في مؤتمره الصحفي الاخير رفض السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الاتهامات والتوصيفات التي تنطلق من بعض وسائل الاعلام او من شخصيات سياسية تنتقد الاداء الحكومي وقد يصل انتقادها او توصيفها للاوضاع في العراق احيانا الى مستوى الفشل والتراجع وفي حقيقة الامر فاننا قد نختلف هنا مع السيد رئيس الوزراء في هذه النقطة واذا كان السيد عادل عبد المهدي يريد الدفاع عن نفسه وادائه واداء حكومته بوجه الانتقادات فاننا نعتقد ان رصد الاداء للسيد رئيس الوزراء ولحكومته على مدى اكثر من عام وفي ظل ظروف الاستقرار الامني والاقتصادي الذي تعيشه الدولة يؤكد باننا متأخرون كثيرا في اكثر من مجال فالبرنامج الحكومي الذي لطالما تحدث عنه السيد عبد المهدي ووعد بأنه سيكون الاداة الحقيقية للتغيير في العراق لم يلمس منه المواطن العراقي اي اثار ايجابية وقطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة ماتزال شبه مشلولة بل على العكس ان ثمة تحديات كبيرة يواجهها العراق في هذا المجال فثمة تراجع كبير في المساحات الزراعية ولربما اسعفت الارادة الربانية هذه البلاد بموسم الامطار في مواجهة شحة المياه من دون ان تكون هناك اية مشاريع اروائية جديدة أو سعي جديد في هذا الملف والحرائق التي التهمت محاصيل الحبوب والتي خفف من وطأتها السيد عبد المهدي ماتزال تنتشر في مناطق متعددة من دون ان نلمس اية خطوات حقيقية وجريئة لوقف هذه الحرائق ومبادرة السكن التي اعلن رئيس الوزراء عنها تتعثر وتفقد اهميتها بخلوها من اي اطار عملي حقيقي على الارض وما يزال الملف التجاري والصناعي في مدار النقاش والبحث منذ أكثر من خمسة عشر عاما والجميع يمني النفس بان تدور مكائن الصناعة في العراق من جديد وان يتم استثمار الاستقرار الامني وتوظيفه لتوسيع التبادلات التجارية والتخفيف عن اعباء المواطن العراقي بتحسين مفردات البطاقة التموينية والتوسع في شمول اكبر عدد ممكن من الفئات الفقيرة بالدعم الحكومي اما الوعود التي تم قطعها لحسم ملف الكهرباء فقد كشفها التراجع الكبير في التجهيز وما تزال جهود الحكومة في سعيها لابرام العقود مع الشركات الاجنبية محط تشكيك بحساب الزمن الذي اعلن عنه لوضع نهاية لازمة الطاقة وماتزال طوابير الخريجين والعاطلين عن العمل تتعاظم من دون ان تلوح في الافق حلول قريبة كل ذلك وغيره لم يحصل ومن الغريب انكم في كل مؤتمر صحفي تعيدون توصيف ازمات العراق وتستعرضون بالارقام الاحتياجات فيما الشعب العراقي ينتظر منكم ما يسعده وكان يمكن لهذه الحكومة ان تحقق ماهو افضل وان تستعيد الكثير من المنجزات التي فقدها العراق على مدار عقود من الزمن ..لا يا سيادة رئيس الوزراء اسمح لي ان اقول لك ان البلد يتراجع ولا يتقدم مثلما ذكرت في مؤتمرك الصحفي الاخير وان السبب الرئيسي لهذا التراجع برأينا هو البطء والتردد الذي رافق اداء السيد رئيس الوزراء وعدم حسمه للكثير من القضايا ووقوفه متفرجا امام قضية عدم اكمال تشكيلة الحكومة وانتظار الحلول من الاحزاب والتحالفات السياسية مما عزز من دور المحاصصة وابعد الامال بالسير في نهج جديد واذا جاز لنا ان نقارن بين الاداء الحكومي بين حكومة السيد حيدر العبادي والسيد عبد المهدي فاننا ببساطة لن نتردد في القول ان الحكومة السابقة كانت اكثر جرأة في معالجة الازمات وإصدار القرارات وان شخصية السيد العبادي وادارته لمؤسسات الدولة كانت اكثر تأثيرا وعمقا في ظروف زمانية ومكانية معقدة وتحديات امنية خطيرة أحاطت بحكومة العبادي استطاع الرجل مواجهتها ونجح في اختباراتها بشهادة محلية واقليمية ودولية وكان يمكن للسيد عادل عبد المهدي استثمار الفرصة والاجواء المثالية التي توفرت له للعب دور محوري في مرحلة مهمة من تاريخ العراق السياسي واثبات قدراته في تنفيذ خططه التي لطالما تحدث عنها في المحافل السياسية السابقة وكتب عنها كثيرا في وسائل الاعلام.
د. علي شمخي