فرصة لإعادة سرد قصة

من روائع المتحف العراقي” فقرة يقدمها المتحف العراقي تتحدث عن ما يتضمنه المتحف من كنوز نادرة، وترسل عبر بريد المتحف الى وسائل الاعلام، مع شرح تفاصيل كاملة عن سنة انجاز الاثر والفترة التي يعود لها ومكان التنقيب واسم المدينة التي وجد فيها والى أي حضارة يعود، ومنذ فترة والمتحف يرفدنا بروائع الاثار العراقية والتي صنعها ابن الرافدين خلال فترات تعود للحضارة الاشورية او السومرية او البابلية او في العهد الاسلامي الاخير وانا من المتابعين لها عبر بريدي الالكتروني فأجدها فقرة تلفت الانتباه ولنتوقف عندها مرة واخرى وهي فرصة لإعادة سرد قصة الحضارة البشرية عبر تحف ومنحوتات او رقم او اناء نذري او لوح تعليمي او اقتصادي او غيرها لكن، ماشد وما لفت انتباهي وسحرني جرة بيضوية الشكل من الرخام الشمعي على رقبتها كتابات هيروغليفية تعود إلى أحد فراعنة مصر عثر عليها في مدينة النمرود شمال بلاد الرافدين تعود إلى العصر الأشوري الحديث (911 – 612 ق.م)، وما سحرني وشد انتباهي اكثر منحوتة ايضا فيها ملامح فرعونية وهي قطعة منحوتة من العاج عثر عليها مع قطع معمولة من العاج مختلفة الأشكال والأنواع تستخدم كحشوات لتزيين الاثاث والقصور الملكية ذات ملامح مصرية وأشورية عثر عليها في مدينة النمرود وتعود للعصر الاشوري الحديث، وتمثال عثر عليه مع مجموعة من القطع العاجية في مدينة النمرود تعود لذات العصر لآشوري عبارة عن أجزاء من ألواح ورؤوس تمثل أشكال نساء ورجال ذات ملامح مصرية وآشورية وبعض القطع مزينة بالذهب. كم هي عظيمة حضارتنا وما احتوت من كنوز تعود لصناع من العهد الفرعوني فالجمال الفرعوني وسحره يزين قاعات المتحف والمعروف ان المتاحف الأثرية هي المرآة العاكسة لحياة الحضارات القديمة وشعوبها بمختلف تفاصيلها، دهشت بهذه التحف التي تزين اجزاء من المتحف والتاريخ يحدثنا ان الملك الاشوري آسرحدون استولى على مدينة منف المصرية عام 671 قبل الميلاد، حيث أسر العديد من أفراد العائلة المالكة، بما فيها عائلة الفرعون طهارقا مع ابنه وزوجته ومعظم أفراد البلاط الملكي، الذين أُعيدوا إلى بلاد آشور كرهائن.
هل هذا هو سبب تواجد هذه الروائع الاثارية؟ ولماذا لا تأخذ طريقها الى الفضائيات عبر برنامج اسبوعي مصور ويحمل عنوان” من روائع المتحف العراقي”؟ ما يعمق ثقافة المشاهد ويسلط الضوء على كنوز حضارتنا العظيمة ويكون واحداً من البرامج الثقافية التي تخلو منها الفضائيات العراقية.

وداد ابراهيم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة