العراق.. ويتيمة الـ86

 إعداد ـ القسم الرياضي:

حقق المنتخب العراقي لكرة القدم انجازا مدويا عام 1986 ايام العصر الذهبي للكرة العراقية عندما تأهل الى نهائيات كأس العام في المكسيك في ظروف صعبة جدا لكنه منذ ذلك الحين يبحث جاهدا عن انجاز مماثل. 

وكان المنتخب يأمل في التأهل عبر التصفيات الاخيرة بعد تأهله الى الدور الثاني لكن الحظ لم يسعفه خصوصا انه غيّر كثيرا في التشكيلة ولم يعتمد على لاعبين معينين في كل مباراة ما اثر في استقرار الاداء، فضلا عن تغيير المدرب ايضا. 

وكانت هي المرة الثالثة التي يبلغ فيها المنتخب العراقي الدور الثاني، بعد تصفيات مونديال 86 طبعا وتصفيات مونديال 1994 في الولايات المتحدة. 

بداية مشوار العراق مع كأس العالم كان عام 1974 لكن لم يتخط حاجز الدور الاول بعد ان حل ثانيا في مجموعة ضمت استراليا ونيوزيلندا (كانتا تلعبان في اسيا) واندونيسيا، ولم يشارك في التصفيات التالية المؤهلة الى مونديال 1978. 

وفي تصفيات 1982، حل العراق ثانيا في مجموعته ايضا وخرج من الدور الاول لكنه قفز الى الواجهة عام 85 في التصفيات المؤهلة الى مونديال المكسيك. 

ففي الدور الاول، فاز على الاردن 3-2 و2-صفر وعلى قطر 2-1 وخسر امامها صفر-3 وبلغ الدور الثاني، إذ لعب مع الامارات وفاز عليها مرتين 3-2 في دبي و2-1 في الطائف، ثم واجه سوريا فتعادل معها سلبا في سوريا وفاز عليها 3-1 في الطائف فتأهل الى المونديال مع كوريا الجنوبية. 

ولم تكن مشاركة العراق في مونديال المكسيك امراً اعتيادياً؛ لان المنتخب تأهل الى النهائيات بعد ان خاض جميع مبارياته خارج ارضه بسبب ظروف الحرب العراقية الايرانية التي كانت قائمة حينذاك واستمرت من 1980 الى 1988. 

واستعان الاتحاد العراقي في ذلك الوقت بالمدرب البرازيلي ماسيدو ايفرستو الذي كان يدرب المنتخب القطري حينها، وفي اطار التعاون بين الاتحادين العراقي والقطري، شد ايفرستو رحاله والتحق بالمنتخب العراقي وقاده على سبيل الاعارة في كأس العالم. 

ومع ان هذا القرار كان مفاجئاً وجاء قبل شهر تقريبا من بدء النهائيات، اختار ايفرستو التشكيلة التي مثلت العراق في المونديال برغم عدم معرفته التامة بامكانيات اللاعبين. 

واعتمد ايفرستو في تلك التشكيلة على مزيج من اصحاب الخبرة وطعمهم ببعض اللاعبين الشباب الذين ذاع صيتهم في التصفيات وقبلها وهم: 

– لحراسة المرمى: رعد حمودي وعبد الفتاح نصيف واحمد جاسم 

– للدفاع: خليل محمد علاوي وكريم محمد علاوي وسمير شاكر وناظم شاكر وغانم عريبي وباسم قاسم وجمال علي ومعد ابراهيم 

– للوسط: حارس محمد وعلي حسين وناطق هاشم وباسل كوركيس وشاكر محمود واسماعيل محمد 

– للهجوم: حسين سعيد واحمد راضي وكريم صدام وعناد عبد ورحيم حميد 

وكان ايفرستو قد استدعى بادئ الامر نجم خط الدفاع في حينها عدنان درجال واصطحبه مع المنتخب الى المكسيك لكنه قرر اعادته الى بغداد قبل ايام من بدء البطولة لعدم تماثله للشفاء من اصابة المت به خلال التصفيات، وعلى الفور استدعى قلب دفاع نادي الشرطة باسم قاسم ليكون البديل الجاهز له. 

وفي المكسيك، كان فارق المستوى واضحا طبعا اذ لعب العراق في المجموعة الثانية مع الباراغواي والبلد المضيف وبلجيكا، فخسر مبارياته الثلاث، امام الاولى صفر-1 وامام الثانية صفر-1 وامام الثالثة 1-2 (سجل هدفه احمد راضي) وخرج من الدور الاول. 

ولم يسعف الحظ العراقيين لتكرار تجربتهم في تصفيات مونديال 1990 لانهم خرجوا من الدور الاول، ثم نجح المنتخب في اجتياز هذه المحطة في تصفيات مونديال 1994 لكنه اخفق في تخطي الدور الثاني بعد خسارة امام كوريا الشمالية 2-3 وتعادل مع كوريا الجنوبية 2-2 وفوز على ايران 2-1 وتعادل مع السعودية 1-1 وتعادل مع اليابان 2-2. 

وخرج العراق من الدور الاول في تصفيات مونديال 1998 واعد العدة لما هو آت، لكنه لم يستطع التأهل أيضاً إلى النهائيات الأخرى المتوالية. 

ولم يكن تأهل العراق الى الدور الثاني سهلا بعد ان لعب في المجموعة السادسة التي ضمت ايضا ماكاو ونيبال وكازاخستان لانه تفوق على كازاخستان بفارق الاهداف فقط. 

في البداية فاز على ماكاو 8-صفر وعلى نيبال 9-1 وتعادل مع كازاخستان 1-1 ذهابا، ثم فاز على ماكاو 5-صفر وعلى نيبال 4-2 وتعادل مجددا مع كازاخستان 1-1. 

وبرزت مشكلة ضعف معدل اللياقة البدنية للاعبي المنتخب العراقي خلال استعداداته للدور الثاني إذ كانوا يؤدون الشوط الاول بنحو افضل تماما من الشوط الثاني وهذا بدا ايضا في بعض المباريات الرسمية لاحقا. 

وكان من ابرز اللاعبين الذين مثلوا المنتخب الحارس عامر عبد الوهاب وحبيب جعفر وجبار هاشم واحمد كاظم وعبد الوهاب ابوالهيل عماد محمد واحمد عبد الجبار ورزاق فرحان وحيدر محمود وعباس عبيد وغيرهم. 

وفي الدور الثاني، بدأ العراق التصفيات بطريقة رائعة بفوز الكبير على تايلاند باربعة اهداف نظيفة في بغداد، لكنه سقط سقوطا تاريخيا بتلقيه خسارته الاولى امام البحرين في تاريخ مواجهته معها وكانت النتيجة صفر-2. 

بعد ذلك خسر المنتخب العراقي امام السعودية صفر-1، وامام ايران 1-2، وتعادل مع تايلاند 1-1، وفاز على البحرين 1-صفر، وخسر مجددا امام السعودية 1-2، وامام ايران بالنتيجة ذاتها. 

وقبيل المباراة الاولى مع السعودية، اقال الاتحاد العراقي المدرب عدنان حمد وعين الكرواتي رودولف بيلين بدلا منه، وما لبث ان اعاد الامور الى نصابها بعد مدة من نهاية التصفيات باستبعاد بيلين واعادة حمد على رأس الادارة الفنية للمنتخب.

ولم يتمكن الفريق العراقي من تكرار انجاز التأهل للمونديال، وبقي على التأهل اليتيم الذي كان في عام 1986، في المكسيك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة