أكد أن «حلّ الأزمة الليبية سياسي وليس عسكرياً»
متابعة ـ الصباح الجديد:
شدَّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على «ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكِ القانونِ الإنساني الدولي في العاصمة الليبية طرابلس». وحثّ الأطرافَ المتقاتلةَ على «وقف النار، وأيِّ أعمالٍ تزيد من معاناة المدنيين»، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى «احترام وقف النار». وأكد أن «حلّ الأزمة الليبية سياسي وليس عسكرياً».
ووجّه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج أمس الاول السبت ، نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة، داعياً إلى «إجراءات عملية أكثر حزماً وفاعلية لإيقاف الحرب وحماية المدنيين». وطالب مجلس الأمن بـ «تحمل مسوؤليته التاريخية لحماية أرواح وممتلكات المدنيين». وأكد الموفد الدولي إلى ليبيا غسان سلامة في تغريدة على موقع «تويتر» أمس الاول السبت ، عدم مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بسبب ما سمّاه «معايشة أهل العاصمة الليبية في محنتهم الراهنة».
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين الميليشيات المسلّحة على محاور عدة، وشهدت طرابلس ليلة وصفت بأنها «الأعنف»، إذ دوّت في أرجائها أصوات انفجارات الصواريخ والقذائف العشوائية. وتزامن ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي، وسجّل سقوط صواريخ «غراد» في محيط مطار معيتيقة الذي استمر إغلاقه، فيما امتدت صفوف المسافرين مسافات طويلة خارج مطار مصراتة، بعدما أصبح آخر بوابة لمغادرة البلاد والقدوم إليها.
وأفادت وزارة الصحة في حكومة الوفاق، بأن حصيلة ضحايا اشتباكات أول من أمس، بلغت 15 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى. كما أشارت إلى نزوح ما يقارب 300 عائلة من مناطق الاشتباكات.
وأعرب غوتيريش عن «قلقه» إزاء تزايد انتهاكات اتفاق وقف النار في ليبيا، ونقل الناطق الرسمي بإسمه استيفان دوجاريك، في بيان تعازي الأمين العام «لمن فقدوا أحباءهم»، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وجدد الاتحاد الأوروبي دعمه العمل الذي يقوم به الموفد الدولي إلى ليبيا، لتخفيف معاناة الشعب الليبي. ودعا في بيان «جميع الأطراف الفاعلة إلى احترام وقف النار المتفق عليه، وتنفيذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لصالح الشعب الليبي».
وأشار البيان إلى أن «القرارات الأمنية التي أصدرها المجلس الرئاسي أخيراً، تخلق الظروف الملائمة لإصلاح القطاع الأمني ووضع حد للأنشطة التي تقوم بها الجماعات المسلح».
وطالب القادة السياسيين والقبليين والاجتماعيين بـ «اغتنام هذه الفرصة من أجل تغيير حقيقي وسلمي في العاصمة الليبية ومناطق أخرى في البلاد».
ودعا السفير البريطاني في ليبيا فرانك بيكر، إلى معالجة القضايا من خلال الحوار وليس العنف. وطالب في تغريدة على «تويتر» الجماعات المسلحة «الالتزام بوقف النار، وإنهاء الأعمال العدائية وحماية المدنيين».\
وكتب سلامة في «تويتر»: «أتغيب للمرة الأولى منذ نحو عقدين ونيف، مع بعض من حنين، عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومهرجانها المثقل بالتشاور مع الزملاء وبلقاء الأصدقاء، إنما معايشة أهل العاصمة الليبية في محنتهم الراهنة، والسعي الحثيث لدرء الفتنة ووقف النار ولم الشمل، واجب لا يفوقه اليوم آخر».
وأكدت مديرية أمن طرابلس دعمها الوحدات الأمنية والعسكرية التي تعمل على فرض الالتزام بوقف النار. واستنكرت ما وصفته بـ «الأعمال العدوانية للقوات المعتدية على طرابلس، واستخدام أسلحة ثقيلة ومدمرة».
وأشارت إلى «تأخر دخول قوة فض النزاع»، لافتة إلى أن «الموقف أصبح كارثياً». وأكدت أن الوحدات الأمنية والتشكيلات العسكرية في العاصمة، ستلتزم بكل القرارات الصادرة عن المجلس الرئاسي فور انتهاء العمليات القتالية».
وكان القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر نفى قبل يومين «أي صلة للجيش الليبي بالجماعات المسلحة التي تتحرك في طرابلس»، مشيراً إلى أنها «تحركات ارتجالية».
وأعلنت وحدات أمنية وتشكيلات عسكرية في طرابلس، أنها اضطرت إلى التعامل مع «انتهاكات القوات المعتدية على العاصمة» لحماية مقار ومواقع تابعة لها، فيما أكد المكتب الإعلامي للواء السابع أنه «لا يزال ملتزماً اتفاق وقف النار»، لافتاً إلى استمرار مطاردة المليشيات المسلحة في العاصمة.
وشدد في بيان نشره على صفحته في موقع «فايسبوك»، على أن «لا تراجع قبل القضاء على القتلة الذين يستبيحون أعراض الأبرياء ودماءهم وكرامتهم بمختلف مسميات الميليشيات التي ينتمون إليها».
وكانت غرفة عمليات اللواء، أعلنت إرسال تعزيزات إلى محاور القتال تتضمن عشرات الجنود وعدد من الدبابات. وأشار البيان إلى أن ما جرى الجمعة الماضي «يكشف هوية الميليشيات وحقيقتها».
إلى ذلك، دعت المنظمة الليبية للسلم والرعاية والإغاثة، أطراف النزاع المسلح في جنوب طرابلس، إلى فتح ممرات آمنة لخروج العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات والمناطق المحاذية لها.
وناشد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أطراف الصراع «التوقف فوراً عن عملياتهم العسكرية»، واصفاً الوضع في مستودع شركة البريقة عند طريق المطار بــ «المأسوي والكارثي». وناشد صنع الله المجتمع الدولي وضع حد لما وصفه بـ «العبث بقوت الشعب الليبي»، مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة خزانات فقط تعمل من أصل خمسة عشر، وأن المؤسسة لا تستطيع القيام بمهامها في ظل هذه الظروف الصعبة»