مواقف مثيرة

أمير الحلو
أفضّل أن أبقى مسيطراً على حواسي جميعها في مواجهة المواقف المثيرة، وذلك لأن التطور التكنيكي والعلمي وطبيعة العلاقات الاجتماعية في العصر الراهن تتطلب الوعي الكامل (وفتح جميع الحواس) باقصى طاقاتها للتعامل مع جميع المواقف بأسلوب عقلاني قد ينعكس ايجابياً على الحالات العاطفية والحسية.
يعتمد الجواب على (من أنا؟) فأذا كنت صاحب مصالح مادية أو معنوية مع الآخرين (بشراً أو سلطة) فأن البعض على استعداد لمسايرة كل شيء يصدر عن اولئك الآخرين ومهما كانت طبيعته حرصاً على مصالحه، وحتى على وجوده أحياناً، أما اذا كان السؤال (شخصياً) فأنني أرفض هذه المسايرة لسبب واحد هو انني صاحب مبادىء وقيم واذا اصطدمت مع الآخرين ولا أسايرهم فأنا حسب مقولة كارل ماركس (ان البروليتاريا لا تخسر سوى أغلالها).
نعم، لأن جميع هذه المهن وغيرها تحتاج الى (فن الاداء) لايصال الرسالة خصوصاً في عصر يحتاج الى مزاوجة المهارات الشخصية مع التكنيك الحديث واظهارها بطريقة ممتعة وجذابة وإلاّ فأنها ستكون مثل البضاعة (البايرة) التي لا تجلب النظر اليها.
كلا فالموهبة لا تكفي وانما تحتاج الى اسلوب ناجح للتعبير عن الموهبة مهما كانت طبيعة مادتها.
لاشك أنها مهارة مكتسبة سببها التربية الأولى (النشأة – العائلة – البيئة الاجتماعية) مع المعرفة والثقافة ودرجتهما، خصوصاً اذا اجتمعت مع كل ذلك (الشكل، قوة الشخصية، والقدرة في التأثير بالاخرين، والحالة العفوية تؤدي الى نتائج عفوية فقط.
هذا صحيح ولكنه يعتمد أيضاً على ما لديك من مواهب وقدرات حقيقية وليست زائفة، وان انجذاب الآخرين اليك حقيقي وليس تملقاً، أي أن النجاح يعتمد على ما لديك اولاً ثم انجذاب الآخرين الى ما لديك.
باعتقادي ان جذب انتباه الآخرين يعتمد على ما تطرحه وتؤديه، هل له علاقة بحياتهم ومشكلاتهم وآمالهم والامهم وأفراحهم، أم انها ميتافيزيقية أو (متملقة) لمراكز القوة المعادية لمصالح الآخرين؟
ان المهارة هي الاسلوب الصحيح للتعبير عن مشاعر أغلبية المجتمع وان النجاح في الحياة والمهنة يعتمد على مقدار القرب أو البعد عن مشاعر الآخرين وأساليب التعبير عنها.
يحدث ذلك عندما يدرك الأنسان مركز الضعف فيه، فالبعض يُعجب بسلوكيته ويستمر فيها حتى لو كانت تأثيراتها سلبية عليه وعلى الاخرين، والأنسان السوي هو الذي يضع أصبعه على مركز الضعف في سلوكيته ويعمل على تحفيزه ليكون مؤهلاً لتلافي الضعف وأسبابه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة