وحاجاتها ، اذ لا ترجو من الزمن شيئاً لنفسها بقدر ان يمهلها ساعة او ساعتين لمتابعة احتياجات ابنائها الذين اعتمدوا بنحو كبير على كونها « المصباح السحري «الملبي لجميع متطلباتهم وان كانت فوق قدرتها .
ومع كل تلك التضحيات التي تقدمها تلك المخلوقة الدافئة، الا انها دائماً ما تتهم بالتقصير اتجاه اسرتها وعملها لا لشيء سوى لانها امرأة عاملة تحاول تحقيق التوازن الاقتصادي لبيتها واطفالها من دون ان يكون للعوز والحاجة مكان في حياتها او حياة أسرتها التي لا تقدر حجم ما تقدمه تلك «القارورة «من تعب وجهد قد لا يحتمله بعض الرجال الذين يتهمونها بانها ليست على قدر المسؤولية.
في حين ان بعضهم لا يعرفون طعماً للمسؤولية لا من قريب ولا من بعيد وانما اكتفوا بالتنظير ومهاجمة المرأة بسبب او من دونه. متناسين انها من تصنع الرجال، فهي نصف المجتمع وام النصف الاخر.
زينب الحسني
جدول زمني
التعليقات مغلقة