مخاوف من نضوب مصادر الطاقة في أوروبا

عواصم ـ وكالات:
كشفت دراسة صادرة عن المعهد البريطاني للتنمية المستدامة العالمية، نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن أن مصادر الطاقة الطبيعية كالنفط والغاز والفحم في المملكة المتحدة ستنضب في غضون السنوات الخمس المقبلة، وبالتالي سيزيد اعتمادها على إمدادات الطاقة من روسيا وقطر والنرويج. وتوقعت الدراسة نضوب احتياطات النفط الخام في المملكة المتحدة خلال خمس سنوات، واحتياطيات الفحم خلال مدة تتراوح من أربع إلى خمس سنوات، واحتياطيات الغاز الطبيعي خلال ثلاث سنوات.
أما في فرنسا فأشارت الدراسة إلى أن الوضع هناك أكثر سوءا وبشكل عام فإن احتياطات الفحم والنفط والغاز في أوروبا تقارب نهايتها، والقارة العجوز تحتاج إلى مصادر بديلة.
ووفقا لمدير المعهد أيلد جونز أن دول غرب أوروبا أصبحت أكثر اعتمادا على جيرانها الأغنياء بالموارد الطبيعية، كروسيا والنرويج، وأن هذا التوجه سيزداد في حال لم تتخذ إجراءات جذرية. وأوصى الأستاذ في المعهد البريطاني للتنمية المستدامة العالمية فيكتور أديرسون البلدان الأوروبية بإطلاق حملة لتنشيط استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الأمواج المدية، كما أوصى في الوقت نفسه، بالشروع في البحث عن احتياطيات نفطية جديدة في بحر الشمال، وإقناع الولايات المتحدة بتوسيع إمداداتها من الغاز الطبيعي.
على صعيد ذي صلة، كتبت صحيفة «كوميرسانت» الروسية نقلا عن مصادر مطلعة في سوق الغاز الأوروبية، أن المفوضية الأوروبية تحاول جاهدة تسوية أزمة إمدادات الغاز الروسي المارة عبر أوكرانيا، واقترحت على أكبر المستهلكين الأوروبيين أن يقوموا بشراء الغاز الروسي بأنفسهم لضخه في خزانات الغاز الأرضية الأوكرانية من أجل ضمان عبور سلس للغاز إلى الاتحاد الأوروبي في فصل الشتاء.
يشار هنا إلى أن الحكومة الأوكرانية حتى الوقت الحالي هي المسؤولة عن ملء خزانات الغاز الأرضية، لكنها في الفترة الأخيرة لا تقوم بدفع ثمن الغاز الروسي المورد إليها، ومن أجل ملء خزانات الغاز الأرضية لضمان ترانزيت الغاز إلى أوروبا، يجب ضخ 8 مليارات متر مكعب من الغاز في هذه الخزانات على أقل تقدير، إلا أن كييف لا تملك ثمن هذه الكمية البالغ وفقا للأسعار الحالية 4 مليارات دولار أمريكي تقريبا. وكشف أحد المصادر المطلعة لصحيفة «كوميرسانت» أن شركات الطاقة الأوروبية خلال المشاورات غير الرسمية طلبت من المفوضية الأوروبية تقديم ضمانات سياسية تضمن لهم عدم سرقة الغاز بعد ضخه في خزانات الغاز الأرضية، واحترام حقوق الملكية الخاصة بهم، إلا أن بروكسل لم تستطع تقديم ضمانات كهذه.
ويعتقد خبراء أنه في حال تخلف كييف المزمن عن سداد ثمن الغاز الروسي، فلا مفر أمام مستهلكي الغاز في الاتحاد الأوروبي من تحمل المخاطر التي تهدد إمدادات الغاز عبر أوكرانيا، ووفقا للمصدر فإن هذا الاقتراح من قبل المفوضية الأوروبية لم يحظ بحماس شركات الطاقة. وقالت الصحيفة نقلا عن أحد المصادر المطلعة، إنه بالرغم من القلق الواضح بشأن أزمة الغاز، إلا أن قطاع الأعمال الأوروبي في الشهر المقبل لن يتخذ أي تدابير محددة، إذ أن الجميع ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، والانتخابات في أوروبا وتغيير تركيبة المفوضية الأوروبية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة