قصة قصيرة
محمد عواد
اللقاء الاول: كان للجسد حكاية.
اللقاء الثاني: هدأت وطأة الجسد لتترك شيء للحرف.
اللقاء الثالث: كان ساحل البحر شاهداً على ما دار بينهم.
طولها الفارع، بياض محياها، له وقع عليه، رفعت خصلة هاربة من شعرها المنسدل على كتفها كإنه الليل، ازاحته، وتوسدت كتفه قائلة بصوت حزين، كان جسدي مرفأ للعابرين والمسافرين كنت لا احسهم، كانوا كغيوم الشتاء كئيبة محملة بأمطار سوداء، منهم من ذرف الدموع لتبرير انتكاسة، اخفاقة، بعضهم كان الزمن يؤرقه بل يجعله مجنونا، واخرون كانوا يكتفون بالنظر الى وجهي ويتغزلون به.
صمته لا يقطعه سوى تدافع الموجات الى نهاياتها المحتومة، ادارت عنقها المرمري باتجاه وجهه السارح بعيدا مع زرقة البحر، وهي تجمع شتات نفسها الممزقة:” لا تقل لي لماذا فعلت، جسدي لم يؤرقني، لم يتعبني، ولكن للبطون الخاوية ثمن، قد يكون باهظاً ولكنه مشبع، هل تسمعني؟ مال رأسه عليها، تكلم بصوت يشوبه الحذر والهدوء، لا يعنيني كل هذا، بوحك الصادق توبة لك، يارا اسمعيني، قد اكون منتشيا بلحظة اللقاء، بالمكان، بك، انتِ امرأة جعلتني استشعر الفرح في زمن البكاء، وصنعتِ من القهر لحظة عابرة في محطات حياتي التي اكتوت بالكثير.
اريحي ذاكرتك المنهكة، واقفلي باب محطتك، فقد آن لي أن اترجل واكون اخر العابرين، ولنترك لشفاهنا ان تقول ان هناك قصة جميلة لم تكتب بعد.
نهض، نفض الرمال من ملابسه اعطاها يده، عيناها مبتلة بالدموع، ارتمت بين احضانه ليتوقف الزمن.