ليسوا اغبياء !

اصوات تظهر فجأة كلما  برقت في الجو العام في البلاد بروق من الامل مهما كانت ضعيفة ..

اصوات تتحدث اليوم عن السيادة الوطنية معترضة على قيام الطيران الاميركي بالقصف ومساعدة الجيش والبيشمركه في تحرير سد الموصل، وتواجد الخبراء في بغداد، معيدة علينا القصص المستهاكة عن المقاومة الشريفة وغير الشريفة..

وهي اصوات تدرك قبل غيرها ان القضاء على الارهاب في العراق تحديدا لم يعد شأنا عراقيا باعتراف الساسة في البلاد من حكوميين وبرلمانيين .. ومن دول الجوار.. ومن العالمين الاميركي والاوروبي ..

اصوات بنغمات قديمة لها مصالح في بقاء الوضع على ما هو عليه او اسوأ بقليل أو كثير ، ففي لحظات انهيار الوطن يعترض هؤلاء “الاكارم” على من يمد يد المساعدة لك ، حتى وان كانت اميركا صانعة رسمية لداعش بحسب هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، او تكون ايران وراءها وهي التي صرحت قبل ايام انها على استعداد لمقاتلة داعش مقابل تخفيف شروط التزماتها بشأن مفاعلها النووي !!

في فن السياسة عندما تتغير الاحداث ينبغي ان تتغير المواقف، وكما يقول الاميركان  ، “لاصداقات دائمة ولا عداوات دائمة ، هناك مصالح دائمة”… والآن يعد العالم باجمعه ان داعش والارهاب في العراق تحديدا اصبح خطرا عليه، وهذا العالم يقدم الآن بحسب ظروف البلاد دعما عسكريا للكرد من الضربات الجوية الاميركية والخبراء والدعم الاوروبي الالماني والفرنسي وبصمت روسي وصيني وهو مماثل لـ “سكوتي من رضايه” ، وكان من الممكن ان يكون الدعم شاملا لولا تفتت الوحدة السياسية في البلاد وعدم وضوح المشهد ما يجعل اي تدخل عسكري محفوفا بالمخاطر ..

هي فرصة تأريخية للمتصدين لقيادة البلاد ، وهم كثر، وفرصة ذهبية لزج العالم الاميركان والاوربيين ثانية في الحرب على تنظيم ارهابي عابر للقارات والحدود والخرائط ..

ومن البلادة والغباء ان نفوت الفرصة ونبقى نراوح في مكاننا منذ عقد من الزمان بسبب مزايدات “السيادة الوطنية”، حتى وجدنا ثلث البلاد في احضان الارهاب  !!

واليوم وفي هذه الفرصة بامكاننا ان نتحكم ، الى حد كبير، بنوع وشكل المساعدات برضا اميركي واوروبي ، وان “نتدلل” على قوى تعدنا الخط الامامي في مواجهة الارهاب وبالتالي فاننا نقاتل، اضافة الى دفاعنا عن وجودنا ومستقبلنا، لحماية المصالح الاوربية والاميركية، ليس في المنطقة ، وانما في عقر بلدانهم، في توافق للمصالح عادة ما يحصل بين الشعوب والامم في لحظات الاخطار المشتركة ..

اما جماعة مزايدات السيادة الوطنية، فعلينا ان لا ننظر اليهم كمجموعة من الاغبياء ، لان الاوضاع الحالية تخدم مصالحهم ومصالح من يقف وراءهم، وتظهر رؤوسهم بين فترة وفترة اخرى للتشويش والتأثير على مصادر اتخاذ القرار، ومنع استثمار الفرص التي توفرها متغيرات الاوضاع على الارض لصالح قضيتنا .. قضية محاربة الارهاب والتخلص منه الى الابد بدعم ومساعدة اصدقاء الشعب العراقي..

 

عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة