هناء مال الله.. تحرير الأركيولوجيا من عبء الاستعمار

متابعة ـ الصباح الجديد:

أقامت الفنانة والباحثة العراقية هناء مال الله (1958) معرضين خلال العام الماضي، وذلك في سياق مسيرتها الفنية الخاصة، والتي تقوم على تقديم قراءة جمالية للآثار؛ لا بما هي لُقىً يتمّ التعامُل معها بطريقة أركيولوجية عِلمية مجرّدة، بل بإضافة بُعدٍ آخر عليها؛ بغاية التنبيه على واقعها الراهن خاصة بعد الغزو الأميركي لـ العراق عام 2003.
حمل المعرض الأول عنوان «أطلال متزامنة»، وأقيم مطلع العام الماضي في «غاليري بروناي» بلندن، واشترك فيه ثلاثة فنانون آخرون. أمّا الثاني فأُقيم في الشهر التاسع منه بعنوان «الآثار والأنقاض»، واحتضنه «المتحف الأردني للفنون الجميلة»، وفيه أضاءت مال الله أربعة مواقع أثرية عراقية، من خلال مفهوم سمّته «القوّة الكامنة للخرائب».
وتعود الفنانة لتُتابع المسار الذي اختطّته لنفسها عبر محاضرة هذه المرّة، من المقرّر أن تقدّمها عند السادسة من مساء السادس عشر من آذار/ مارس المُقبل في «الجامعة الأميركية» ببيروت، تحت عنوان «إعادة إحياء خرائب ميسوبوتاميا: التنقيب في ماضي وادي الرافدين بواسطة أدوات الفنّ المعاصر».
تنطلق مال الله في محاضرتها ممّا عاينته أثناء اشتغالها في أربعة مواقع هي: بابل وأور ونفر ونينوى؛ وتعتمد على ما أنجزته في «أطلال متزامنة» حيث قدّمت مشروعها البصري المشترك مع الفوتوغرافية بتول مهدي «أرقام لقى وادي الرافدين: العراقيون كلقىً آثارية»، والذي حاولت أن تقرأ فيه علاقة المواطنين العراقيّين في يومنا الراهن مع ما تتمتّع به بلادهم من غنىً حضاري، وكيف تؤثّر هذه العلاقة على واقعهم اليومي.
ولمّا كانت جغرافيا الرافدين (ميسوبوتاميا) محطّ تطلّع واستكشاف استشراقي ارتبط بالغزو الاستعماري الأوروبي للعالم منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وصولاً إلى القرن العشرين، فإنّ تحرير البحث الأركيولوجي من عبء القراءة الاستعمارية، هو أحد الشؤون التي ستتناولها مال الله في محاضرتها.
وتتضمّن المحاضرة ورقتين: الأولى «إناء الوركاء النذريّ 2022»، وهي بحث في التاريخ الراهن للقطعة الأثرية التي اكتُشفت عام 1933، ثمّ تعرّضت للنهب من «المتحف العراقي» بُعيد الغزو الأميركي، قبل أن يتمكّن المتحف من استردادها. أمّا الورقة الثانية فتحمل عنوان « قصّة بقايا طقمَي المجوهرات: مجوهرات النهب والعنف».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة