العمل: دُور الأيتام مستعدة لاستقبال الأيتام من المحافظات المحررة

التخطيط: أكثر من نصف مليون يتيم في العراق
بغداد ـ زينب الحسني:

منذ سنوات وموضوع رعاية الايتام والاسرة العراقية، ضمن أولويات اهتمام وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني، وتسعى تلك المؤسسات جاهدة من أجل الوصول الى حلول ربما تسهم في الإشارة الى جوهر الأزمة، حيث كشفت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ان عدد الاطفال الايتام في العراق بلغ ٦٥٠ ألف يتيما ماعدا محافظتي الانبار ونينوى، فيما ضمت دور الدولة التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية 452يتيما من كلا الجنسين بغداد والمحافظات.
وقال مدير اعلام الوزارة عبد الزهرة الهنداوي في تصريح خص به « الصباح الجديد» انه بحسب آخر احصائية اصدرتها الوزارة فان اعداد الاطفال الايتام في العراق بلغ ٦٥٠ الف يتيم خلال عام 2017 وهذا الرقم لا يشمل محافظتي الانبار ونينوى ، عازياً السبب لارتفاع نسبة الايتام للحروب والازمات السياسية المستمرة التي تعيشها البلاد منذ عام203.
واضاف الهنداوي ان المسح الذي اجرته وزارة التخطيط لم يشمل ايضا قضاء الحويجة في محافظة كركوك وقضائي بيجي والشرقاط في محافظة صلاح الدين، بسبب الظروف الامنية التي تعيشها وايضاً سيطرة تنظيم «داعش» على بعض تلك المناطق، وأشار إلى أن الجهاز المركزي للإحصاء يعتمد المعايير الدولية في اجراء المسوح المتعلقة بالشؤون الحياتية، لافتاً إلى إشادة «جميع المنظمات الدولية بالمهنية والمنهجية العالية المعتمدة في إجراء مثل هذه المسوح.

كارثة إنسانية
من جانبها نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» تقريراً نشرته نهاية نيسان الماضي من العام الجاري 2017، تؤكد فيه إنَّ قرابة «ستة ملايين طفل يتيم» في العراق من مجموع 140 مليون يتيم في دول العالم أجمع.
وبحسب احصائية «اليونيسيف» فأن عدد ايتام العراق يبلغ بحدود خمسة بالمئة من الايتام الموجودين في الدول حول العالم، وحذرت المنظمة من أن أغلب الأيتام يعانون الفقر والمرض، وهذا الرقم المهول ينذر بكارثة إنسانية ومجتمعية، وسط واقع مرير تعيشه البلاد.
وهذه الإحصائية التي كشفتها «اليونيسيف» عن عدد الايتام بالعراق، كانت بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني العملة في البلاد.
وتؤكد المنظمة الدولية ان اعداد الايتام في العراق تتزايد بنحو ملحوظ بعد الاطاحة بالنظام السابق عام 2003 على يد القوات الأميركية، فالأطفال الأيتام ممن فقدوا ذويهم، كان أما بالمعارك الدائرة ضد تنظيم «داعش» ومن قبله تنظيم القاعدة، أو جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تضرب تجمعات المدنيين في المناطق ذات الكثافة السكانية في العاصمة بغداد والمحافظات.
وإذا ما قورن أعداد الايتام في العراق مع دول تعيش ذات الحروب والأزمات مثل سوريا وافغانستان، فالأخيرة الحرب قائمة منذ ستة عشر عاماً وبرغم ذلك فالأطفال الأفغان الأيتام أقل من نصف عدد الأيتام العراقيين، كما أن الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو أربع سنوات أشد شراسة ووحشية وشملت جميع المدن والمحافظات السورية، وبرغم ذلك فإن الأطفال الأيتام في سوريا يشكلون 20% مقارنة مع العراق.
توفير جو صحي
الى ذلك بين المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عمار منعم :ان عدد المستفيدين في دور الدولة للأيتام بلغ (452) مستفيداً ، منهم (159) مستفيداً
في بغداد وفي بقية المحافظات (293) مستفيداً، موضحًا أن اعداد الدور الايوائية في بغداد والمحافظات يبلغ (22) دارا.
وتابع منعم ان وزارته تعمل على رعاية الايتام من الجنسين من خلال استيعابهم في دور الدولة ابتداء من الولادة وحتى اكمالهم الثامنة عشرة، مشيراً الى انه يجوز تمديد رعاية النساء المستفيدات في دور الدولة لحين حصولهن على مأوى مناسب او زواجهن او ايجادهن فرصة عمل وفقاً لما جاء في قانون رقم (28) لسنة 2013، فضلًا عن العمل على توفير أجواء سليمة لهم للتعويض عن الرعاية والحنان العائلي الذي افتقدوه وتقديم خدمات الرعاية اللاحقة للمستفيدين الذين يحين موعد مغادرتهم للدار الايوائية.
واشار المتحدث باسم الوزارة الى ان اللجنة تواصل اجتماعاتها خلال العام الحالي لبحث ومناقشة الضوابط والتعليمات واقتراح تعديلها بما يسهم في رعاية الايتام من خلال فتح منظمات المجتمع المدني للدور الايوائية بما ينسجم وتوجهات الدولة الحالية والخطط الموضوعة للمرحلة المقبلة.
وبين منعم : ان دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تحرص على متابعة جميع احتياجات المستفيدين وتلبيتها على وفق منهج مهني وانساني تبنته الوزارة في عملها تجاه الفئات المستهدفة لديها ومنها ما يتعلق بإصدار الوثائق الرسمية المتمثلة بهوية الاحوال المدنية ، وشهادة الجنسية للمستفيدين من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في وزارة الداخلية لا صدار تلك الوثائق، مشيرًا الى ان لجنة البحث الاجتماعي في قسم دور الدولة تابعت اصدرت مؤخرا (17) هوية احوال مدنية الى مستفيدي دور الدولة للأيتام في بغداد .
واضاف : ان تلك الاجراءات تهدف الى ضمان الحقوق الاجتماعية والثقافية للمستفيدين وتحقق المساواة مع الاخرين .
واوضح المتحدث باسم الوزارة: ان دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة توفر في دور الدولة للأيتام ملاك تدريسي متخصص بألقاء محاضرات اشبه بالتدريس الخصوصي وبأعلى مستوى الى المستفيدين بعد عودتهم من المدارس والتي يلتحقون بها اسوة بأقرانهم من الطلاب، لافتاً الى ان الملاك التدريسي يتميز باختصاصه في المادة الدراسية والمحاضرات التي ينظمها للمستفيدين.
وبين : ان الوزارة تحرص على توفير اجواء طبيعية قدر المستطاع الى المستفيدين وذلك بتهيئة كل متطلباتهم واحتياجاتهم ، اذ ان الطالب وفي جميع المراحل بحاجة الى متابعة من قبل ذويه وتدريس للمواد الدراسية لا تمام الواجبات المنزلية ، لذا فان الملاك التدريسي في تلك الدور يقوم بتلك المهمة وقد حققت الدائرة نجاحاً وتقدماً ملحوظا في هذا المجال نتج عنه التحاق الكثير من المستفيدين الى الجامعات العراقية بعد حصولهم على معدلات جيدة.

مجهولو النسب
من جانبها بينت مدير عام دائرة الاحتياجات الخاصة في الوزارة ومدير مكتب هيئة رعاية الطفولة عبير الجلبي: ان الوزارة استنفرت جميع جهودها لا يداع الاطفال الايتام في محافظة نينوى بعد الاتفاق والتنسيق مع خلية الازمة الخاصة بالموصل والمناطق المحررة وبالتنسيق مع منظمتي الطفولة العالمية (يونيسيف) والصليب الاحمر لكون وزارة العمل عضو فاعل في هذه الخلية استنادا لعملها الانساني وامتلاكها القدرة على استيعاب الحالات الانسانية وعلى وفق توجيهات وزير العمل محمد شياع السوداني.
واشارت الجلبي: الى ان الاطفال الذين يتم ايداعهم لا يمتلكون اية وثائق ثبوتية وسيعدون من مجهولي النسب وستقوم الدائرة بجميع الاجراءات القانونية وعلى وفق الانظمة المعمول بها من حيث الاعلان عنهم عبر وسيلة اعلامية وايضاً عبر المخاطبات الرسمية والتنسيق مع الوزارات والجهات ذات العلاقة لمدة عام لإثبات نسبهم وفي حال تعذر ذلك خلال تلك المدة سيصار الى الانتقال الى اصدار وثائق ثبوتية تحت اشراف وزارة العمل وتعقبها خطوات اخرى تنفذ في حينها.
وطالبت مدير عام دائرة الاحتياجات الخاصة الاطراف المعنية جميعاً وخاصة الموجودة في المناطق المحررة بأبداء المزيد من التعاون مع وزارة العمل فيما يخص الاطفال الذين كانوا موجودين في المناطق التي رزحت تحت سيطرة عصابات داعش الارهابية لأنها تمثل حالة انسانية وعلى الجميع الابتعاد عن أي حسابات اخرى.
وقالت الجلبي ان هيئة رعاية الطفولة ستعطي المحافظات المحررة من الارهاب اولوية في التنفيذ بسبب الظروف التي مرت بها والتأثير السلبي الكبير الذي تعرضت لها الطفولة، مشيرة الى ان الهيئة وبالتعاون مع منظمة يونيسيف ستعمد الى اعادة تأهيل الاطفال مجتمعياً من خلال وضع استراتيجية للتعليم والدعم النفسي والترفيهي من اجل اعادة دمج اطفال تلك المناطق في المجتمع.
وبينت الجلبي ان قسم تقنية المعلومات في الوزارة وبالتعاون مع قسم دور الدولة التابع للدائرة ينظم دورات تدريبية بنحو مستمر لتطوير مهارات الايتام وكان اخرها تنظيم دورة في مجال نظام التشغيل والانظمة الحديثة والاستـعمال الامثل لخـدمة الأنترنت لمستفيدي دور الدولـة لأيتام دار زهـور الأعظمية للإناث ودار البراعم فــي الصليخ للذكور.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة