وصفها مواطنون بأنها لا تقل خطورة عن ارهاب داعش
السليمانية ـ عباس كاريزي:
لايفوت يوم حتى تسمع عن حوادث مفجعة تفتك بحياة مواطنين في محافظات الاقليم المختلفة.
محمد سعيد صاحب سيارة اجرة يعمل على الطريق الواصل بين محافظة السليمانية ومدينة كلار، شرقي المدينة، اكد في حديث للصباح الجديد، انه عندما يخرج كل صباح من منزله، يخشى ان لا يتمكن من العودة لرؤية اطفاله عند الغروب.
ويضيف، « انا واصدقائي من سائقي سيارات الاجرة، نعمل منذ 15 عاماً على هذا الخط، ولقد فقدنا الكثير من الاصدقاء واصيب العشرات منهم جراء حوادث السير عليه».
ولفت الى ان هناك العديد من الاسباب وراء تسجيل العشرات من الحوادث على الطريق الواصل بين السليمانية ومدينة كلار، وغيره من الطرق التي تفتقر الى شروط السلامة والامان.
واضاف سعيد ان هذا الطريق يطلق عليه « طريق الموت» نظرا لكثرة الحوادث التي تسجل فيه، واردف « فضلاً عن انه ضيق باتجاهين فهو لم يشهد من عشر سنوات اية اعمال صيانة او تجديد، لذا فان الحفر والمطبات منتشرة على طول الطريق، وهي السبب الرئيس وراء الحوادث التي تسجل بالجملة اسبوعيا.
وكانت مديرية مرور محافظة السليمانية قد سجلت الاسبوع المنصرم مصرع واصابة اربعين شخصا على طريق السليمانية كلار، فقط اضافة الى حوادث اخرى مروعة على طريق السليمانية رانية الذي لايقل خطورة عن طريق كلار السليمانية.
من جهته اشتكى عمر رسول وهو سائق سيارة تاكسي التقته الصباح الجديد في كراج السليمانية الرئيس، من رداءة الشوارع في الاقليم عموما والقرى والقصبات على وجه التحديد.
واضاف ان حكومة الاقليم ودوائر المرور مسؤولة بالدرجة الاولى عن موت مئات المواطنين سنويا نتيجة لحوادث السير، لانها فشلت في تشييد برنامج وخطة عصرية حديثة لبناء الطرق والجسور في الاقليم، مبيناً ان اقليم كردستان يعاني من قلة الطرق ورداءتها برغم وجود اموال كثيرة تصرف على الجوانب الاخرى.
واشار الى ان مديريات المرور في شتى محافظات الاقليم تفرض رسوما وتستحصل مبالغ مالية كبيرة، نتيجة لاستحصال وفرض غرامات كبيرة على اصحاب المركبات، اضافة الى استحصال اموال تحت عنوان استخدام الطرق والحفاظ على البيئة من المواطنين، دون ان يشهد المواطن ومستخدمي الطرق، اي تطور او تحسن او تعبيد للطرق والجسور في الاقليم، سوى بعض عمليات الترقيع التي تقوم بها للطرق الخارجية.
وكانت مديريتا المرور العامة في محافظة السليمانية ومنطقة كرميان قد اعلنت، إحصائية لحوادث السير التي وقعت خلال عام 2018، وقال المتحدث باسم شرطة مرور»كرميان» النقيب كارزان مجيد، ان دائرته سجلت 412 حادث سير وقع في الحدود الادارية للمنطقة خلال العام الماضي.
وأضاف، ان 46 شخصا لقوا مصرعهم، فيما أصيب 378 اخرون بجروح جراء تلك الحوادث التي وقعت، وعلى صعيد ذي صلة قال المتحدث باسم شرطة محافظة السليمانية كاروان محمد انه تم تسجيل 1311 حادث سير في عام 2018.
واضاف محمد، ان حوادث المرور تودي سنويا بحياة اكثر من الف مواطن في اقليم كردستان اضافة الى اصابة اكثر من 10 الاف اخرين.
ولفت الى ان حكومة الإقليم تقر بأن الطرق ليست مناسبة لاستيعاب حركة آلاف السيارات عليها يومياً، وخاصة الطرق الخارجية، وقد أدى ارتفاع عدد السيارات وسوء الطرق إلى وقوع ضحايا حوادث مرور بصورة يومية.
في العام 2010 وضعت حكومة إقليم كردستان بالاستعانة بشركة «دار الهندسة» المخطط الأساس لتحويل جميع الطريق الخارجية إلى طرق ذات مسارين متوازيين خلال عشرين سنة، أي بحلول العام 2030، لكن الأزمة المالية منعت الحكومة من تنفيذ هذا المخطط الأساس.
ويقول مدير عام التخطيط والمتابعة في وزارة الإعمار والإسكان بحكومة الاقليم، زانا مصطفى، بأنه «كان المخطط الأساس يقضي بتحويل ألف كيلومتر من الطرق في كردستان إلى طرق ذات مسارين بحلول العام 2022، واردف الا انه لحد الآن لم ينجز سوى 150 كيلومتراً فقط، وبوشر بالعمل في 156 كيلومتراً آخر لكنه لم يكتمل».
وعن مدة تطابق الطرق في الاقليم مع المعايير الدولية، اشار مصطفى الى انه ليست هناك طرق مطابقة للمعايير الدولية حالياً، لافتا الى ان المشكلة الرئيسة في طرق الاقليم هو استخدامها من قبل عدد كبير جداً من سيارات الحمل والشاحنات التي تنهك الطرق وتتسبب في الكثير من الزحام والاختناقات المرورية.
ولحل هذه المشكلة يقول مصطفى «نستطيع زيادة عرض الشوارع لكن لا نستطيع مد طرق خاصة بسيارات الحمل والشاحنات في ظل الظروف الحالية».
وكانت منظمات معنية بحقوق الانسان في الاقليم قد عدت الحوادث المرورية السبب الثاني من أسباب الموت في الإقليم، حيث تبين إحصائيات المديرية العامة للمرور في إقليم كردستان بأن أكثر من عشرة آلاف شخص قضوا خلال خمسة عشر عاماً بسبب حوادث السير، إلى جانب إصابة أكثر من عشرة آلاف آخرين تعرض نحو400 منهم لعوق دائم.