خطة أميركا لمساعدة العراق تأخرت.. خشية تسربها لإيران

أوباما خصص مختصين لمهمات استخبارية نهاية 2013

بغداد ـ سالم علي:

أكدت صحيفة أميركية، ن الرئيس أوباما وضع خطة سرية لمساعدة العراق نهاية سنة 2013 المنصرمة، لكن ما قدم من خلالها كان محدوداً بسبب «الخشية من تسرب المعلومات الحساسة إلى إيران».

وقالت صحيفة الوول ستريت جورنال، الأميركية، في تقرير لها، إن «الرئيس الأميركي باراك أوباما، وضع خطة سرية لمساعدة القوات العراقية التي تحارب المجاميع المسلحة، مع تصاعد مؤشرات عدم الاستقرار في العراق نهاية سنة 2013 المنصرمة، وذلك بإشراكهم بالمعلومات الاستخبارية عن أماكن وجود المسلحين في الصحراء»، مشيرة إلى أن «أوباما خصص حفنة صغيرة من المختصين الأميركيين لتلك المهمة».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين، قولهم إن «عدداً قليلاً جداً من الطائرات خصص لذلك البرنامج الذي جوبه ببعض التقييدات من قبل العراقيين»، مبينين أن «طائرات الاستطلاع كان يتم تسييرها مرة واحدة شهرياً».

وأضافت الوول ستريت جورنال، أن «أولئك المسؤولين ذكروا لها أن عناصر المخابرات الأميركية بدلاً من أن يجهزوا العراقيين بالمعلومات الآنية عن مسلحي داعش، من خلال ما تلتقطه الطائرات التجسسية المسيّرة، وخرق شبكة اتصالاتهم، فإنهم كانوا يجهزون نظراءهم العراقيين بصور فوتوغرافية محدودة فقط، عاكسين بذلك خشية الولايات المتحدة من أن تنتهي تلك المعلومات الحساسة بيد إيران».

وأوضحت الصحيفة، أن «الحساسيات السياسية والأمنية لقادة البلدين، دعت الولايات المتحدة إلى التحرك بحذر لتأسيس مركزها الاستخباري بنحو سري في بغداد»، مستدركة «لكن إعلان أوباما، الخميس الماضي،(الـ19 من حزيران 2014 الحالي)، عن عزمه إرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق، وإقامة مركزين للعمليات المشتركة، يبين مدى سعي القادة الأميركيين والعراقيين لتدارك تهديد تنظيم داعش الذي حددوه ولكنهم كانوا بطيئين في مواجهته».

ونقلت، عن مسؤول أميركي كبير، قوله إن «القادة الأميركيين والعراقيين يتخذون الآن خطوات مقترحة قبل أشهر وسنوات، لمحاربة تنظيم داعش، لكن أحداً لم يتبناها، سيما أن الفريق الصغير الذي تم تشكيله العام الماضي، لم يكن يحظى بأولوية، ولم يتوقع أحد أنه قد يمثل جهداً مهماً جداً»، مشيراً إلى أنها «»تتضمن إطلاق عمليات استخبارية أكبر ونشر فرق من قوات العمليات الخاصة».

وبحسب مسؤولين في إدارة أوباما والكونغرس، بحسب الصحيفة، فإن «الولايات المتحدة أساءت تقويمها لجاهزية القوات المسلحة العراقية»، لافتين إلى أن «التدخل المحدود للبيت الأبيض في تركيزه على إقامة المركز الاستخباري، يعود في جزء منه إلى اعتقاد الإدارة أن القوات العراقية ستكون فعالة وأكثر كفاءة، وحينها أرسلت وزارة الدفاع (البنتاغون)، نهاية نيسان 2013، فريقاً من عناصر العمليات الخاصة لتقويم قدرات القوات الأمنية العراقية».

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، وفقاً للوول ستريت جورنال، إن «التقويم الذي رجع به الفريق كان قاتماً، إذ أن كثيراً من الضباط قد تم استبعادهم وإن قيادة الجيش بنحو عام قد ضعفت»، وتابع أن «الجيش العراقي لم يكن يقوم بعمليات الصيانة على معداته العسكرية، وأوقف تنفيذ عمليات التدريبات العسكرية القاسية».

واستطرد المسؤول في البنتاغون، أن «ردة فعل كبار المسؤولين في واشنطن على ذلك التقويم تمثلت بالدهشة، وهم يصرخون ما الذي نراه هناك بحق الجحيم».

وذكر مسؤولون، لم تحددهم الصحيفة، أن «طلعات طائرات الاستطلاع الأميركية زادت في الأسابيع التي سبقت الهجوم الرئيس لمسلحي داعش، وكثفت نشاطها أكثر خلال الأيام الأخيرة»، مستدركين «مع ذلك فما يزال البنتاغون ووكالات الاستخبارات الأميركية تبذل جهداً لتكوين صورة عن الأهداف المحتملة للإرهابيين ليتم تزويد القوات العراقية بها أو الاستفادة منها في أي ضربات جوية أميركية مستقبلية».

ورأى أولئك المسؤولون العسكريون والاستخباريون، بحسب الصحيفة، أن «الأمر يتوقف على كفاءة القوات العراقية في التعامل مع المعلومات التي يحصلون عليها من الأميركيين»، معربين عن خشيتهم من «عدم تمكن القوات العراقية من الاستفادة من تلك المعلومات بنحو فعال لقصور معداتهم وضعف قيادتهم وسيطرتهم».

وكشفت الوول ستريت جورنال، عن «مخطط للبنتاغون لإقامة مركزين للعمليات المشتركة يتوليان مسؤولية تنسيق الخطط العسكرية الأميركية والعراقية، وتبادل المعلومات الاستخبارية».

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أعرب أول أمس الخميس، عن استعداده إرسال ما يصل إلى 300 مستشار عسكري إلى العراق لمساعدة جيشه، مشيرا إلى أنّه سيقوم بـ>>عمل عسكري محدد بدقة>> إذا تطلب الأمر ذلك وعندما تكون هناك ضرورة، مطالباً القيادة العراقية بتجاوز الخلافات، سيما أن هناك انقساماً عميقاً بين السنة والشيعة والكرد في العراق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة