مارست ضغوطات على بغداد وأربيل لتصدير نفط كركوك عبر أنبوب إقليم كردستان
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تضغط الولايات المتحدة الأميركية على حكومتي بغداد وأربيل للتوصل الى اتفاق لتصدير نفط كركوك عبر أنبوب نفط إقليم كردستان الى الأسواق العالمية، لملء النقص في كميات النفط الخام الذي سيخلفه الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على قطاع الطاقة في ايران.
واكد سكرتير مجلس الوزراء في حكومة اقليم كردستان امانج رحيم توصل الحكومة الاتحادية الى تفاهم مشترك مع حكومة الاقليم، متوقعا ان يتوصل الطرفان قريبا الى اتفاق لتصدير نفط كركوك عبر انبوب نفط اقليم كردستان الواصل الى ميناء جيهان التركي.
بدوره قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة كركوك احمد العسكري في حديث للصباح الجديد، ان تلك المسألة معقدة وتحمل الكثير من الابعاد، منها سياسي ومنها ما يرتبط بالمعادلات الاقليمية والدولية، مؤكدا توصل حكومتي الاقليم والمركز الى اتفاق لتصدير نفط المحافظة عبر انبوب الاقليم، مشيرا الى ان الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ قريباً.
واكد العسكري وجود ضغوطات اميركية بريطانية على بغداد واربيل للتوصل الى اتفاق يضمن الاسراع بتصدير نفط كركوك الى الاسواق العالمية، بهدف تدارك النقص الذي خلفه انخفاض انتاج النفط الايراني على امدادات الخام العالمية، ولكي يحل محل النفط الايراني الذي تقلص نتيجة للعقوبات الاميركية.
واضاف العسكري، ان الحكومة العراقية اوقفت تصدير نفط المحافظة عبر الصهاريج الى الجمهورية الاسلامية منذ اسبوعين، بعد ان كانت تصدر من 20- 30 الف برميل يوميا من حقول كركوك الى ايران، استجابة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الجمهورية الاسلامية.
وتابع العسكري، ان اغلب النفط الذي ينتج من المحافظة حاليا يذهب الى المصاف في بيجي واربيل والى محطات الكهرباء، وان المتبقي من الانتاج الحالي لا يتجاوز 100 الف برميل، مؤكدا امكانية رفع الانتاج الذي انخفض مؤخرا من حقول كركوك الى مليون برميل يوميا اذا ما تم تنفيذ عقد وقعته الحكومة الاتحادية مع شركة BP البريطانية سابقاً، واعادة ترميم بعض الحقول المهملة.
واضاف العسكري ان وزارة النفط العراقية اجرت تجارب على انبوب نفط الاقليم، وقامت لعدة ساعات بتصدير النفط عبره للتأكد من امكانية استيعابه الزيادة التي سيحدثها اضافة نفط كركوك الى النفط الذي ينتج ويصدر من حقول الاقليم.
وقالت مصادر مطلعة، ان وزارة النفط الاتحادية اوعزت لشركة نفط الشمال بتشكيل لجنة مختصة، لتقييم وضع وحالة انبوب نفط اقليم كردستان، وتقديم تقرير مفصل عن قدرة الانبوب على تحمل الزيادة في القدرة التصديرية بعد اضافة نفط كركوك.
وتوقف تصدير نفط كركوك عبر انبوب نفط الاقليم منذ شهر أكتوبر تشرين الأول من عام 2017 المنصرم عندما اعادت قوات الجيش العراقي انتشارها وسيطرت على كركوك وحقول النفط فيها، التي كانت تحت سيطرة حكومة الاقليم، بعد طرد تنظيم داعش عام 2014.
اكتسبت حقول النفط في محافظة كركوك المتنازع عليها، أهمية جديدة بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، حيث تضغط واشنطن على بغداد لاستئناف الصادرات التي توقفت العام الماضي.
ويستهدف العراق وفقا لأحدث التقارير الرسمية زيادة طاقته التصديرية إلى 8.5 ملايين برميل يوميا في الأعوام المقبلة من أقل من خمسة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي، منها مليون قد تأتي من كركوك، لكن ذلك الاستئناف أعقد من مجرد إعادة فتح الصمامات، على وفق ما نقلته وكالة انباء رويترز.
وكان وقف الصادرات من حقول النفط في كركوك عطل تدفق نحو 300 ألف برميل يوميا من العراق صوب تركيا والأسواق العالمية، مما تسبب في صافي فاقد إيرادات بنحو ثمانية مليارات دولار منذ التوقف العام الماضي.
وتأتي معظم صادرات العراق من النفط الخام من الحقول الجنوبية، الا ان كركوك من أكبر وأقدم حقول النفط في الشرق الأوسط، إذ يقدر النفط القابل للاستخراج من حقولها بنحو تسعة مليارات برميل.