فضلت الدراسة في بغداد على روما وسعيد لأني تلميذ أساطين الفن التشكيلي العراقي

عبد الجليل الشريفي:

سمير خليل
عبد الجليل الشريفي، عراقي الجنسية، لكنه ولد وترعرع في الكويت، ظلت روحه تواقة لوطنه الام، يسمع عنه في احاديث الاهل، احب الرسم منذ طفولته، وحين اكمل الثانوية حصل على فرصة يحلم بها الكثيرون، الدراسة الاكاديمية في روما، مدينة الجمال والفن والتاريخ.
نصحه الاهل بزيارة بغداد، ولما حل بها للمرة الاولى سحرته اجواؤها وناسها وجمالها، قرر تغيير وجهة دراسته من روما الى بغداد، انتظم طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وأكمل الدراسة فيها، ونهل من خبرات اساطين التشكيل العراقي في حقبة السبعينيات من القرن الماضي ليعود الى الكويت تشكيليا موهوبا.
ظلت بغداد موطنا لذكريات عبد الجليل الشريفي الجميلة. عن علاقته ودراسته في بغداد يقول: “بعد ان انهيت المرحلة الثانوية في الكويت ولاني كنت هاويا لفن الرسم منذ طفولتي وكنت مميزا بين اقراني التلاميذ في المدرسة، قررت ان ادرس واتخصص في هذا المجال وتقدمت بطلب الدراسة في اكاديمية روما للفنون الجميلة بايطاليا وحصلت على القبول، وبينما كنت اجهز نفسي للسفر الى ايطاليا، اقترح والدي ان ازور بغداد والتقي ببعض اقربائي للسلام والتواصل معهم كوني لم التق بهم طيلة حياتي، وفعلا توجهت الى بغداد واستقبلني الشباب من اقربائي بالترحاب، ولما علموا انني سوف ارحل الى روما نصحوني بعدم الذهاب الى بلاد الغربة، وفِي بغداد توجد اكاديمية للفنون الجميلة تتمتع بسمعة جيدة ومستوى دراسي متقدم”.
ويتابع: “حينما زرت الاكاديمية في منطقة الوزيرية ببغداد اثارت اعجابي حقيقة، وخاصة جوها الاكاديمي والنشاط والعمل والانتاج ولطف الطلاب والاساتذة، عندها اتخذت قرارا جريئا بعدم الذهاب الى روما والتقديم لاكاديمية بغداد وحصلت على القبول، ما شجعني ايضا انني اعجبت بمدينة بغداد كثيرا التي كانت مدينةً حديثة، شوارعها مزدحمة بالحركة والحياة واهلها كعادتهم دوما من الودودين والمتعاونين الذين يقدمون كل مساعدة للضيف”.

*هل لك ان تعطينا فكرة عن الفن التشكيلي في الخليج؟

  • “وضع الفن التشكيلي في الخليج جيد، هناك اهتمام كبير من الدولة والمؤسسات ذات الاختصاص، حيث يتوفر للفنان كل الامكانيات لانتاج اعماله الفنية، لذلك غالبا ما نلمس محاولات جادة من بعض الفنانين للعمل والابداع، وعلى مدى الاوقات تقام المعارض المشتركة والخاصة، وكذلك هناك الكثير من الفنانين الاوروبيين الذين يقيمون معارض فنية في الخليج، بمعنى، تقام شهريا مجموعة معارض، كما ان الدولة ترصد جوائز قيمة وشهادات تقديرية للاعمال الفنية المميزة والفنان القدير يحصل على تفرغ للعمل الفني”.

*وماذا عن تجربتك ، عملك ومشاركاتك في المعارض الفنية؟

  • “عملي الفني مر بعدة مراحل منها الاهتمام بمعاناة الانسان والظلم الواقع عليه، ثم اتجهت الى موضوع الحياة اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية والتناقضات والتآلف الاجتماعي، اما عن المعارض، فقد شاركت بخمسة معارض مشتركة، واقمت معرضين شخصيين برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون، ومعرض شخصي في قاعة لوتاه في دبي، وآخر في قاعة بوشهري، وفِي شهر كانون الاول المقبل ساقيـم معرضـا شخصـيا فـي قاعـة كـاب”.
    عن ذكرياته مع الاساتذة الكبار في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد يقول: “لا شك ان الاساتذة الذين تتلمذت على ايديهم لهم فضل كبير لا انساه ولولاهم لمًا كنت فنانا، وأخص بالذكر الاستاذ حافظ الدروبي رحمه الله الذي اشرف على دراستي لسنتين، وقد استفدت كثيرا من توجيهاته، وايضا كنت سعيدا ومحظوظا وانا اجلس قبالة الاستاذ والفنان القدير فائق حسن رحمه الله الذي مازال اثره البالغ في التلوين وطريقة تأسيس اللوحة، وكذلك الاستاذ غازي السعودي والاستاذ اسماعيل الشيخلي والاستاذةً نعمت، والاستاذة فالنتينا، هؤلاء لن انسى ما قدموه لي من توجيهات وعلوم وهم من صنعوا شخصيتي وكياني الفني”.
    اخيرا يتمنى الصديق عبد الجليل ان يقيم معرضا في مدينة بغداد التي يقول عنها انها “مدينة الفن والعلم وهذا يشرفني ويسعدني وكلي شوق لزيارتها وزيارة اكاديمية الفنون الجميلة لاستعادة ذكريات الدراسة وربما اللقاء بزملائي الاعزاء”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة