مع وصول المساعدات الإنسانية من أقصى الجنوب العراقي
نينوى ـ خدر خلات:
في ظل التلكؤ غير المبرر من قبل الأوساط الرسمية والدولية، انطلقت مواكب شعبية وعشائرية لتقديم المساعدات لنازحي ايمن الموصل، مع انتقادات حادة للمسؤولين الحكوميين بسبب التقصير في اداء واجباتهم تجاه شعبهم.
وقال الناشط الحقوقي والمدني الموصلي لقمان عمر الطائي الى “الصباح الجديد” ان “حجم المعاناة التي تصيب النازحين من الجانب الايمن من مدينة الموصل لا يعني ان يقف الجميع مذهولا امامها لهول حجمها، بل ينبغي المبادرة لتقديم الدعم مهما كان حجمه، وعدم انتظار الجهد الحكومي والرسمي والخطط التي يتحدثون عنها ليل نهار من دون أي جهد ميداني يتناسب وحجم تلك الخطط التي هي مجرد كلام في شبك”.
واضاف “اهالي نينوى ومعهم اهالي بعض المحافظات العراقية من اقصى الجنوب، انبرت للتصدي وهبت للمساعدة وتقديم الغوث الشعبي لنازحي ايمن الموصل، حيث ان عشرات المواكب الحسينية وصلت الى سيطرة العقرب (بوابة الموصل ـ بغداد) وهي تحمل شتى صنوف المساعدات الغذائية والاغاثية في مشهد يجسد روح التعاون بين شتى مكونات الشعب العراقي”.
واشار الطائي الى ان “عشائر اهالي جنوب الموصل، كان لهم دورهم أيضاً في هذا الجهد الشعبي التطوعي، حيث ان مواكب الاغاثة انطلقت من القرى والمدن الصغيرة باتجاه مخيمات النزوح في ناحية حمام العليل وهي تحمل شتى صنوف الأطعمة والمياه ومواد إغاثية أخرى كالمنامات وغيرها”.
وتابع بالقول “برغم ان هذه الجهود لا تسد الا جزءاً يسيراً من احتياجات النازحين، لكنها تفضح التلكؤ الحكومي سواء لحكومة نينوى او للحكومة المحلية، الذين لم تكن جهودهم تتناسب مع حجم ما يحصل، فضلا عن ان الدعم الدولي عبر المنظمات الرسمية والانسانية خجول جدا”.
ودعا الطائي “حكومتي نينوى وبغداد الى مضاعفة اهتمامها بنازحي ايمن الموصل، وتوفير الاغذية والاطعمة، وخاصة حليب الاطفال للرضع، مع البدء بحملة تلقيح للاطفال لحمايتهم من امراض محتملة، مع استنفار المفارز الطبية في نينوى وتجهيزها بمختلف العلاجات بضمنها ادوية الامراض المزمنة، لتقديم الخدمات الطبية لاولئك النازحين الناجين من موت ورعب حقيقي”.
من جانبه، قال الباحث الاجتماعي رائد احمد، ان “من يقدم الدعم لنازحي الايمن كمن يقاتل مع القوات الامنية اولا، وثانياً كأنك تقدم الطعام والماء مع اهل الغيرة والشرف الذين أتو بما لديهم من الوسط والجنوب وليس جديدًا عليهم الكرم والضيافة والشهامة لانهم اولاد علي الكرار وحامل سيف المرجلة، لانهم استقبلوا النازحين وقبل ما يقارب ثلاث سنوات ولحد الان بكل رحابة صدر”.
واضاف “انهم قدموا المال والعيال ولبوا نداء المرجعية الرشيدة، ونفذوا قول جدهم الحسين حينما قال عليه السلام (هيهات منا الذلة) هنيئاً لهم هذه البطولة وهنيئاً لهم هذه المرجلة وبارك الله بالرجال التي لا تهاب الموت، والخزي والعار لاعداء الانسانية”.
واشاد الباحث الاجتماعي بـ “كل من أتى صوب الموصل ونصب المواكب لاطعام النازحين وكسر الجوع والعطش، وتحية اكبار وتقدير لهذه العائلات التي أنجبت هكذا رجال وصناديد”.
على الصعيد نفسه ، انتقد ناشطون موصليون الاداء المخيب للامال للمسؤولين الحكوميين وللسياسيين الموصليين.
وعدوا ان من يتلكأ في تقديم الدعم لنازحي ايمن الموصل لا يكاد يفرق شيئاً عمن كان يدعم ما كان يسمى بـ (ساحات العز والكرامة) والتي لم يأت من ورائها سوى الخراب لنينوى واهلها، بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي.
وحث الناشطون الموصليون، اهالي الموصل على التكاتف فيما بينهم في هذه المحنة، وتجنب دعوات بعض سياسي الموصل المغرضة من الذين يختفون في الازمات ويظهرون قبل الانتخابات كأنهم ملائكة وسيحولون الموصل الى مدينة ينعم اهلها بالرخاء والاستقرار، بينما تخلوا عن اهل المدينة في اسوأ تجربة يمرون بها في التاريخ المعاصر.