رسالة من أم الشهيد !

لا اعلم كيف أحميك يا ولدي ،أنت ثروتي في الحياة وأملي،وجودك أغلى ما املك من كنوز وحبك سندي. حملت نعشك على كتفك وغصن الزيتون غرسته في يدك,ذهبت منطلقا» نحو العزة لتصون كرامة وطنك,عدت لي ممّد في كفن ,حامل وسام الشجاعة والبطولة والعزة الذي أهديته لولدك .
إلى متى ستبقى يا بلدي متشح بالسواد, صور شهداؤك محفورة على الجدران رغم مّر الزمان ,أمهات تنتحب تعتصر لها القلوب ,تزف شبابا بعمر الزهور, وصبية مكللة بالبياص منتظرة عريسها لتقدم له الورود,نحيب أطفال مكسوري الخاطرحرموا من اجمل كلمة ينادوها في الوجود ,إلى متى ستبقى يا بلدي تدفع الثمن غالي ,ألم تنته بعد لعبة الأمم ,وما سببته لمجتمعاتنا من ظلمة وألم ،وسط حروب طويلة الأمد. أوقات صعبة مريرة مرت في حياتنا ومن الصعب ان تنجلي ,حرمتنا الأمن والسلام ,حرمتنا الراحة والوئام ،حرمتنا من صناعة مستقبل الانسان لنقدمه لأجيالنا واضح جلي ,اسكتونا وحرمونا من نعمة الكلام، وطني جريح، ارجوكم ردوا لنا الحرية والامان.
ما يؤلمني يا ولدي إن دمك يهدر من دون ثمن يذكر ,دموعا غزيرة جفت من كثرة الألم ,حقدا زرع في القلوب وليس من دواء يشفيه ولا حتى مرور الزمن , سفكوا دمك ,خطفوا الروح من جسدك , اعتقدوا أنهم انتصروا بفناك ،لكنهم اخطؤوا لأنك زهرة تعطّر الجو بعبقك , التضحية من قيمك شرف تتحدث عن نصرك ,لم يفهموا بعد ان شهادتك زادت من شموخك وعزتك ,لكننا سنبقى نطالب بدمك ولن يغلق ملف قضيتك لأن روحك هائمة كالنسر في السماء تشهد على كل مغتصب لأرضك.رغم انك دفعت فاتورة غالية وغيرك قبض الثمن.
هذه رسالتي لك يا ولدي، سامحني لاني لم استطع ان افديك بدمي، قدمت لك الحياة مرة ، ومن الصعب ان اعيدها لك ثانية ،لكن صدقني لو تكررت هذه المرة أعدك بأني سأحافظ عليك بعيدا» عن كل من حاول ايذاءك، عن كل بلد لا يحافظ عليك وعلى أولادك ، افتخر بك نعم ، لكني خسرتك ويؤلمني غيابك الذي لا يقدر بأي ثمن يا أعز وأطهر وأغلى ولد، لقد تحطم فؤادي على فراقك ..سامحني يا ولدي.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة