شرطي ينهي حياته بطلقة جراء تراكم ديونه بعد الادخار الاجباري لراتبه

السليمانية – عباس كاريزي:

ما زالت اثار وتبعات الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها الاقليم منذ سنوات تلقى بظلالها السلبية على شتى مناحي الحياة والمعيشة والواقع الاجتماعي للمواطنين في الاقليم.
ظواهر واحداث غريبة يعاني منها المجتمع الكردي عقب تفاقم الازمة الاقتصادية وقيام حكومة الاقليم عام 2015 باصدار قرار لادخار مرتبات الموظفين، لاكثر من النصف، ما تسبب برفع مستوى الجريمة، واحداث خلل في الامن الاجتماعي بالاقليم.
تخرج عشرات الاف الشباب سنويا من جامعات ومعاهد ومدارس اقليم كردستان دون وجود سياسة واضحة لاستيعابهم في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم، او القطاع الخاص، تسبب باهدار الثروة البشرية، والطاقات الشابة التي تمتلئ بها المقاهي والكافيهات في الاقليم، او اضطر بعضها الى ان يسلك درب الهجرة، حيث تنتزع مياه البحر المتوسط بين تركيا واليونان، سنويا ارواح مئات الشباب والاطفال الكرد الهاربين من جحيم البطالة في الاقليم الى مصير مجهول.
والموظفون أيضا، لم يسلموا من تبعات الازمة الاقتصادية وتأثيراتها السلبية وما زالت مبالغ هائلة من رواتبهم المدخرة لمدة سنوات لدى حكومة الاقليم، وتعجز عن اعادتها وترفض تحديد وقت او اصدار صكوك بالاموال التي بذمتها للموظفين في الاقليم.
رمضان محمد البالغ من العمر 30 عاما وهو شرطي في مدينة اربيل انتحر مساء امس الاول الثلاثاء، نتيجة لتراكم الديون عليه، بعد ان عجز عن تأمين التزاماته المعيشية.
ووفقا لافراد في سلك الشرطة زملاء للشرطي المنتحر، فان رمضان محمد انتحر بعد ان عجز عن تسديد ديونه التي تراكمت خلال الاعوام الماضية، نظرا لادخار جزء من مرتبه الشهري من قبل حكومة الاقليم، وعدم سماحها للعاملين في سلك الشرطة بالعمل بعد الدوام الرسمي.
ويقول المتحدث باسم شرطة اربيل هوكر عزيز، ان الشرطي رمضان الذي كان يعمل في قسم الشؤون العسكرية لمديرية الشرطة وسط مدينة اربيل، انتحر في وقت متأخر من مساء امس الاول داخل منزله برصاصة اطلقها على نفسه.
واضاف، ان رمضان متزوج وله طفلان وهو من سكنة حي القلعة الجديد وسط محافظة اربيل، مضيفاً «انه من المؤسف ان يكون السبب وراء قيامه بالانتحار، المديونية»، لان الدائنين زاروه قبل ان ينتحر بمنزله وطالبوه باعادة الاموال التي يدين بها لهم، وان لايؤخرها اكثر من ذلك، وتابع «هو ما دفع بالشرطي رمضان الى الانتحار نظرا لعدم قدرته على اعادة الاموال التي بذمته للدائنين».
من جانبه يقول الشرطي في مديرية شرطة اربيل اسماعيل سيروان، انا ايضا مدين بمبلغ سبعة ملايين دينار، الا انني لن افكر بانهاء حياتي والانتحار، لكي اتخلص من الديون التي بذمتي، برغم صعوبة المعيشة وعدم قدرتي على توفير احتياجات اطفالي بالنحو المطلوب، لذا فانا اضغط على عائلتي واقتصد في توفير احتياجاتهم اليومية لكي اتمكن من توفير جزء من الراتب الشهري لكي اسدد بها ديوني.
وطالب سيروان حكومة الاقليم بتسديد اكثر من 30 مليون دينار له بذمة حكومة الاقليم ادخرتها من راتبه قسرا خلال السنوات الماضية، واضاف « حتى اذا متنا نحن فان اطفالنا سوف يطالبون بحقنا الذي انتهكته حكومة الاقليم تحت مسمى الادخار الاجباري للراتب».
وعلى صعيد ذي صلة تشهد مدينة اربيل عقد معرض روانكة فرص لتوظيف الشباب وتوفير فرص عمل للخريجين العاطلين عن العمل.
شاركت في المعرض 160 شركة من 14 دولة الذي يقام على مدار يومين على أرض معرض أربيل الدولي، في خطوة من قبل مؤسسة روانكَه لإتاحة الفرصة أمام أصحاب العمل والباحثين عنه من الشباب الطامحين لإرتقاء سلم المهنية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة روانكَه، عبدالسلام مدني، في تصريح تابعته الصباح الجديد ان منظمة روانكة تطرق باب الشاب أو الباحثين عن عمل عبر التنسيق مع الشركات و المؤسسات، قائلاً» جمعنا 166 شركة في هذا المعرض ومؤسسة محلية ودولية من 14 دولة، من جنسيات مختلفة عدد الفرص المتاحة إلى حد الآن هي أكثر من 1700 فرصة عمل، لأن في مجموعة أخرى لم تسلمنا الرقم الأخير نأمل أن يزداد، ونتوقع أن يزداد ويصل إلى 2000 فرصة عمل».
وتابع «الشباب العرب الوافدين إلى إقليم كردستان ايضا وجدوا لهم فرصة في تواجد العديد من الشركات بمختلف الإختصاصات من خلال العروض التي تم الإعلان عنها وإتاحة الدورات التدريبية المؤهلة لسوق العمل.
من جهتها أكدت مندوبة شركة سيما كروب، فالا مصطفى لموقع روداو،» بأن «شركتهم تعمل في مجال التجارة العامة وقطاع التربية والتعليم والسياحة ولديهم المدارس البريطانية الدولية، وفندق ديفان وسلسلة مطاعم هوكا باز داخل العراق ومن خلال مشاركتنا بهذا المعرض نوفر فرص العمل للعاطلين والباحثين عن العمل».
فيما أكد ممثل منظمة ورك ويل، محمود خليل، «اننا كمنظمة أميركية وبالشراكة مع منظمة المانية لدينا برنامج يختص بتقديم التدريبات للشباب النازحين العرب واللاجئين والمقيمين في أربيل ليتم إدخالهم في سوق العمل».
الباحثون عن فرص العمل الذين إكتضت بهم قاعات المعرض طالبوا بعدم إعتماد الية تقديم السير الذاتية من خلال المطبوع الورقي وتسلمها عبر البريد الإلكتروني لضمان الشفافية مشيدين بهذه الخطوة التي فتحت أفاقاً واسعةً أمامهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة