الناخبون الالمان يدلون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية

توقعات بفوز ميركل بـ»الولاية الرابعة»
لندن ـ بي بي سي:

توجه الألمان، امس الاحد إلى مراكز الإقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي سيختار خلالها الناخبون برلمان بلادهم الجديد، وستحدد نتائج تلك الانتخابات اسم مستشار البلاد القادم.
ويعتبر مارتن شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمنصب المستشار، أقوى منافس للمستشارة الحالية أنغيلا ميركل، التي تقود مجددا التحالف الانتخابي للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.
وتسعى ميركل، التي يحوز حزبها حاليا أكبر نسبة من مقاعد البرلمان (البوندستاغ)، إلى الفوز بولاية رابعة.
ويبلغ عدد أصحاب الحق بالتصويت في هذا البلد الأوروبي 61.5 مليونا من أصل 82.6 مليون نسمة، يمثل المسلمون بينهم نحو 5 ملايين.
ويتم اختيار النواب وفق نظام انتخابي يمزج ما بين الغالبية والنسبية، على أن تعطي استطلاعات الرأي فور إغلاق مراكز التصويت مؤشرات واضحة إلى تشكيلة المجلس المقبل، قبل بدء صدور النتائج تباعا خلال الليل.
ويشارك حزب ميركل في ائتلاف مع خصمه السياسي الحزب الديمقراطي الاشتراكي، في حين من المرجح أن يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني على مقاعد في البرلمان لأول مرة.
وأدى استقبال ألمانيا لأكثر من مليون لاجئ في عام 2015 ، وأغلبهم من دول ذات أغلبية مسلمة ،إلى تعزيز فرص حزب البديل من أجل ألمانيا في المشهد الانتخابي. وقد يشكل المعارضة الرئيسية داخل البرلمان.
وافتتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا امس الاحد واغلقت أبوابها في السادسة مساء.
وتعتبر هذه الانتخابات مهمة في المشهد الانتخابي الألماني لأنها قد تقود إلى تمثيل ستة أحزاب في البرلمان الألماني وذلك لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعني نتيجة تشكيل المشهد الانتخابي الألماني حدوث تغيير في الائتلاف الحاكم حاليا.
وتوقعات بقاء أنغيلا ميركل في بمنصبها مستشارة لألمانيا، وينظر إلى ميركل، على الصعيد الدولي، على أنها مصدر للاستقرار إذ قادت ألمانيا منذ عام 2005، ولها 12 عاما من الخبرة في الحكم. وقد كلفها قرارها بفتح أبوابها لطالبي اللجوء خلال أوج أزمة المهاجرين التي شهدتها أوروبا سياسيا لكن يبدو أنها تتعافى من آثار تدفق اللاجئين على ألمانيا.
زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي مارتن شولتز: الذي ينتمي إلى وسط اليسار، والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي. ويعتبر الخصم الرئيسي لميركل وحزبها. وهو في الوقت ذاته، شريكها في الائتلاف الحاكم. وقد اتضح خلال الحملات الانتخابية أنه ينتقد السياسات التي انتهجها حزب ميركل.
وتشير بعض التوقعات ان المرشحان الرئيسيان أليس فيدل وألكسندر غولاند لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني وهو حزب معاد للإسلام أن هذا الحزب سيصبح القوة الثالثة في البرلمان وفقا لبعض استطلاعات الرأي. وهذا سيكون انتصارا كبيرا وتغييرا في المشهد الانتخابي.
بالمقابل تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للفوز بفترة رابعة في الانتخابات التي جرت امس الأحد كما حث منافسها مارتن شولتس الذي يمثل يسار الوسط أنصاره امس الاول السبت على مواصلة النضال من أجل كسب أصوات في الوقت الذي لم يحسم فيه ثلث الناخبين موقفهم.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعاد انتخاب ميركل وأن يأتي الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شولتس في المركز الثاني ولكن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قد يصبح ثالث أكبر حزب في البلاد مما يعقد الموقف بالنسبة لحكومتها الائتلافية المقبلة.
وأظهر استطلاع لمؤسسة(آي.إن.إس.أيه) نشرته صحيفة بيلد تراجع تأييد التيار المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل نقطتين مئويتين إلى 34 في المئة وتراجع التأييد للحزب الديمقراطي الاشتراكي نقطة واحدة إلى 21 في المئة .
في الوقت نفسه ارتفع التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا نقطتين مئويتين إلى 13 في المئة معززا محاولته لأن يكون أول حزب يميني متطرف يدخل البرلمان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأكد شولتس أن ميركل «بطلة للعالم في عدم اتخاذ قرار»وتردد ببساطة أفكار الآخرين.
وتعهد شولتس بالدفع من أجل إجراء مزيد من الإصلاحات بما في ذلك تحسين منشآت رعاية كبار السن وتوفير مساكن بأسعار معقولة وإنهاء السياسات التمييزية التي تلحق الضرر بأطفال المهاجرين ورعاية الأطفال مجانا.
وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في 2013 بهدف أساسي هو معارضة برامج الإنقاذ المالي الضخمة للدول المفلسة ماليا في منطقة اليورو ولكن اعتبارا من 2015 بدأ يركز على الهجرة.
وتقول الجماعات اليهودية والإسلامية إن لهجة حزب البديل من أجل ألمانيا فتحت الطريق أمام مزيد من خطابات الكراهية ومعاداة السامية.
وقال جوزيف شوستر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا لرويترز إنه يخشى أن يؤدي دخول حزب البديل من أجل ألمانيا البرلمان إلى تغيير في المناخ العام في ألمانيا. وأضاف «أشعر بقلق من أن يعمق حزب البديل من أجل ألمانيا الانقسامات في بلدنا بشكل كبير».
ولكن الحسابات الانتخابية قد تدفع ميركل لتجديد ائتلافها مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي أو قد تختار الدخول في تحالف ثلاثي مع الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال وحزب الخضر.
وقال كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطي الحر في تجمع حاشد في دوسلدورف إن حزبه يأمل بأن يصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان ولكنه لن يشارك في الحكم إلا إذا لُبيت مطالبه وشروطه.
ويُذكر أن هذا الحزب لم يفز حتى الآن سوى بمقاعد في الانتخابات المحلية، لكنه اكتسب شعبية خلال الحملات الانتخابية التي ركزت على قضايا الهجرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة