كركوك ـ عبدالله العامري:
تواجه الصحف المستقلة في محافظة كركوك تهديدا بالتوقف عن الصدور بسبب قلة الدعم المالي وسط رفض بعضها تلقي أي مخصصات أومبالغ مالية من قبل الأحزاب السياسية في المحافظة، فيما اشارت الى انها متمسكة باستقلاليتها في التعاطي مع المواضيع الخبرية والمقالات.
وهناك عدد قليل من الصحف التي تطرح أخبارها بشكل شبه مستقل وتأسست بعد سقوط النظام السابق في عام 2003 ومنها «العراق غدا» و «الفيصل» أو «الأرياف» وهي ناطقة بالعربية ولا يُعرف مصادر تمويلها بالضبط لكن مسؤوليها يؤكدون إنها مستقلة.
وتعتبر الصحف والمجلات المرتبطة بالأحزاب أكثر عددا من المستقلة وأبرزها تلك التابعة للجبهة التركمانية أو الاتحاد الوطني الكردستاني أو الحزب الديمقراطي الكردستاني أو الأحزاب الإسلامية أو التابعة للحكومة المحلية أو جهات أخرى.
ويطالع الاهالي بشكل يومي الصحف الصادرة من العاصمة العراقية بغداد سيما صحيفة الصباح والصباح الجديد والمدى، فيما تفتقد كركوك إلى صدور صحف يومية مستقلة لأنها تصدر بشكل أسبوعي وربما فصلي وفي بعض الأحيان تصدر في كل شهر نتيجة قلة الأموال.
ويقول علي غدير مدير تحرير صحيفة «العراق غدا» المستقلة لـ «الصباح الجديد» «نستطيع أن نقول أن الصحف المستقلة مهددة بالانقراض بالفعل بسبب عدم وجود تمويل لها وبعض الجرائد تكون ممولة من قبل جهات رسمية».
وأضاف «أما الصحف المستقلة التي بدأت بدعم معين وانقطع عنها هذا الدعم سواء من المنظمات المانحة أو من جهات رسمية باتت على شفى الانقراض بسبب انقطاع الدعم عنها».
وفي اشارته لصحيفة «العراق غدا» قال غدير «نعم إنقطع عنها الدعم الذي كان من المحافظة بشكل غير مباشر منذ قرابة سنة واستمرت الجريدة بالعمل بجهود ذاتية من قبل رئيس المؤسسة والعاملين فيها».
وتابع بالقول أما «الآن انتهت الميزانية الذاتية وأصبحت الجريدة مهددة بالانقراض إذا لم تلتفت إليها جهة حكومية أو جهة حيادية على الأقل، لسنا الصحيفة المستقلة الوحيدة في كركوك فهناك صحف أخرى مستقلة ودعني لا اذكر أسمائها لأسباب قانونية».
واستدرك بالقول «لكن المقصود بالاستقلال هو الاستقلال المادي والفكري يعني ان على الجريدة إذا كانت مستقلة يجب أن تنشر الأفكار أو نشاطات كل الجهات بدون الانحياز إلى جهة دون أخرى ومن الضروري أن تقف على مسافة واحدة من الجميع».
وزاد غدير بالقول أن «هناك صحف في كركوك تقول إنها مستقلة لكنها بالحقيقة غير مستقلة، وبصراحة القارئ دائما ما يكون ذكيا وفطنا وينتبه إلى معنى الكلمة ويستطيع أن يميز ما إذا كانت الصحيفة مستقلة فعلا أم لا».
وأشار إلى أن «الصحف المستقلة اليوم بصراحة لا تعكس الواقع السياسي الحقيقي الموجود في العراق ودائما أقول لبعض الزملاء حينما يسألوني ما هي أخبار العراق أقول لهم تابعوا قناة العراقية الفضائية وكذلك قناة الشرقية واجمعوهم وقسموا على اثنين تحصل على أخبار العراق».
وبسبب التنوع القومي في كركوك تنتشر في أسواق كركوك والمكتبات صحف عديدة باللغات العربية والكردية والتركمانية والسريانية وبعضها توزع مجانا، ويتركز أماكن البيع في شارع الجمهورية والمكاتب التي بالقرب من شارع المحاكم.
ويقول طالب خليل وهو محرر أخبار في صحيفة محلية لـ «الصباح الجديد» «أنا باعتقادي انه لو كان هناك دعم ثابت من أية جهة وشرط أن لا يؤثر على الطرح السياسي للصحف فان هذا الأمر سيسهم في استمرار صدور الصحف وهو أمر جيد ولا ضير فيه ومعمول فيه في الكثير من الأماكن».
وأضاف «من المؤسف أن تجد المواطن في محافظة كركوك يلتجئ إلى صحف تصدر من خارج المدينة للبحث عن المعلومة الصحيحة، فكركوك التي تعد مركزا مهما باتت اليوم تتجه نحو الصحافة الحزبية فقط وهذا خطر يهدد التوازن الصحفي أيضا».
بينما كان للمواطن ايوب متعب رأي أخر وقال لـ «الصباح الجديد» بينما كان يتصفح جريدة «الاستقلالية كذبة كبرى، كل صحيفة تروج لفكرة ولهدف معين وتحاول أن تنشر منه بنسبة 1 بالمائة في كل عدد يصدر، وكل صحيفة تقول أنها مستقلة وتتلقى الدعم من جهة معينة فهي ليست كذلك».
وأضاف «كان من المفروض على المحافظة كسب الصحفيين الأكفاء ودعمهم لإصدار صحيفة رسمية يعتمد عليها الناس بدل اللجوء إلى صحف أخرى، وهذا ينطبق علي لأنني أطالع الصباح الجديد والمدى والزمان فقط، فلماذا لا تصدر كركوك صحيفة باسمها مهمة؟».
وتتجنب الصحف الصادرة في كركوك نشر الأخبار الحساسة والتي قد تثير صراعات خاصة تلك التي تتعلق بالخلافات القومية، لكنها تنشر ما يسمح به الدستور بحسب ما يذكر المصمم امجد خير الله.