أحكام اعدام بتهم فساد واعتقال مئات
متابعة – الصباح الجديد:
أعلن الحرس الثوري الإيراني امس الاثنين، استهدافه جماعات إرهابية في شرق الفرات في سوريا بصواريخ بالستية، ثأرا لهجوم الأهواز.
ونقل عن الحرس الثوري في طهران، أن الهجوم أسفر عن مقتل وجرح قياديين وعناصر في تلك المجموعات.
وقال الحرس الثوري، إن العملية نفذت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، بصواريخ بالستية «أرض-أرض» من طراز «ذو الفقار» مداها 700 كم و»قيام» التي مداها 800 كم.
وذكرت وكالة فارس أن الصواريخ أطلقت من مدينة كرمانشاه غربي ايران وأصابت أهدافها بدقة في مدينة البوكمال شرق الفرات بعد عبورها أجواء مدينة تكريت العراقية.
وخلّف هجوم شنه مسلحون في 22 الشهر الجاري، استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحرس الثوري الإيراني والمدنيين.
جدير بالذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي تطلق فيها إيران صواريخ بالستية خارج حدودها منذ حربها مع العراق.
المرة الأولى كانت على دير الزور ردا على الهجوم الذي استهدف البرلمان وضريح الخميني، والمرة الثانية على كردستان العراق استهدفت مقار الحزب الكردستاني الإيراني ردا على هجوم له في مريوان غربي إيران
بالمقابل أعلن القضاء في إيران أحكاماً بإعدام 3 أشخاص دينوا بفساد مالي، وسجن عشرات آخرين، مجدداً تهديده سائقي شاحنات ينفذون إضراباً عن العمل، بعقوبات «قاسية».
في الوقت ذاته، أفادت معلومات بأن السلطات الإيرانية شنّت حملة دهم واسعة في الأهواز، اعتقلت خلالها أكثر من 300 شخص، بعد الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً لـ «الحرس الثوري».
وشهدت مدن إيرانية في الأشهر الأخيرة تظاهرات وإضرابات عن العمل، احتجاجاً على انهيار الريال وتدهور الوضع المعيشي والفساد، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، وإعادتها فرض عقوبات على طهران.
وشكّل النظام الإيراني «محاكم ثورية خاصة» الشهر الماضي، لمقاضاة مشبوهين، بعدما دعا المرشد علي خامنئي إلى إجراءات قانونية «سريعة وعادلة» لمواجهة «حرب اقتصادية» يشنّها «أعداء».
وأعلن الناطق باسم القضاء غلام حسين محسني إيجئي أن تلك المحاكم قضت بإعدام ثلاثة متهمين، دينوا بـ «الإفساد في الأرض»، مشيراً إلى أحكام بسجن 32 آخرين، لمدد تتراوح بين 10 سنين و20 سنة. وأضاف أن الأحكام قابلة للاستئناف، لافتاً إلى أنها لن تُنفذ قبل أن يصادق عليها مجلس القضاء الأعلى.
إلى ذلك، هدد محسني إيجئي آلافاً من سائقي الشاحنات المضربين بـ «عقوبات قاسية»، علماً أن المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري كان لوّح بإعدامهم. واعتقلت السلطات 40 سائقاً، واستعانت بشاحنات الجيش لنقل سلع، بعدما فشلت في إنهاء إضراب ينفذه سائقون منذ أكثر من أسبوع، مطالبين بزيادة رواتبهم وتأمين قطع غيار بأسعار مقبولة.
على صعيد آخر، ذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن النظام «قانع بحجم بلدنا وجغرافيته ومصادره، ولا يطمع بأراضي آخرين ومصادرهم»، وشكا من نشر الولايات المتحدة «قواعد عسكرية في محيط إيران».
وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات لظريف أدلى بها لصحافيين في مقرّ البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ورد فيها أن طهران مستعدة للانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 إذا لم تنجح آلية أعدّها الاتحاد الأوروبي للالتفاف على العقوبات الأميركية. وأشار إلى أن طهران تعتزم الالتفاف على العقوبات الأميركية، عبر التخلّي عن استخدام الدولار في تعاملاتها التجارية، متحدثاً عن اتفاق وشيك لبيع دول أوروبية نفطاً.
وتطرّق ظريف إلى اتهامات واشنطن لطهران بالتدخل في الشؤون الإقليمية، متحدثاً عن «خريطة تحدّد كل القواعد العسكرية الأميركية في محيطنا». وسأل ساخراً: «لماذا جعل الإيرانيون بلدهم وسط كل تلك القواعد؟ نحن في منطقتنا، ولم نحتلّ أي بلد، ولم نرسل قوات إلى أي مكان لم يطلب منا ذلك. لم نقصف أي بلد، ولم نحتل أراضي من أي بلد. نحن قانعون بحجم بلدنا وجغرافيته ومصادره، ولا نطمع بأراضي الآخرين ومصادرهم وشعوبهم».
وسخر الوزير الإيراني من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لافتاً إلى أن الموقع «النووي» المزعوم الذي تحدث عنه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو «مكان لغسل السجاد الإيراني».
إلى ذلك، اعتبر القائد في «الحرس الثوري» الجنرال علي فدوي أن تبرير «عدم حدوث مواجهة جديدة بين ايران وأميركا، بتغيير سلوك طهران، يشكّل قلباً للحقائق»، وزاد: «حدث ذلك لأن الأميركيين باتوا أكثر إصغاءً». وتابع: «للأوروبيين محاولات مستميتة ضد قدراتنا الصاروخية، وهم أصغر من الحديث عنها».
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو النظام الإيراني بـ «انتهاك حقوق الإنسان الأساسية لشعبه»، لافتاً إلى أن «هناك أكثر من 800 سجين رأي». وأشار إلى أن «النظام يستهدف الصحافيين ويقيّد حرية التعبير».