لطالما راودني السؤال ..لماذا لايكون لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والوزراء والمسؤولين الكبار الذين تناط بهم المسؤولية صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعلون فيها مع الجمهور وينصتون من خلالها لهموم المحتاجين ويجيبون فيها على اسئلتهم ويطلعون منها على مستويات النجاح والفشل للعاملين والموظفين ضمن دواوينهم ومؤسساتهم؟؟ واتعجب كثيرا حينما يصدر عن وزير او قيادي او مدير بيان او تصريح ينفي فيه ان يكون له اية صفحة على مواقع الفيس بوك او مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى وكأن امتلاك مثل هذه الصفحة جريمة او مثلبة يحاسب عليها وزراؤنا من دون ان يدرك هؤلاء ان الانفتاح الكبير في عالم التقنيات الالكترونية والفتح الواسع الذي احدثته وسائل التواصل الاجتماعي اسهم الى حد كبير في ازالة الحواجز وانكشاف الستر وتسريع وتائر العمل الانتتاج في الحياة عامة وفي المؤسسات والدوائر المعنية خاصة وتسهيل تقديم الخدمات للجمهور ولايمكن تفسير الرفض والانقطاع عن هذه التقنية سوى من باب التقوقع ورفض الانسجام مع تقنيات العصر وعدم الاتساق مع مجريات الحداثة والتغيير في عالم كان يقول عنه عباقرة الاتصال والاعلام بانه اصبح قرية فيما تؤكد القفزات الهائلة في مجال الاعلام الرقمي بان هذا العالم اصبح اليوم بحجم الكف الواحدة وان ضغطة زر واحدة قادرة على نقلك الى ملايين الكيلو مترات بسرعات فائقة وبزمن لايتعدى الثواني وفي جانب اخر فان التفاعل مع الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي يوفر فرصة عظيمة لقادة الدول والوزراء والمسؤولين لتحقيق لقاءات مباشرة مع شعوبهم وجمهورهم ويغنيهم عن الجهد في ترتيب اللقاءات والمقابلات ويمكن لهذه النوافذ ان تختصر الزمن في التعرف على الاداء وقياس ردود الافعال وتقييم الاعمال مثلما تعكس قيم التواضع والتبسط في التعامل مع البسطاء والفقراء ممن لايجدون الفرصة سانحة لهم بمقابلة ذوي الشأن في السلطات واذا كان البعض يشير الى وجود مثل هذه الصفحات والمواقع عند الكثير من القادة والمسؤولين وانهم يواصلون كتابة تغريداتهم باستمرار فاننا نقول ان فتح مثل هذه النوافذ لايجب اختصاره بمثل هذه الفعاليات والنشاطات البلاغية وانما يجب تفعيل جميع الامكانيات المتاحة والفرص التي توفرها مثل هذه الصفحات بما يمكن الاستفادة منها كادوات رصد وتحليل لما هو خاف عن عيون الرئيس والمسؤول مهما كان عنوانه وحيثما كان المكان الذي يشغله بما يوفر تدفقا للمعلومات ونشرا للافكار وبما يعزز العلاقة بين السلطة والشعب .
د. علي شمخي
نوافذ اخرى
التعليقات مغلقة