متابعة الصباح الجديد:
تفتتح (الكلمة) التي يرأس تحريرها الناقد صبري حافظ العدد الجديد 173 لشهر سبتمبر 2021 بفصل من كتاب عن طه حسين يتناول فيه محررها معاركه من أجل استقلال الجامعة وحرية الرأي.
وبما يوشك أن يكون أكثر من فصل من كتاب يناقش فيه الجامعي اللبناني أسعد أبوخليل باستفاضة وعمق كتابين ظهرا حديثا عن إدوار سعيد.
وبترجمة وقراءة ضافية لواحدة من أشهر القصائد التي تناولت بعمق وإشكالية أحداث 11 سبتمبر 2001 الشهيرة وما جرته على العالم من ويلات، مالنا نشاهد فصولها في أفغانستان اليوم.
ومراجعة لعدد من ابرز الدراسات التي ظهرت مؤخرا في اللغة الانكليزية خاصة وأعاد فيها الباحثون قراءة التاريخ السياسي والاجتماعي من أسفل، من خلال عوالم الفلاحين المصريين خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
لكن العدد يهتم كثيرا بالدراسة الأدبية فيقدم لنا تحليلا ضافيا عن أحد أبرز الكتب النقدية التي صدرت مؤخرا في الجزائر حول الموضوعاتية كمنهج في الدرس النقدي، وأخرى عن الرؤية الاحتمالية والحضور الآدائي في الرواية الأردنية الفائزة مؤخرا بجائزة بوكر، وثالثة عن التأريخ بلغة فن الرواية كما يتجلى في أعمال الكاتب المصري جميل عطية إبراهيم، ورابعة عن صورة الفتاة السعودية في رواية «بنات الرياض».
وخامسة عن تجليات صورة السياسي المختلفة في أعمال سلام إبراهيم الروائية. وسادسة عن رواية الداديسي الأخيرة وتناولها البارز للفرقة والعنصرية والفساد. ناهيك عن قراءة في مجموعة من أعمال إبراهيم الكوني لثنائية الصحراء والمدينة في عالمه الرحيب.
كما لم يغفل العدد فن القصة القصيرة فقدم دراسة عن الهم العام في قصص منير عتيبة، وأخرى عن أحدث أعمال الروائي المصري عزت القمحاوي التي يمزج فيها بين اللوحات القصصية والبناء الروائي.
وحظي الشعر كذلك باهتمام دراساته الأدبية حيث قدم سفر الناقد السوداني عبدالمنعم عجب الفيا عن الشعر السوداني ومسيرته الثرية وأبرز أعلامه وإضافاته. فضلا عن قراءة في ديوان الشاعر المصري على منصور، وأخرى في ديوان محمد أبوزيد.
وفي هذا المجال الأدبي كان لفلسطين كالعادة نصيب كبير من اهتمامنا، فهي عندنا قضية العرب المحورية. حيث يتناول نبيه القاسم أبرز أعمال الكاتب الفلسطيني محمد نفاع الذي رحل مؤخرا قبل الأوان، ويطرح نبيل عودة أهمية الرد بالرواية الفلسطينية على السرديات «الصهيونية» الزائفة كي تطرح الرواية على القارئ العام الحقيقة في مواجهة «التعسف والتضليل». ومراجعة لعدد من نصوص الأسرى الفلسطينيين وكتاباتهم.
كما يضم العدد رواية قصيرة لصادق الطريحي تستحق أكثر من قراءة لما فيها من ثقل معرفي، وحوار فكري خصب مع عالم بورخيس، وتناول جديد لما يدور في العراق من خراب. فضلا عن مجموعة من القصائد والقصص والنصوص الإبداعية من مختلف أقطار العالم العربي، ومراجعات الكتب، وأبواب الكلمة المعهودة من نقد وشعر وشهادات وعلامات ورسائل وتقارير، اهتمت كثيرا بما يدور في فلسطين.