بين المطرقة والسندان

  • 1 –
    نمارس أعمالنا اليومية في خضم الامواج المتلاطمة مِنَ الأحداث والتحديات الصعبة ونحن بين المطرقة والسندان :
    بَيْنَ مِطْرقةِ الضمير وما يدفع اليه من صفاء ونقاء مِنَ الشوائب،
    وبَيْنَ سِندان المتربصين بنا الدوائر، ممن لا يتلذذ بشيء كتلذذه بتوجيه الانتقادات العابثة الى الآخرين، أيّاً كانت مواقفهم ، وسواء كانت مُصِيبةً أم مخطئة ..!!
    فاذا التزمتَ الصمتَ قالوا : عنك بأنَّك عيّ لا يقوى على ما يُستحسنُ مِنَ الكلام …
    وإنْ تحدّثَتَ : قالوا عنك بانّه مِهْذارٌ ثرثار ..!!
    وهكذا الحال في سائر الأقوال والأعمال الأخرى … بحيث لا تنجو من لسانهم على الاطلاق .
  • 2 –
    ولا ينبغي لِعاقِلٍ أنْ يتردد لحظةً في اختيار الصحيح مِنْ الأقوال والافعال مهما كانت توقعاته عن ردود الفعل عند المصطادين بالماء العكر .

ـ 3 ـ
ولقد وقفت على قصيدة تناولت تصوير ما تطلقه الألسن عنّا في كل الأحوال، تصويرا فنيّاً رائعا .
وكانت القصيدة تنسب الى الامام الشافعي الاّ ان الاستاذ عمر علي حيدر أكدّ في كتابه (مذكرات شيخ جامع ) انّها لشاعر اسمه ( محمد ظافر الشهري ) مستنداً الى كتاب ( متعة الحديث ج2 / 44 -45 ) واليك القصيدة :
ضحكتُ فقالوا : ألا تحتشمْ
بكيتُ فقالوا : ألا تبتسمْ
بسمتُ فقالوا يرائي بها
عبستُ فقالوا بدا ما كَتَمْ
صمّتُّ فقالوا : كليل اللسان
نطقتُ : فقالوا كثير الكلمْ
حملتُ فقالوا : صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانْتَقَمْ
بسلتُ فقالوا : لِطيْشٍ بِهِ
وما كان مُجْتَرِئاً لو حكمْ
يقولون : شَذَّ اذا قلتُ : لا
وإمّعةٌ حينَ وافَقْتهم
فأيقنتُ أنّي مهما أردتُ
رضا الناس لابُدَّ مِنْ أنْ أُذَمْ

  • 4 –
    نعم إنّ رضا الناس غاية لا تُدرك – كما قيل –
    فلابُدَّ أنْ نسعى لرضا الله سبحانه لأن رضاه هو الهدف المقدس الذي لا يحيد عنه المؤمنون ،واستهداف رضا الله يؤدي لا محالة الى اصطفاف عباده الصالحين معك ، وإنْ عارضك الجاحدون .
    وكما قال الشاعر :
    اذا رَضِيتْ عنّي كرامُ عشيرتي
    فما زالَ غضباناً عليّ لِئامُها
    فلا تَبْتئس مما يقوله عنك اللئام، وكُنْ على بَيِّنَةٍ مِنْ أمرِكَ ، مرعيّا بعين الله التي لا تنام .
  • 4 –
    نعم إنّ رضا الناس غاية لا تُدرك – كما قيل –
    فلابُدَّ أنْ نسعى لرضا الله سبحانه لأن رضاه هو الهدف المقدس الذي لا يحيد عنه المؤمنون ،واستهداف رضا الله يؤدي لا محالة الى اصطفاف عباده الصالحين معك ، وإنْ عارضك الجاحدون .
    وكما قال الشاعر :
    اذا رَضِيتْ عنّي كرامُ عشيرتي
    فما زالَ غضباناً عليّ لِئامُها
    فلا تَبْتئس مما يقوله عنك اللئام، وكُنْ على بَيِّنَةٍ مِنْ أمرِكَ ، مرعيّا بعين الله التي لا تنام .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة