على الرغم من الضغوط العكسية
متابعة ـ الصباح الجديد :
قال محللون نفطيون، إن أسعار الخام تواجه تحديات متعلقة باستمرار حالة عدم الاستقرار، خاصة عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، مشيرين إلى حالة السوق الضيقة الحالية تحفز على الصعود، لكن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أدى إلى انخفاض الأسعار.
وأوضحوا أن كل الأنظار في السوق تتجه إلى اجتماع وزراء “أوبك +” غدا الأربعاء، حيث ستناقش المجموعة خطة الإمدادات النفطية لشهر ايلول المقبل لافتين إلى انتهاء العمل باتفاقية “أوبك +” لخفض الإنتاج رسميا في آب الجاري، لكن المجموعة وافقت على مواصلة تعاونها والاجتماع المتواصل لمناقشة حالة سوق النفط.
وتتزايد التوقعات بعدم رفع المعروض النفطي بعدما تم نقل الزيادة المقررة مسبقا إلى شهري يوليو وأغسطس الماضيين بسبب ارتفاع الاستهلاك صيفا.
وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة، إن مخاوف الركود مقابل شح الإمدادات خاصة الروسية تلقي بظلال قوية من عدم اليقين في الأسواق، وبالتالي استمرار التقلبات السعرية حيث تكافح الدول المنتجة للوفاء بالحصص الإنتاجية المطلوبة.
ولفت إلى أن أغلب التوقعات في السوق لاجتماع الأربعاء تصب في صالح بقاء أهداف الإنتاج ثابتة لسبتمبر المقبل، بينما يتردد في المقابل تكهنات عن زيادة طفيفة قد تقدم عليها دول “أوبك +” لتهدئة وتيرة مكاسب الأسعار.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية فيرى، أن ارتفاع نسبة امتثال “أوبك” لتخفيضات الإنتاج في يونيو إلى ما فوق 300 في المائة يعكس صعوبات زيادة الإنتاج الحادة في عديد من الدول الأعضاء بسبب المخاطر الجيوسياسية والصعوبات الإنتاجية الراهنة ونقص الاستثمار ونضوب الحقول وغيرها من العوامل التي تعزز مخاوف ضيق المعروض في الأسواق.
وأشار إلى معنويات السوق النفطية في تحسن مستمر خاصة بعد إعلان شركات النفط الكبرى عن أرباح ضخمة في الربع الثاني مع ارتفاع مخزونات النفط في جميع المجالات، ما دعم بدوره نمو ثقة المستثمرين، وذلك بفضل انخفاض أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
ويضيف بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن فرص صعود أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري كبيرة، على الرغم من ضغوط العوامل العكسية، ويرجع ذلك إلى توقعات إبقاء تحالف “أوبك +” على أهداف الإنتاج لايلول دون تغيير، ما يدفع أسعار النفط إلى الأعلى.
ونوه إلى أن المعنيين بصناعة النفط الخام يتوقعون تحركات حذرة من جانب تحالف “أوبك +” في التعامل مع مستجدات السوق، خاصة بعد رفع الفائدة الأمريكية وتوقعات حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تحافظ دول “أوبك +” على أهداف إنتاج النفط الخاصة بها دون تغيير في ايلول المقبل، وذلك في ظل ظروف الصناعة المعقدة في المرحلة الراهنة. وأكدت أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، أن جهود الاتحاد الأوروبي في استبدال الغاز الروسي ببدائل أخرى مستمرة، ما يؤثر – دون شك – في إنتاج الطاقة في روسيا، على الرغم من توسع روسيا أيضا من جانبها في الأسواق الآسيوية، وعلى رأسها الصين والهند.
ولفتت إلى أن الدول الإفريقية تضغط بشدة من أجل خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، حيث وقعت حكومات نيجيريا والنيجر والجزائر مذكرة تفاهم بشأن إنشاء خط أنابيب الغاز عبر الصحراء، وهو مشروع بقيمة 13 مليار دولار تم اقتراحه لأول مرة في أوائل الثمانينيات، ومن المتوقع أن ينقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري إلى أوروبا.
وتوقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد أن سجل كلا الخامين خسارة شهرية ثانية على التوالي، حيث انخفض برنت وتكساس 4.6 في المائة، و6.8 في المائة على التوالي، إذ وقع السوق تحت تأثير مخاوف شح الإمدادات في مقابل توقعات الركود الاقتصادي بعد رفع الفائدة الأمريكية.
كما قدم ضعف الدولار وقوة الأسهم الدعم، فانخفاض سعر الدولار يجعل النفط أرخص بالنسبة للمشترين بعملات أخرى. وارتفعت الأسهم العالمية، التي في الأغلب ما تتحرك جنبا إلى جنب مع أسعار النفط، على أمل ألا يكون تشديد السياسة النقدية الأمريكية متشددا كما كان متوقعا في البداية بعد أرقام النمو المخيبة للآمال.
وتباع العقود الآجلة لخام برنت في الشهر الأول بعلاوة متزايدة لأشهر التحميل اللاحقة، وهي بنية سوق تعرف باسم التراجع، ما يشير إلى ضيق العرض الحالي.
وسيكون المحرك الرئيس الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء بقيادة روسيا، المعروفين باسم “أوبك +”، في 3 أغسطس. وقالت مصادر في “أوبك +”: إن المنظمة ستدرس إبقاء إنتاج النفط دون تغيير لسبتمبر، وقال مصدران من “أوبك +”: إنه ستتم مناقشة زيادة متواضعة. ومع ذلك، قال محللون: إنه سيكون من الصعب على “أوبك +” زيادة الإمدادات، بالنظر إلى أن عديدا من المنتجين يكافحون بالفعل للوفاء بحصص الإنتاج.