“سبايا بغداد ” توثيق لمأساة انسانية ورسالة تحذير الى العالم

سمير خليل
على خشبة المسرح الوطني، قدم محترف بغداد المسرحي بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح مسرحية (سبايا بغداد)، تأليف واخراج الفنانة الدكتورة عواطف نعيم والاشراف العام للفنان عزيز خيون.
تناولت المسرحية موضوعة سبي واضطهاد واغتصاب النسوة الايزيديات والمسيحيات من عصابات داعش الإرهابية. استطاعت المخرجة المؤلفة عواطف نعيم ان تقدم حكاية مأساوية سطورها الألم، وكلماتها المرارة.
خاضت نعيم خلال العرض امتحانات عدة، ونجحت فيها بذكاء. فقد اختارت موضوعا مهما وتاريخا سيطبع في سفر العراق بحروف من دم، وقدمته بسرد موجع. كلمات تلسع القلب بسياط المأساة، وتستفز الدموع في المآقي.
كذلك جمعت توليفة من الفنانات الرائعات، ورشفت منهن عصارة الخبرة والشباب، سمر محمد، وسوسن شكري، وبيداء رشيد، وشيماء جعفر، وايمان عبد الحسن، وريتا كاسبر. كما استفزت ذائقة الجمهور ببوح على لسان حواء المحبطة المأزومة والمحطمة.
اختارت نعيم عنوان مسرحيتها (سبايا بغداد) وكأنها ارادت ان تعمم المأساة على كل العراق، ودعمت ذلك بالأغاني التراثية التي صاحبت العرض بصوت الفنان عزيز خيون.
ويواصل الفنان الشاب علي السوداني ابهارنا بما يقدم من فنون السينوغرافيا، والتي شكلت اضافة كبيرة لهذا العمل، وشاركته المخرجة عواطف نعيم التي تحدثت عن العمل: المسرحية رسالة للعالم ليعرف حجم هذه المأساة التي وقعت على هؤلاء النسوة من المكون الايزيدي والمسيحي.
وتابعت: يجب ان يعرف العالم ما وقع عليهن من حيف على ايدي تنظيم ارهابي كل شيء مباح لديه باسم الدين، هذا التنظيم سلب العرض والارض، لا يمكن استباحة الارض والعرض بهذه الطريقة البشعة. هؤلاء النسوة العراقيات اللائي تعرضن للاغتصاب وامتهان انسانيتهن، يجب ان تسلط الاضواء عليهن، ويجب على العالم ان يقف عند هذه الجريمة الشنعاء ليس لكونها مأساة كبيرة فقط، بل لتتجنبها الشعوب الأخرى.
الفنانة سوسن شكري تحدثت عن دورها: احببت دوري كثيرا برغم مأساوية الشخصية. امرأة تعرضت للاغتصاب من جرذان داعش، وانجبت طفلا أسمته طفل الريح، شهدت هذه المرأة جرائم كبيرة بحق نسوة بريئات. جسّدن حالاتهن اذ ظهرن مسلوبات العقل والارادة من هول المأساة.
اما الفنانة سمر محمد فقالت: سعدنا بتقديم هذا العرض. عشنا مع احداث المسرحية حتى اننا كنا نبكي كل يوم في اثناء التمرينات. مأساة نسوة وفتيات بعمر الزهور تعرضن للامتهان والاغتصاب من عناصر داعش الإرهابي. نريد ان نوصل آلام وآهات هؤلاء الفتيات الى العالم. نتمنى ان لا يخطئ الزمن مرة اخرى وتعود هذه الكارثة على بلدنا والعالم.
الناشط المدني هادي نايف الزبيدي حضر العرض مع وفد من ديوان الوقف الايزيدي قال: نتضامن مع كل مكونات العراق ومنها الايزيديين. هم أنقذوا حياتي حين ظللت يوما كاملا في الارض الحرام خلال الحرب العراقية الإيرانية. نعتب على الحكومة والجهات السياسية بعدم البحث ومعرفة مصائر ثلاثة آلاف مختطفة ايزيدية، اختطفن باسم الاسلام والاسلام براء من هؤلاء المجرمين. نسجل على بعض وسائل الاعلام مسؤولية تسويف الحقائق، هناك (74) مقبرة جماعية في سنجار لا أحد يكشف هوياتهم. الناجيات من السبي ليس لديهن اي حقوق، ما زلن في مخيمات في العراء، وقسم منهن اخذتهن منظمات انسانية دولية خارج العراق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة