تجربة إبداعية رائدة في كربلاء المقدسة
سمير خليل
في تجربة ابداعية جديدة يشهدها مسرحنا العراقي واحتضنتها محافظة كربلاء المقدسة قدمت مجموعة موهوبة من المكفوفين عرضا مسرحيا حمل عنوان (نحن هنا) للكاتب لؤي زهره واخراج عباس شهاب.
وتعد هذه التجربة، الثانية التي تخالف المألوف في المجموعات المسرحية بعد تجربة قصار القامة في مسرحية (قطر الندى والسنافر السبعة) التي قدمت بداية تسعينيات القرن الماضي على خشبة مسرح المنصور، واخرجها الرائد المسرحي سليم الجزائري، وفي حين شارك ممثلون وممثلات من المعروفين مع الاقزام في التجربة الاولى التي لم تستمر للأسف.
تجربة اليوم كل ابطالها
من المكفوفين
بشأن هذه التجربة الرائدة حدثنا مخرج العمل، الفنان عباس شهاب فقال: «بداية، هذا العمل الرابع على صعيد التعاون مع الكاتب لؤي زهرة بعد مسرحيات (لو كنت بيننا ) و(انا وراسي) و(عضة كلب) خلال العام الماضي بعد عودتي للمسرح وكربلاء، بعد ابتعاد اكثر من 28 سنة، اما مسرحية ( نحن هنا) التي قدمت خلال الشهر الجاري والتي سعيت وبأول تجربة الى تجربة مسرح المكفوفين من خلال فرقة مسرح السراج التابعة لجمعية السراج العراقية للمكفوفين في كربلاء، وتعد اول تجربة واول عمل مع هذه المجموعة «.
ويجيب شهاب على سؤالنا عن سبب اختياره لفئة المكفوفين قائلا» لأنني مؤمن ايمانا كبيرا بأهمية الدور الكبير للمكفوفين، اضافة الى التهميش وعدم الاهتمام بهم فاردت بهذا العمل توجيه الانتباه لهم، وايضا اظهار طاقاتهم الفنية الكبيرة بداخلهم، لذلك اتفقت مع المؤلف لؤي زهره بأن نبحث عن موضوع يتلاءم وقدراتهم وخصوصا ان اغلبهم يمثل لأول مرة، الموضوع في النص اجتماعي. المسرحية ارادت ان توصل صوت المكفوف، وان بإمكانه ان يحب ويعشق، وذلك من خلال قصة حب بين نور وضياء، وكيف تمت معالجة انتصار حبهما لكونهما كفيفين ورفض المجتمع لزواجهما، ولكن بالإصرار استطاعوا نصرة الحب، اما الجانب الآخر فهو دور المكفوف في المجتمع، وموقفه من العملية السياسية والاجتماعية وذلك من خلال تسليط الضوء على نقطه مهمة وهي الفساد المستشري في البلد، وكذلك تسليط الضوء على قضية السحرة والمشعوذين وطرحها بطريقة كوميدية ساخرة، ونجحنا بالتأثير على المشاهد الذي اندمج مع العرض فكان يضحك تارة ويبكي أخرى.
ويتابع شهاب: عموما التجربة كانت كبيرة وجميلة بالنسبة لي، وبرغم الصعوبات التي واجهتنا خلال العمل مثل حركة الممثلين، وشرح مشاهد المسرحية، الا انني استطعت ان ادخل الفرحة في قلوب أكثر من عشرة ممثلين مكفوفين وكانوا في غاية الالتزام والابداع، وتطبيق كل المطلوب منهم بأداء رائع استطعنا من خلاله ان نقول للجمهور نحن هنا، دليل نجاحنا ان جمهور المسرحية الكبير تابع العرض باهتمام على مدى ثلاثة أيام، وهذا يحدث لأول مرة مع متابعة واسعة من وسائل الاعلام «.
وعن فريق العمل يقول شهاب: « كان هناك فريق عمل كبير مؤلف من مساعد المخرج وصفي جاسم والإضاءة للمبدع سعد سلمان، والصوت والموسيقى للفنان حيدر الجبوري، وكذلك الحضور الكبير للشاعر نوفل الصافي الذي جسد دور الراوي في هذا العمل شاعرا يروي الحدث من خلال القصيدة، وهي اول تجربة للشعر الشعبي مسرحيا، كذلك كان لضيفة الشرف الفنانة وداد هاشم دور مهم في العمل، وكذلك لا أنسي مشاركة الرائد الاعلامي علاء العيداني ممثلا في العمل، الممثلون كانوا من أكثر من محافظة من ذي قار وكربلاء وبغداد ايضا».
وختم حديثه: « سنقدم العمل على خشبة المسرح الوطني وكذلك سنقدم العمل في أكثر من محافظة وهذه العروض تمت بدعم من قبل السيد محافظ كربلاء، مشاريع الفرقة المستقبلية متروكه لإدارة الفرقة وهم اعرف بوضعهم لأنني لست منتسبا، او عضوا في الفرقة، ولكن هي اول تجربه لفرقة مسرح السراج ولن تكون الأخيرة «.
جدير بالذكر ان الفنان المخرج عباس شهاب من مواليد عام 1960 كربلاء يحمل شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة، عضو نقابة الفنانين العراقيين منذ عام 1980 سبق ان شارك ممثلا في مسرحية (الصكر) عام1982 وكانت من بطولته واخراج الفنان فتحي زين العابدين للمسرح العمالي، ويتهيأ الان لتقديم عمل موندراما من شخصية واحدة تأليف لؤي زهرة، ومن اخراج وتمثيل عباس هاشم سيقدم في بداية شهر آذار المقبل لنادي القراءة بكربلاء، والعمل بعنوان (جمهورية النمل والذباب).