لتشكيل جبهة موحدة ضد المحافظين
متابعة ـ الصباح الجديد:
بدأ حزب العمال البريطاني امس الأحد مؤتمره السنوي آملا في إثبات جاهزيته للإطاحة بحكومة المحافظين برئاسة تيريزا ماي على الرغم من الانقسام في صفوفه بشأن بريكست والاتهامات بمعاداة السامية التي طبعت الحزب.
ويمتلك زعيم الحزب جيريمي كوربن فرصة ذهبية للافادة من ضعف موقف ماي بعدما رفض قادة الاتحاد الأوروبي الخميس في قمة سالزبورغ خططها لبريكست.
لكن على كوربن أولا أن ينجح في وضع خلافات حزبه الداخلية جانبا من أجل تعزيز حظوظه كمرشح جدي لرئاسة الحكومة.
ويقول أناند مينون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «كينغز كولدج» في لندن، لوكالة فرانس برس قبيل بدء مؤتمر حزب العمال الذي يستمر لأربعة أيام في ليفربول، «مستوى العدائية القائم بين كوربن ومعارضيه كبير جدا».
فغالبية نواب حزب العمال يؤيدون البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي وكذلك الأمر بالنسبة لمناصري الحزب من فئة الشباب، بينما تؤيد نسبة كبيرة من ناخبي الحزب المنتمين للطبقة العاملة الخروج من التكتل.
وسعى كوربن لتفادي الخوض في الموضوع الخلافي، محاولا بدلا من ذلك التمسك بأجندة اجتماعية مكّنته من تجريد ماي من الأغلبية البرلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة.
لكن مع قرب موعد انتهاء مفاوضات بريكست، يبدو أعضاء الحزب مصرين على فرض نقاش وتصويت في المؤتمر للدفع باتجاه إجراء استفتاء ثان، الأمر الذي يعارضه كوربن.
ويقول ستيفن فيلدينغ، الأستاذ في جامعة نوتينغهام، لفرانس برس «أكثر ما سيثير الجدل… هو مسألة تعهّد حزب العمال بإجراء استفتاء ثان… لأن كوربن آثر إبقاء الغموض قائما قدر المستطاع».
وينظم مؤيدو البقاء في الاتحاد الأوروبي مسيرة الأحد تزامنا مع انعقاد المؤتمر للمطالبة باستفتاء ثان.
ويقول محللون إن كوربن سيسعى في خطابه الأربعاء المقبلة الى التمسك بأسلوبه المعهود، والتركيز على أولوية الإطاحة بالحكومة بدلا من محاولة وقف «بريكست».
«خطاب شديد الحدة»
ويقول تيم بايل، مدير قسم العلوم السياسية في جامعة «كوين ماري» في لندن، «أعتقد أن القيادة ستسعى الى الإبقاء على الازدواجية التي شهدناها في السابق (حول بريكست)».
ويتابع «سيكون من المثير للاهتمام مشاهدة ما إذا كانوا سينجحون في ذلك في مواجهة الضغوط الآتية من القاعدة (الحزبية)».
وتواجه كوربن مشكلة معاداة السامية التي تعيق مساعيه للوصول إلى السلطة، وهي مشكلة لازمت الحزب منذ تولى قيادته في 2015.
وأقر كوربن مؤخرا أن الحزب يواجه «مشكلة حقيقية» في هذا الموضوع الذي تسبب باستقالة النائب المخضرم فرانك فيلد من الحزب الشهر الماضي حين اعتبر أن قيادة حزب العمال أصبحت «قوة معادية للسامية في السياسة البريطانية».
ووافقت اللجنة التنفيذية الوطنية في الحزب في أيلول الحالي على يعتمدها الحزب، وذلك بعد معارضة شرسة من حزبيين يرون أن ذلك سيحد من القدرة على انتقاد إسرائيل. تبني تعريفا عالميا لمعاداة السامية ضمن قواعد السلوك التي
وأظهرت الاستطلاعات استقرارا نسبيا لشعبية الحزب في الأشهر الأخيرة، علما أن الفوضى السائدة في حزب المحافظين قد تحد بعض الشيء من حجم ما ينظر اليه على أنه فضيحة في صفوف العماليين، بحسب فيلدينغ.
ويقول فيلدينغ «هناك استياء كبير وكثير من المرارة، ولا أعتقد أن ذلك يمكن تبديده بسهولة. قد يستقيل عدد من نواب حزب العمال على خلفية قضية معاداة السامية».