اوباما ينتظر والبلاد تحترق !

عامر القيسي

وزيرالخارجية الاميركي قال في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الاميركية عقب لقائه المالكي “ان الرئيس اوباما “ينتظر معلومات استخبارية بشأن العراق لتحديد قراره المقبل” واضاف ، أن “الرئيس اوباما طلب ان ازور العراق في هذه اللحظة الحرجة لمستقبل العراق”، مبينا ان “الرئيس اوباما صرح ان امريكا ستساند العراق في هذا الوقت وخاصة ان العراق شريك استراتيجي للولايات المتحدة”.

 وهذا حق مشروع لرئيس دولة كبرى تشتعل امام عينيه دولة صغرى له معها اتفاقية امنية وفيها اكبر سفارة اميركية في العالم وتنزف يوميا الدم والمشردين ومشاريع تفكيك الدولة العراقية وتقطيع الكعكعة العراقية بين الدول وليس بين الغرماء السياسيين في البلاد ، ومع ذلك يبقى الانتظار سيد الموقف برغم “اللحظة الحرجة” و “”ستساند “و “الشراكة الاستراتيجية” !!

ومع ذلك ينتظر اوباما معلومات استخبارية من جهاز المخابرات الاميركي الذي طالما ضلل رؤساء لاميركا فاتخذوا قرارات تأريخية اعتقدوا فيما بعد انٍها كانت خاطئة .. ولايعرف السيد اوباما المثل العراقي الذي يقول “اللي ايده بالنار مومثل اللي ايده بالماي” ..

وانا حقيقة برغم تعليقي على هذه الفقرة من تصريحات السيد كيري الا اني ارى فيه شكلا آخر غير  انتظار المعلومات ..

اعتقد ان لقاء كيري بالسيد المالكي لم يكن مثمرا في التفاصيل ولا في التوجهات العامة المستقبلية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة القادمة ، والدليل ان الرجل عقد مؤتمره الصحفي وحيدا فريدا ، فيما تقول البروتوكولات الدبلوماسية والسياسية ، ان يعقد المؤتمر في مكان آخر غير السفارة وان يكون المالكي او وزير الخارجية  العراقي متواجدا كونه كان حاضرا في الاجتماع،وثانيا ان الرجل كيري كرر على مسامعنا ما نقوله ونلوكه يوميا عن داعش الارهابية وخطرها على المنطقة  والخيارات الاميركية وتشكيل حكومة تضم الجميع، وثالثا عدم صدور اي بيان من الحكومة العراقية او مكتب السيد المالكي يوضح موقفنا وما جرى الاتفاق او الاختلاف عليه في الاجتماع.

حرب حقيقية قائمة في البلاد بمليون نازح ، والعدد مرشح للزيادة مع زيادة نزيف الدم ، ومع ذلك على السيد اوباما ان ينتظر معلومات استخبارية برغم ان الصراع الدائر في البلاد، برغم كل تداخل الاوراق فيه، واضح ، لكن بالنسبة لاوباما فان الانتظار سيد الموقف !

لكن الجانب الآخر من الانتظار ، وهو الجانب الاكثراحتمالا، وهو رسالة للقادة العراقيين ان لاينتظروا المزبد من اميركا حتى يجلسوا على طاولة واحدة ، يفككون فيها ازمتهم وازمتنا بالدستور ومن دونه وبالتوافقات السياسية السريعة للذهاب الى الاجتماع الاول للبرلمان الجديد بسلة توافقات واحدة ، وهو ما متعذر حتى الآن ..

لماذا نلوم اوباما سواءاعلن انتظاره ام لا؟ وماذا ننتظر من اميركا ان تفعله غير ارسال مستشارين او ضربات جوية على الطريقة الافغانية؟

  اوباما لن يرسل قوات تقاتل بديلا عن الجيش العراقي، و حتى صقور الكونغرس من الجمهورين والديمقراطيين، لن يمنحوه الكارت الاخضر لمرور مثل هذه الفكرة وليس القرار اساسا، لان مالم تستطع فعله قوات اميركية تعدادها 170 الف ستعجز عن فعله مئات منهم، كما ان ما لم يستطع فعله مليون عسكري عراقي لن تستطيع فعله عدّة ضربات جوية ..

المرجح ان لقاء كيري مع بقية القيادات العراقية، الحكيم وبارزاني والنجيفي ، لن تخرج عن اطار “الاطلاع” ومساعدة اوباما على “الانتظار” في ظل الفشل الذريع لكل القيادات السياسية المتصدية للعملية السياسية، وهي في موتها السريري، من الاتفاق على مشروع لانقاذ البلاد من الاخطار المقبلة اليها..

دعوا اوباما ينتظر فيما البلاد تحترق !!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة