كشفت جلسة البرلمان الاخيرة التي نوقش فيها تداعيات ماجرى ويجري في البصرة عن مدى الاستهانة بالدور والمسؤولية التي اقسم عليها المسؤولون وعاهدوا فيها شعبهم ووطنهم على حسن ادائها وصون امانتها وعلى الرغم من ان هذه الجلسة جاءت استجابة للمطالب التي اطلقها السيد مقتدى الصدر في بيانه والزم فيها السيد رئيس الوزراء واعضاء مجلس النواب ومحافظ البصرة بضرورة الاصغاء لما يريده المحتجون في البصرة وتلبية مطالبهم المشروعة فان ما شهدته قاعة الجلسة وما شاهده الملايين من العراقيين على شاشات التلفزة يؤكد مخاوف العراقيين من عدم قدرة الكثير من المسؤولين على التعامل مع الازمات الداخلية والخارجية ويثبت بان اختيار الكثير منهم لم يكن على وفق مفاهيم المهنية والكفاءة والنزاهة وفي كل دول العالم التي تحترم خيارات شعوبها فان استيزار الوزراء وانتخاب القادة واختيار المدراء هو تكليف يتشرف فيه المسؤول بخدمة الشعب ولابد ان يكون الرئيس او رئيس الوزراء او الوزير او المدير او حتى اصغر موظف على استعداد للمثول امام الشعب في اية لحظة تتطلب فيها المصارحة والمكاشفة وهناك من يلتمس العذر عند التقصير او التهاون او التكاسل او التغافل وهناك من يسارع الى تقديم الاستقالة والتواري عن الانظار خجلا من خطأ فادح ارتكبه او تهمة فساد ثبتت عليه وفي ادنى الحالات هناك من يكون مستعدا للإجابة على اسئلة الاستجواب بشفافية وصدق من دون انفعال او تكبر او غرور الا ان ما شاهدناه خلال دقائق في جلسة مجلس النواب الاخيرة والتي عرضت بعض مشاهدها بعض القنوات الفضائية اظهر حقيقة وجوهر الاداء الفاشل والمترهل لبعض الوزارات والمؤسسات وفي الوقت نفسه كشف الاهتزاز داخل نفوس بعض الوزراء والمسؤولين وانفعالاتهم غير المبررة واصرارهم على عدم الاصغاء للمناشدات والمطالبات السابقة بسرعة الاستجابة لتلبية حاجات شعبهم وعدم احاطة بعضهم لجميع اوجه المشكلات التي تعاني منها محافظات العراق ورفض بعضهم حتى سماع او تقبل اي انتقاد لموظفي وزاراتهم او دوائرهم وانبرى بعضهم للدفاع المستميت عن فاشلين وفاسدين على طريقة( الفزعة) لالشيء سوى انه ينتمي لحزبهم او يرتبطـون معـه بمصالـح وحسابـات ضيقـة ولايـدرك هـؤلاء مـدى الصـورة السيئـة التـي تركوهـا فـي عقـول وقلـوب شعبهـم حينمـا خذلـوا هذا الشعـب وتخلـوا عـن الـدور والمسؤوليـة المناطـة بهـم فـي ظـرف حـرج ودقيـق يمـر بـه وطنهـم.
د. علي شمخي
التخلي عن الدور والمسؤولية ..!!
التعليقات مغلقة