بغداد ـ كاميران علي:
اعتبر بطريارك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، مار لويس ساكو الأول، ، أن التدخل الغربي في العراق سنة 2003 أدى إلى “تخريب الكنيسة وتشظية أتباعها وتشتيتهم حول العالم”، برغم من فشل 1400 سنة من الحكم الإسلامي في ذلك، في حين عد أن عملية التحول الديمقراطي والتغيير ينبغي أن تأتي عبر “إعداد وتثقيف وليس بالحروب”.
وقال البطريرك ساكو، بحسب ما نقل موقع الثقافة الكاثوليكية، للأخبار الكنسية، إن “سياسية الدول الغربية تجاه العراق أدت إلى تخريب الكنيسة الكلدانية وتشظية أتباعها وتشتيتهم حول العالم، برغم أن 1400 سنة من الحكم الإسلامي لم يستطع اجتثاثهم من جذورهم وأرضهم وكنائسهم”.
ورأى بطريارك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، أن “عملية التحول الديمقراطي والتغيير ينبغي أن تأتي عبر إعداد وتثقيف وليس عبر الحروب”، عاداً أن “التدخل العسكري من قبل الغرب في المنطقة لم يؤد إلى حل المشاكل، بل تسبب بالمزيد من الفوضى والصراع”.
ودلل البطريارك ساكو، على حجم معاناة الكنسية، بالقول إن “كنيسة الصعود في المشتل، شرقي بغداد، كانت تضم قبل سقوط النظام العراقي السابق سنة 2003، نحو خمسة آلاف عائلة، وأكثر من 240 طالباً يحتفلون باستعدادهم لليوم الأول من مراسيم التناول المقدس”، مضيفاً أن “الاحتفال بهذه المناسبة بالكنيسة ذاتها، في الـ25 من نيسان 2014 المنصرم، لم يحضره سوى 13 طالباً فقط”.
وحمل بطريارك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الحكومة العراقية “جزءاً من مسؤولية هجرة المسيحيين لفشلها بالحفاظ على الأمن والاستقرار”، داعياً رجال الدين المسلمين إلى “إصدار بيان مشترك يستنكرون فيه أنواع العنف كلها وانعدام الثقة باعتبار الآخرين كفارا، والتشديد على السلام والإخوة بين أبناء الشعب العراقي”.
يذكر أن بطريارك الكلدان في العراق والعالم، لويس روفائيل ساكو، طالما دعا العراقيين إلى “التعايش السلمي ونبذ التفريق بين الأديان وتقوية اللحمة الوطنية والإخاء”، مثلما أكد مراراً على المسيحيين “عدم ترك العراق” وحث المغتربين منهم إلى العودة إليه.
ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.
وتعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، لاقتحام من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010 الماضي، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وقد تبنـى الهجـوم تنظيـم ما يعـرف بـــ”دولة العــراق الإسلاميــة” التابـع لتنظيـم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العـراق مؤسسـات وأفـراد.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.