لإعادة الاستقرار وتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى مناطقهم
متابعة الصباح الجديد:
يعد العراق من الدول التي تعاني من مشكلة الالغام والمخلفات الحربية منذ سنوات عديدة ، والأكثر من هذا فان العراق يأتي في مقدمة هذه الدول من ناحية أعداد الالغام المنتشرة على أراضيه نتيجة للصراعات الداخلية والحروب الاقليمية ، وتشكل هذه الالغام والمخلفات الحربية تهديداً مستمراً للسكان المدنيين ولعمليات إعادة الاعمار والبناء .
وبالرغم من تطور الاعمال المتعلقة بشؤون الالغام على مدى السنوات الماضية في الدول الاخرى ، إلا انها في العراق بقيت متعثرة ولم تقدم الشيء المطلوب لحد الآن بالرغم من دخول العراق طرفاً في اتفاقية أوتاوا وبالرغم من ظهور تهديدات ومخاطر الالغام بنحو جدي وخاصة بعد استقرار الاوضاع الأمنية نسبياً
ومن هذا المنطلق فقد اسهمت حكومة المملكة المتحدة بأربعة ملايين جنیه إسترلیني إضافية لصالح برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بازالة الألغام في العراق ، الذي سيمكن من تواصل النشاطات الدولية المهمة المتعلقة بإدارة مخاطر المتفجرات في المناطق المحررة حديثاً من تنظيم “داعش” في العراق.
كما إن دعم المملكة المتحدة سيمكن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من الاستجابة إلى الأولويات الإنسانية وتلك المتعلقة بإعادة الاستقرار والتي تعد مهمة جدا لإعادة الاستقرار ولتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى مناطقهم .
إن وجود العبوات الناسفة المبتكرة ومخاطر المتفجرات يشكل خطراً على المستجيبين لاحتياجات النازحين داخلياً من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش إلى جانب أولئك الذين عادوا إلى المناطق المسترجعة ، في الوقت الذي تشكل العبوات الناسفة المبتكرة ومخاطر المتفجرات الأخرى – والمستعملة بكثافة في العراق – عائقاً كبيراً أمام العمليات الإنسانية وعمليات إعادة الاستقرار وإعادة الإعمار، اضافة الى تأثيرها السلبي على قدرة الأفراد في العودة إلى ديارهم.
إن هذه الاسهامة الإضافية تعد حيوية ليتواصل عمل برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في المناطق ذات الأولوية والمناطق المسترجعة حديثاً فور الولوج إليها ، ولذلك دعمت المملكة المتحدة البرنامج ما يفوق 13.2 ملیون جنیه إسترلیني منذ انطلاق برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق سنة 2015.
وأعلن وزير الدولة للتنمية الدولية ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية والكومنولث أليستر برت خلال زيارته إلى العراق أن المملكة المتحدة ستقدم أربعة ملايين جنيه إسترليني لحماية الناس من العبوات الناسفة في المناطق المحررة ، وهذا يشمل كشف وإزالة مخاطر المتفجرات ودعم حكومة العراق في مساعدة ضحايا الألغام والبرامج التثقيفية التي من شأنها رفع مستوى الوعي العام للعائدين بهذه المخاطر.
من جانبه قال بير لودهامر، مدير برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إن التعرف على مخاطر المتفجرات وإزالتها هي الخطوة الأولى قبل التدخل في المجال الإنساني ومجال إعادة الاستقرار في المناطق المحررة ، وعليه فقد قامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بإجراء تقييمات وأعمال إزالة في البنى التحتية ذات الأولوية في مناطق الفلوجة والموصل، ليتمكن المدنيون من العودة في أمان، وإنشاء المخيمات والمنشآت المؤقتة لفائدة العائدين ، كما تعمل على إعادة تأهيل الخدمات الحكومية والبنى التحتية المهمة كالمدارس والمستشفيات”.
الى ذلك قال السفير البريطاني لدى جمهورية العراق ان تنظيم داعش تراجع وخسر مواقعه في معظم المناطق التي كان يحتلها في العراق ، ولكن متفجراته المخفية ( الالغام ) بقيت تشكل خطراً داخل المناطق المحررة في مدينة الموصل وان العمل على ازالة هذه العبوات الخطيرة ، سيتمكن الناس من العودة إلى ديارهم سالمين لكي يعيدوا بناء احيائهم التي تهدمت بفعل العمليات الارهابية والتفجيرات التي قام بها هذا التنظيم
من الجدير بالذكر ان برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بازالة الألغام في العراق تأسس سنة 2015، ويعمل حالياً في المناطق المحررة حديثاً في كل من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، وذلك عبر القيام بأعمال المسح والإزالة ، ودعم إمكانيات الحكومة العراقية وتقديم التوعية بالمخاطر المنقذة للحياة. كما أتمت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ما يفوق 800 تقييماً لمناطق حيوية بما في ذلك الدعم المباشر لحكومة العراق لأولويات إعادة الاستقرار وتأمين الولوج الأمن للعاملين على إعادة تأهيل البنى التحتية والمناطق المهمة للاستجابة الإنسانية.
كما تم تدريب الشرطة والعاملين في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في كل مكونات إدارة مخاطر المتفجرات لتأمين قدرات وطنية مستمرة قادرة على الاستجابة إلى المخاطر المستمرة إلى اليوم ، قدمت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وشركاؤها توعية بالمخاطر لاكثر من 292 الفا من النازحين والعائدين بعد توفير جميع الوسائل المطلوبة للحفاظ على سلامتهم .
يذكر ان العراق كان قد دعا المجتمع الدولي الى دعم اكبر في مجال إزالة مخلفات ارهابيي”داعش” من الالغام والمتفجرات في المناطق المحررة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية ان ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير مؤيد صالح أفتتح معرضا للصور الفوتوغرافية عن الاثار الإنسانية التي تحدثها الألغام والعبوات الناسفة على المجتمع العراقي في مقر البعثة الكندية” ، والتي جسدت معاناة المواطنين في تلك المناطق من اثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها عصابات داعش الإرهابية في المناطق التي تحررها القوات العراقية، وان الحكومة العراقية تواجه صعوبات كثيرة في عملية إزالتها”.
وأشار البيان الى ان العراق يحتاج الى دعم أكبر من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بإزالة الألغام لمعالجة هذه المشكلة عبر تزويده بالمعدات والتكنولوجيا المتطورة.