«الغاز» يدخل على خط الحل الأمثل لأزمة اقتصاد البلاد

مع امتلاكه المرتبة 11 عالمياً.

متابعة ـ الصباح الجديد:

إحتل العراق المرتبة الحاديةَ عشر بأكبر إحتياطي غاز في العالم للعام 2019 وبمقدار 132,22 ترليون قدم مكعب حسب منصة نويما الامريكية للبيانات والابحاث. كما يحتل العراق في الوقت ذاته المرتبة الثانية عالمياً للسنة الرابعة على التوالي بين أعلى الدول احراقا للغاز الطبيعي على وفق احدث تقرير صادر من البنك الدولي. ومن أهم الأسباب لهذا الهدر، وفقاً لمختصين، عدم كفاية وكفاءة منشآت المعالجة وضُعف البُنى التحتية التي تضررت بعد عام 2003.
وطرحت هذه الأرقام تساؤلات عن إمكانية إستثمار الغاز خصوصاً بعد أنّ قامت إيران بخفض تصديرها للعراق من 50 مليون قدم مكعب إلـى 3 ملايين قدم مكعب والذي أثّر على تجهيز الطاقـة الكهربائيـة فـي العـراق لإعتمادهـا عليـه.
وقال الخبير النفطي حمزة الجواهري في تصريح أن «خسارة العراق مضاعفة وتقدر بنحو ستة مليارات دولار كونه يحرق ويستورد ويشتري الكهرباء من الخارج بنحو ستة مليارات دولار سنويا وهـو معـدل عـال جـدا».
وكون الغاز الطبيعي من اهم مصادر الطاقة، ويعد مادة أولية في الصناعات البتروكيمياوية وإنتاج مبيدات الحشرات وإنتاج المواد البروتينية والإنتاج الزراعي، ولذلك يمثل الغاز أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط، بالإضافة إلى ذلك فإنّ إستثمار الغاز الطبيعي يساهم في توفير فرص عمل للشباب خصوصاً في ظل الأزمة الإقتصادية في العراق المتسببة في زيادة نسبة البطالة وخلق صناعات جديدة وفتح آفاق واسعة للإستثمار فيها.
وعلى الرغم من كون الغاز مورد اساسي للطاقة والدخل في العراق الا ان وزارة النفط «تلكأت»، بحسب مختصين، في اخذ خطوات جدية نحو استثمار الغاز الطبيعي.
وأشار الجواهري إلى أن «اطرافا في العراق تسعى لاستمرار تاخر العراق في انتاج الغاز المصاحب ومن حقوله الغازية في ديالى والانبار وغيرها للاستفادة من العقود».
فعلى سبيل المثال، مازالت عقود جولة التراخيص الخامسة لم يتم التوقيع عليها بشكل نهائي رغم استعداد الشركات الأجنبية المستثمرة المباشرة وبشكل فوري في عمليات الإستشكاف والإنتاج وتجهيز محطات الكهرباء بفترة قياسية تقدر بمدة تتراوح بين 12 إلى 15 شهراً.
وعقدت جولة التراخيص الخامسة في العراق في 26 نيسان 2016 لإستكشاف وتطوير حقول النفط والغاز التي من ضمنها إتفاقات تنقيب وتطوير حقول الغاز في محافظة ديالى التي من المتوقع أن تنتج 750 مليون قدم مكعب من الغاز الحُر في غضون 36 شهراً، حيث تمتلك محافظة ديالى لوحدها ثلاث رقع و8 حقول.
وذكرت الوزارة في إحصائية لها»، أن «إنتاج الغاز المصاحب من قبل الشركات النفطية في عموم العراق لشهر تشرين الثاني الماضي بلغ 2381 مليون قدم مكعب باليوم، مرتفعا بمقدار 11 مليون قدم مكعب يوميا عن شهر تشرين الأول الماضي الذي بلغ الإنتاج فيه 2370 مليون قدم مكعب باليوم»، مبينة أن «المحروق بلغ 1214 مليون قدم مكعب باليوم».
وتفيد التقديرات الأولية لوزارة النفط بأن العراق يمتلك احتياطياً يقدر بنحو 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، حيث إن نحو 70% من الغاز العراقي هو غاز مصاحب لاستخراج النفط لمعالجته.
وأضافت أن «إنتاج شركة نفط الشمال والوسط من الغاز المصاحب بلغ 333 مليون قدم مكعب باليوم والمحروق منه بلغ 98 مليون قدم مكعب باليوم، في حين بلغ إنتاج الغاز المصاحب من نفـط البصـرة وذي قار وميسان 2048 مليـون قـدم مكعب باليوم والمحروق 1116 مليـون قـدم مكعـب باليـوم».
وأشارت الوزارة إلى أن «إنتاج العراق من الغاز الجاف بلغ 1087 مليون قدم مكعب يومياً، فيما بلغ إنتاج الغاز السائل 4712 طنا يومياً».
وكشفت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز ، في كانون الأول 2019، عن خطة وزارية لرفع حجم استثمار الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط إلى 16 ألف طن يوميا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مؤكدة أن الإنتاج حاليا يصل إلى 6 آلاف طن.
وكانت وزارة النفط، اعلنت في تشرين الأول الماضي، إن 60% من الغاز المصاحب تم استثماره، معربة عن أملها في أن يصل العراق إلى أرقام جيدة في استثمار الغاز عام 2024.
ويعتمد العراق على الاستيراد في سد العجز الحاصل من المشتقات النفطية والغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه أكثر محطات الطاقة الكهربائية، فيما يتهم خبراء ومعنيون بالشأن الاقتصادي أطرافاً وجهات «مليشياوية»، بعرقلة النهوض بقطاع تكرير النفط والاستفادة من الغاز المحروق لصالح دول إقليمية بينها تركيا وإيران.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة