الصحفي الرياضي حيدر مدلول …انسان مع سبق الاصرار والترصد!!

كتب/ فرات إبراهيم:

ودّع الوسط الصحفي الزميل حيدر مدلول مهدي الحساني، المحرّر الرياضي، الذي توفي فجر الثلاثاء الثامن من حزيران 2021،عن عُمر ناهز (52) عاما بعد معاناة مريرة مع مرضه في مستشفى بابل.وأدخل مدلول المستشفى في الخامس والعشرين من أيار 2021 بعد إصابته بـ (جلطة دماغية) دخل إثرها الغيبوبة لمدة أربعة عشر يوماً، وبرغم المحاولات الحثيثة لتأمين نقله الى مستشفى تخصّصي في العاصمة بغداد، بالتنسيق مع وزارة الصحّة، إلا أن حراجة حالته ومضاعفات نزيف دمه نتيجة الجلطة أودت بحياته سريعاً.
ونعت وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزيرها الحالي السيد عدنان درجال وعدد من اعضاء اللجنة الأولمبية واتحاد الصحافة الرياضية والأندية والاوساط الرياضية الصحفي حيدر مدلول الذي وافاه الاجل نتيجة جلطة دماغية لم تمهله طويلا في مستشفيات بغداد عن عمر يناهز 52 عاما، والفقيد حيدر مدلول هو اعلام الصحافة الرياضية في العراق فقد عمل لسنوات طويلة محررا رياضيا في اكثر من جريدة قبل االسقوط وبعده حيث عمل في الصحف الاسبوعية ومنها الاقتصادي والاتحاد لينتقل بعد السقوط الى العمل في جريدة المدى كمحرر ومسؤول شعبة في الجريدة حيث كان رمزا للاخلاق والمثابرة والخلق الرفيع والمهنية العالية والتفاني من اجل البراز الحقيقة دونما تزييف او تغيير صفة الواقع ولهذا كان المرحوم محط اهتمام ومحبة الجميع من الصحفيين الرياضيين وغيرهم من الاقسام الاخرى ممن يكنون له الاحترام والتقدير غياب حيدر هو وجع بالغ العمق في وجداننا الصحفي فهذا الرجل المهني قلما يتكرر.
عاصرته لاكثر من 25 عاما تلمست فيه الطيبة الزائدة والتواضع والخجل الكبير ، كنا حين يجمعنا مجلس ونتناقش كان حيدر ينزوي بعيدا عن مناقشاتنا السياسية العقيمة وحينما كنا نطالبة بمشاركتنا الحديث كان يتحجج بامور كثيره منها ان الصفحة لم تجهز بعد وانا اعرف السبب الذي يقود حيدر الى هذ الفعل وهو رغبته بان لايكون سببا او مصدرا لازعاج احد.
حيدر يحبه الجميع بلا استثناء وانا مسؤول عن كلامي هذا لانه كان يسعى الى الخير والى مساعدة اصدقاءة والتواجد معهم في احلك الضروف لاغاثتهم بل وصل الامر ببعضهم الى الاستنجاد به لان سيارته حجزها المرور وهو يعرف علاقة حيدر بضباط المرور الطيبة.. رحل حيدر قبل اوانه هذا الريفي الجميل الذي ياتي الى عملة مبكرا ويذهب متاخرا لم يطلب شكرا او مكافاة على عمله لكن الغريب والعجيب في الموضوع ان حيدر خذله اقرب الناس له واعز الناس اليه فقد غاب عن موقع عمله قرابة الـ 14 يوما وهو مصاب بارتفاع ضغط الدم وكانت حالته سهلة جدا والتعامل معها طبيا كان بسيطا لو ان مؤسسته قامت بفعل واحد لاجله او مساندته وتقديرا لجهودة لكنه ضل يصارع المرض مع مستشفيات تفتقد ابسط انواع التقنيات الحديثة حتى وصل به الامر الى الحالة الحرجة التي تمنعه من التحرك ولو لخطوات، هنا ثارت ثائرة مؤسسته التي لم تحرك ساكنا طيلة رقوده في المستشفى مع حالته البسيطة والتي كان من خلالها مؤهلا لنقله لخارج العراق او حتى الاقليم الذي تنتمي اليه صحيفته، مات حيدر لاسباب عدة ومهمة علينا عدم الهرب من مواجهة حقائقها ، احد الاصدقاء الصحفيين ممن كان يعمل معه في السابق كتب متاسفا حال حيدريقول : زرتهُ في مشفاه في مدينة الحلة، وجدته في حالة خطرة وسط أهله الذين كانوا في قمة الامتعاض من الإهمال الذي أصابه من الذين أفنى حياته في خدمتهم طوال السنوات الطويلة من عمله الصحفي.
وإزاء الإجحاف الذي أصاب حيدر مدلول أتمنى أن تكون الرعاية أفضل من المؤسسات الإعلامية لجميع الزملاء الذين يعملون فيها؛ ولابد أن تحرك قضية إهمال الزميل حيدر مدلول الماء الراكد، فكلمات الرثاء بعد الممات كمن يزرع في ماء البحر، فالزميل الخلوق حيدر مدلول عاش بهدوء ورحل بصمتٍ وكأنها تتويجٌ لحياته الهادئة النقية ونهاية رحلة من سمو الأخلاق وروعة الإبداع ودفء المشاعر وصدق العلاقات.. لم ينافق ولم يفضل مصلحته على مصالح رياضة الوطن، وتخلى عن مساعدته من الدولة متمثلة برئاسة الجمهورية الى رئاسة الوزراء وكل الشخصيات التي تدعي احتضانها للصحافة والصحفيين واولهم مدير مؤسسته التي يعمل بها الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عنه، كان من الممكن لحيدر ان تتلتزم نقابة الصحفيين علاجه الا ان مؤسسة المدى اشترطت على كل العاملين فيها عدم انتمائهم الى نقابة الصحفيين لانها لاتعترف بها مما جعل هذا الامر لايستفيد منه الفقيد وحصوله على رعاية النقابة والتي ساهمت الى حد كبير بمساعدة عدد لاباس منهم من المنذوين تحت خيمتها ومسوليتها.
معاناة مدلول الصحّية لم تكن الوحيدة، بل سبقهُ زملاء كُثر في بلاط السُلطة الرابعة بعضهم فقدوا الأمل بتوفير ضمان صحّي يُتيح لمؤسّساتهم الأهلية والنقابية معالجتهم على نفقة الدولة، فودّعوا الحياة أسفاً على اهمالهم، ومُنهم من يُصارع مرضه المُزمن متعكّزاً على صبرهِ من دون أن يشكو بعدما تأخّر علاجه في وقته، وفي كلتي الصورتين المؤلمتين تدفع أسرهم الثمن مرّتين، مرّة لخسارة معيلها ومؤمِّن معيشتها، إن كان قد توفى، ومرّة ثانية قهرها القاتل وهي تراه مُقعداً هزيلاً بين أنياب مرضه، ولا تستطيع تدبير ثمن علاجه وربما يذوب أمامهم كالشمع مُطفِئاً ضياء البيت بغيابه..!

مدلول ومشاركاته الرياضية
شارك حيدر مدلول الكثير من المنتخبات الرياضية وحضر عروضا كثيرة ولالعاب مختلفة وحيدر كان معروفا لدى العديد من مشايخ الخليج وكانت تصله دعوات خاصة لحضور الكثير من الالعاب وذلك لسمعته الرفيعة واخلاقة العالية التي عرف عنها القاصي والداني ،لم يكن الراحل مجتهداً بحدود المُتابعة المحلية فحسب، بل تخطّى إبداعه الى بطولات كأس الخليج وكأس آسيا وتصفيات كأس العالم لكرة القدم في إيفادات رسمية من قبل إدارة مؤسسة المدى، وشهد حضوره الميداني في بطولة كأس الخليج العربي التاسعة عشر عام 2009 في عُمان، وكذلك بطولة كأس آسيا عام 2011 في قطر ، تميز كثيرا وعزز نجاحه بعد ان توج بجوائز عدّة في مسابقات نظمتها قناة الكاس القطرية ومواقع محلية ودولية إضافة الى توطيده علاقات مهنية متوازنة في الوسطين الإعلامي والرياضي.

اراء زملاء الراحل
الصحفي الرياضي يوسف فعل: إزاء الإجحاف الذي أصاب حيدر مدلول أتمنى أن تكون الرعاية أفضل من المؤسسات الإعلامية لجميع الزملاء الذين يعملون فيها؛ ولابد أن تحرك قضية إهمال الزميل حيدر مدلول الماء الراكد، فكلمات الرثاء بعد الممات كمن يزرع في ماء البحر، فالزميل الخلوق حيدر مدلول عاش بهدوء ورحل بصمتٍ وكأنها تتويجٌ لحياته الهادئة النقية ونهاية رحلة من سمو الأخلاق وروعة الإبداع ودفء المشاعر وصدق العلاقات.. لم ينافق ولم يفضل مصلحته على مصالح رياضة الوطن.
علي حسين ساعدوه: تعودنا منذ زمن بعيد بإن ان نرى من هو في سدة المسؤولية على الصحافة والإعلام في بلدنا وحتى أصحاب المسؤولية في المؤسسات الرياضية كافة، بإن يكونوا بعيدين عن العاملين في هذا المجال في أصعب ظروفهم دون مُعيل ومن دون سؤال منهم على صحفي يُفني حياته من أجل السبق والرصد والعمل المهني.
عبدالزهرة نعيم الركابي: كان المرحوم حيدر مدلول حريصا جدا على عمله حيث كنا في صحيفة الاقتصادي وعندما استلم القسم الرياضي في الصحيفة كان يتابع الصفحة بادق تفاصيلها وكان يذهب معي الى المطبعة ولغاية نهاية طبع الصحيفة عند الرابعة صباحا، كان محبوب من الجميع وعندما يتحدث مع الزميلات العاملات في الصحيفة كان يوجه عيناه نحو الارض ولايرفع راسه ابدا، كان رحمه الله خلوقا بمعنى الكلمة ومتعاون مع جميع زملائه، اعتمد على نفسه وشق طريقه كصحفي رياضي بعلاقاته الجميلة والواسعة مع كل الرياضيين.
نعمة عبد الزاق: حيدر مدلول مكافح صمد وصبر كثيرامن اجل ان يكون صحفيا ناجحا احب هذه المهنة بشغف واحب التخصص بان يكون صحفيا رياضيا تعمق فيها وعرف دهاليزها عرف اسرارها وخفاياها كان في بدايته لتقى باهم واشهر الرياضين في العراق حاور الجميع دون استثاء دخل عالم القدم والسلة والطائرة والعاب النساء كان صحفيا شاملا وطموحا، اتذكر انه كان مندوبا بسيطا ولكنه كان يستقطب اهم الاسماء الرياضية لحوارها امثال راضي شنيشل واحمد راضي ومدربين اجانب وشخصيات مسؤوله عن المنجز الرياضي الاسيوي، حيدر مدلول نموذج للرياضي العفوي الصادق، وداعا حبيبنا النزيه الامين على مهنتك ونبل كلماتك عفويتك ليت لنا منك اسماء اخرى نباري بها الفساد المستشري في كل المفاصل ليتنا نملك وداعتك التي غادرت وهي ترتسم على محياك وكانك ضاحك على عالم مليء بالخطيئة والغش نم قرير العين ايها الطيب وكان الله في عون محبيك واهلك واطفالك ولعنة الله على الظالمين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة