ايام قليلة تفصل طالبات وطلبة المرحلة الاخيرة في الجامعات عن دكة العاطلين وطوابيرهم . وهنا يكون حظ الشاب اكثر وفرة من الفتاة في حال اراد ان يتجه للعمل في القطاع الخاص او اي عمل حر آخر ، اذ المجتمع لا يعيب عمل الرجل في اي مجال ، على العكس من عمل المرأة الذي يظل محصوراً ضمن نطاق معين من الاعمال التي توارثتها عن الاجيال السابقة ، الا ان هناك جيلا من الفتيات حاولن كسر هذه القاعدة باتخاذهن اعمالا كانت حكراً على الرجال دونهن ،فمنهن من اختارت ان تعمل في محال الميكانيك او بيع القهوة او تزيين سيارات الاعراس.
او بيع الكتب في شارع المتنبي او بيع المأكولات السريعة ، وصيانة اجهزة الموبايل كل هذه المجالات وغيرها جعلت منها مسؤولة عن اعالة نفسها وعائلتها التي كانت تحلم بأن تتخرج ابنتها لتتعين في القطاع الحكومي بما يتناسب مع اختصاصها ، الا ان واقع الحال كان عكس ما طمحت اليه وتمنته ، فما كان من تلك الفتاة الا ان تحارب لاثبات ذاتها من خلال العمل في شتى المجالات لحين ايجاد الفرصة الحقيقية لممارسة اختصاصها الذي تعبت خلال سنوات الدراسة الجامعية في تحقيق النجاح والتفوق فيه ، مهما كانت الظروف .
ما يزيد على مليون عاطل من كلا الجنسين تم تسجيلهم في قاعدة بيانات وزارة العمل لم يحصل الا جزء يسير منهم على فرصة عمل في القطاع الخاص لعدم تعاون القطاع الحكومي بحسب وزارة العمل معها بما يتعلق بتأمين فرص عمل للعاطلين ، سيما من حملة الشهادات الجامعية ، وهذا العدد قابل للزيادة سنوياً بفضل عدم وجود سياسة تشغيل واقعية لهذه الأرقام من الباحثين عن العمل وعدم اتخاذ إجراءات صارمة بحق مستعملي العمالة الأجنبية التي حرمت الشباب العديد من الفرص ، وجعلتهم يكتفون او يتقبلون فكرة انعدام فرص العمل في القطاع الحكومي والخاص . وان يحاولوا ان يخلقوا لهم فرص عمل بأنفسهم وان لا ينتظروا من الجهات المعنية أي التفاتة حقيقية الى معاناتهم مع البطالة .
والنساء ربما شكلن الرقم الأكبر في هذا المليون
زينب الحسني
خلق فرص
التعليقات مغلقة