تركيا وإيران تتخذان حزمة إجراءات صارمة وتغلقان المجال الجوي بوجه كردستان رداً على الاستفتاء

العبادي يحصل على تفويض برلماني بالحفاظ على وحدة العراق
بغداد – وعد الشمري:
اتخذ مجلس النواب، أمس الاثنين، عدداً من القرارات رداً على اجراء اقليم استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق، فيما قرر تضييف رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في جلسته المقبلة لمناقشة الازمة.
وفيما حصل العبادي على تفوض نيابي باعادة وضع البلاد لما كانت عليه قبل سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدن شمالية وتمدد اقليم كردستان عليها، تقرر تسليم جميع الابار النفطية المشتركة إلى الحكومة الاتحادية.
وعلى الصعيد الاقليمي، اغلقت كل من تركيا وايران مجاليهما الجوي بوجه اقليم كردستان، وعدتا اصراره على الاستفتاء بأنه قرار غير شرعي.
وقال النائب عن التحالف الوطني أحمد صلال في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “مجلس النواب خصص جلسته امس لمناقشة القضايا المتعلقة بملف استفتاء اقليم كردستان بالانفصال عن العراق”.
وتابع صلال أن “عدداً من القرارات تم اتخاذها، اهمها منح رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة صلاحية كاملة للحفاظ على وحدة العراق بفرض السيطرة على المناطق التي امتد اليها نفوذ اقليم كردستان بعد 10/ 6/2014، وذلك بالقوة وتأمين حياة المواطنين فيها”.
وأكد أن “النواب اكدوا على رفض الاستفتاء وعدّه باطلاً كونه غير دستوري، وبالتالي لن نعترف بنتائجه اي كانت”.
ونوّه صلال إلى أن “محاسبة ستجري لشركات التنقيب النفطية الاجنبية العاملة في اقليم كردستان من دون موافقة الحكومة الاتحادية، وذلك بمفاتحة الدول التي تنتمي إليها تلك الشركات”.
وبين النائب عن التحالف الوطني أن “مجلس النواب صوت على اعادة سيطرة الحكومة الاتحادية على الحقول ذات الاستخدام المشترك مع اقليم كردستان وفي حال رفض الطرف الآخر ذلك سيفرض الأمر بقوة”.
وأوضح أن “دعوة وجهت إلى العبادي لحضور جلسة مجلس النواب ليوم الاربعاء المقبل للتدارس معه حول آليات التعاطي مع الازمة الحالية”، متوقعاً “اتخاذ قرارات اشد صرامة بحق حكومة إقليم كردستان خلال ايام قليلة”.
وأكمل صلال بالقول إن “جمعاً للتواقيع يشهده مجلس النواب بين اعضائه لأجل محاسبة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم حيال أزمة تواجهها البلاد وتهدد وحدة وسلامة أراضيها برغم أنه حامي الدستور”.
وعلى آثر ذلك، وجه العبادي في بيان صادر عن مكتبه تلقت “الصباح الجديد”، نسخة منه ‎”الاجهزة الامنية بحماية المواطنين من التهديد والاجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الاقليم”.
وعلى الصعيد الاقليمي، افاد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية، بأن “ايران قامت باغلاق المجال الجوي مع إقليم كردستان العراق حيث اجري استفتاء حول الاستقلال”.
‎وأضاف قاسمي “بطلب من الحكومة العراقية، أغلقنا حدودناالجوية” مع كردستان العراق، واصفا الاستفتاء الذي ينظمه الإقليم برغم معارضة بغداد ودول مجاورة، بأنه “غير قانوني وغير مشروع”.
وبذات الموقف، ذكر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في كلمة متلفزة بشأن استفتاء كردستان إن “تركيا ستغلق حدودها بنحو كامل مع إقليم كردستان، ونوقف تصدير وبيع نفطها”، مشددا بالقول “جميع الخيارات مطروحة في الرد على حدودنا مع ادارة شمال العراق”.
‎واضاف اردوغان، “اقول لنتياهو ان يقف بعدم ادارة شمال العراق لانها وحدها تدعم شمال العراق، ولن نسمح باي كيان في سوريا ولن نسمح باي شكل ان تقوم بها من سوريا والعراق”.
‎وتابع اردوغان، “سندافع عن امن تركيا ولن نسمح باي تغييرات في شمالي العراق، كما ان البرلمان خولنا بالقيام بعمليات خارج الحدود”، لافتا الى ان “تركيا تمتلك القوة لمحاربة قوى الإرهاب”.
‎فيما أكد رئيس وزراء تركيا علي يلدريم أن “المناورات العسكرية التركية على الحدود العراقية سيشارك فيها أيضا ضباط وجنود عراقيون خلال المرحلة المقبلة”.
‎واضاف يلدريم أن “عناد إدارة الإقليم الكردي في شمالي العراق وإصراره على تنظيم الاستفتاء مهد أرضية لصراع ساخن في المنطقة”، محذرا من “المساس بالعرقيات الأخرى الموجودة في شمالي العراق”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة