لمحات من حياة الكرد الفيليين في ندوة لدائرة الثقافة الكردية

 بغداد – الصباح الجديد:

عقدت دار الثقافة و النشر الكردية امس الاثنين ندوة حوارية تحت عنوان ( لمحات من حياة الكرد الفيليين في بغداد ) لرفعت مرهون الصفار .

وقال الدكتور شفيق المهدي مدير عام الدار في كلمة له الى ان الكرد الفيليين هم جزء من الشعب العراقي تعرضوا الى الاضطهاد و التشريد و القتل و التهميش و الاعدام على يد الانظمة البائدة وتم سحب الجنسية العراقية منهم ولم يتم استعادتها الى الان .

ودعا المهدي قادة الكرد الفيلية في العراق الى اعاد كتابة تاريخهم وخصوصا من عام 1980 والى الان لما تعرضوا من ظلم جائر لغرض اطلاع ابناء شعبنا وخصوصا الشباب منهم على هذا التعسف.

واستعرض الكاتب رفعت مرهون الصفار في محاضرته تسميتهم بالفيلية فيقول عنهم ياقوت الحموي في معجم البلدان (أنهم الذين يقطنون المناطق الجبلية المرتفعة الواقعة بين إيران والعراق وتتسم أجسامهم بالضخامة كأجسام الأفيال) ، بينما يقول البعض الآخر أن هذه التسمية ترتبط باسم أحد الولاة الذين حكموا هذه المنطقة أما عن مناطق تواجدهم فهناك مدن عراقية تقطنها غالبية من الكرد الفيليين من بينها خانقين ومندلي وزرباطية وبدرة كما أنهم موجودون بكثافة في بغداد والبصرة والكوت والعمارة.

وقد قدم هؤلاء للعراق والعالم العربي عددا من الشخصيات ممن لهم إنجازات بارزة في مجال الفنون والآداب واللغة العربية وتعرضوا خلال فترة الحكم العثماني الى هجرات قسرية جراء سياسات التمييز الطائفي وترك الكثير منهم وسكنوا في بغداد في المناطق الميدان و الصدرية و العاقولية وعقد الاكراد وسراج الدين و الدهانة و العوينه و صبابيغ الال و الشورجة وابو سيفين وباب الشيخ حيث تم انشاء حسينية الاكراد الفيلية في ابو سيفين عام 1951 واقيمت فيها المآتم الحسينية .

واوضح الصفار ان الاكراد الفيلية حضوا باهتمام ورعاية الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ودافعوا عنه بشدة لمدة اربعة ايام اثناء انقلاب 8 شباط الاسود ولو توفرت الاسلحة الكافية لكان الموقف تغير كثيرا حيث سطر شباب عقد الاكراد بطولات فريدة ضد الانقلاب الاسود وشكلوا مع اخوانهم من القوميات و الاديان الاخرى نسيجا متمازجا ثم جاء النظام الصدامي البائد ليسقط عنهم الجنسية العراقية مستفيدا من هذه الورقة في صراعه مع إيران.

ويقول المطلعون على هذا الملف أن أبشع ما أقدم عليه النظام العراقي في تعامله مع الكرد الفيليين هو محاولة إبادة هذه الشريحة من الشعب الكردي وإنهاء وجودها القومي من بغداد والبقاع العربية الأخرى في العراق عن طريق البطش بمئات الألوف من أبنائها ولا سيما في السبعينيات والثمانينيات بتهجيرهم قسرا إلى إيران وما رافق ذلك من عمليات سبي وقتل للرجال والنساء والأطفال وهو ما لم يشهد له التاريخ مثيلا في العصر الحديث . كما قام هذا النظام باعتقال الألوف من الشباب الفيليين رهائن لا يعرف أحد من ذويهم أو من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان عنهم شيئا حتى الآن. 

وأصدر وزير الداخلية العراقي في عام 1980 قرارا ينص على تسفير من وصفهم (بالإيرانيين الموجودين في القطر وغير الحاملين على الجنسية العراقية وكذلك المتقدمين بمعاملات التجنس أيضاً ممن لم يبت بأمرهم) والمقصود بهم العراقيون من التبعية الإيرانية كما نص القرار على الاحتفاظ بالشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18-28 سنة والاحتفاظ بهم في مواقف المحافظات إلى إشعار آخر .

كما أكد القرار على فتح النار على من يحاول العودة إلى الأراضي العراقية من المسفرين والذين جرى إلقائهم قرب الحدود الإيرانية في أوضاع بالغة السوء بعد أن نهبت ممتلكاتهم و جرى أسر أبنائهم الذين تتراوح أعمارهم بين 18-28 عاما وأخذوا كرهائن.

أما ابتكار صدام الأغرب من هذا فهو إجبار الرجال على تطليق زوجاتهم من التبعية الإيرانية مقابل مبلغ قدره 4000 دينار إذا كان عسكرياً و2500 دينار إذا كان مدنياً في حال طلاق زوجته أو في حال تسفيرها إلى خارج القطر.

وقد اشترط هذا النظام من أجل منح المبلغ المشار إليه ثبوت حالة الطلاق أو التسفير بتأييد من الجهات الرسمية المختصة وإجراء عقد زواج جديد من عراقية كما ألزم الشخص الذي استفاد من قرار مجلس قيادة الثورة أعلاه بعدم الزواج ثانية من إيرانية وفي حالة زواجه يسترد منه كافة المبلغ!!.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة