تخلص من الكوابيس بحل مشكلاتك الواقعية

احلام يوسف
كل واحد منا راودته كوابيس متعددة في اثناء النوم، بغض النظر عن مسبباتها لكنها وبحسب علماء النفس، يمكن ان تؤدي بصاحبها الى الاصابة بأمراض معينة، وربما الى الموت خاصة في حال كان الشخص يعاني من ازمات قلبية او في جهازه التنفسي.
كيف يمكن ان نتخلص من الكوابيس وهل يمكن اعتماد مبدأ مواجهة الخوف معها؟
يقول عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس الى ان الموضوع مشابه نوعا ما حيث قال: “يمكن للمواجهة ان تخفف من حدة الانفعال في اثناء النوم وهذا يتعلق بكوابيس معينة، مثلا ان كان كابوسه عبارة عن موت احد يحبه، هنا يمكن ان يردد مع نفسه، ان الكل مصيره الفناء وان موت هذا القريب او ذاك امر حتمي عليه ان يواجهه، يمكن لمثل هذه الحالة ان يختفي كابوسه تماما او ربما تصبح انفعالاته معه اقل حدة”.
واكد طاهر على موضوع تجنب القلق والتوتر “اود ان اؤكد هنا على حال العراقيين، حيث كل ما يحيطهم يصيبهم بالتوتر ويستفزهم، من حال السياسة الى الاقتصاد وحتى حالنا كمجتمع، فالأخبار لا نجني منها الا التوتر والفيس بوك كذلك بوصفه ناقلا لكل الاخبار والشائعات ايضا. علينا ان نعود انفسنا على الابتعاد عنها ، او في اقل تقدير متابعتها في وقت معين، ولا نحرص على الركض خلفها وخلف كل تفصيلة والبحث عن مصادر لكل خبر للتأكد ولمعرفة احداث اخرى تزامنت معه، كل هذا اجهاد فكر ونفسي، ومن الطبيعي ان ينتج عنه كوابيس ليلية في اثناء النوم”.
كما يشير البروفيسور الروسي رومان بوزونوف، إلى أن “احد اهم طرق التخلص من الكوابيس، تجنب الاجهاد والتعب النفسي ولتوتر والقلق”.
رومان أضاف، ان الكوابيس التي نراها ليلا تقسم إلى فئتين. “الأولى، إذا كان الشخص يحلم بصورة دورية بقصص مختلفة. فهذا شكل من أشكال إعادة الأحداث اليومية، حيث يحاول الدماغ إيجاد مخرج من مشكلة ما. فإذا نجح في ذلك فسوف يتكيف وينسى ما حدث. والفئة الثانية، كوابيس مهووسة. يعود الشخص خلالها دوريا إلى حلم مخيف ولا يمكنه اتخاذ القرار اللازم ونسيان الحادث والتكيف معه”.
وايد طاهر كلام رومان بالقول: “هناك اشخاص ضعيفي الارادة، عندما تواجههم مشكلة لا يفكرون بالحل بقدر ما يتقوقعون داخل انفسهم لكسب التعاطف واحيانا لعجزهم عن التفكير او عجزهم عن ايجاد حل اما بسبب كونها مشكلة كبيرة او بسبب كونه لا يملك ارادة صلبة. اضافة الى ان بعض الاشخاص وبسبب طبيعة حياتهم الاجتماعية والحالة الاقتصادية التي يمرون بها، يجدون انفسهم داخل دائرة مغلقة لا يعرفون طريقا للخروج منها وبالضرورة هذا الحال تنتج عنه كوابيس تزيد من حدة الارهاق الذي يعيشه في الواقع”.
وتابع: “يشير عدد من علماء النفس، إلى أن آليات التحكم بالأحلام كثيرة وكلها ترتبط بحلقة واحدة تتمثل بالتحكم الفعلي بالحياة الواقعية، والتخلص من المشكلات والاعباء التي يعيشها الشخص، فمثلا أحلام الخوف والملاحقات والسقوط ترتبط جميعها بالصراعات الشخصية التي يمر بها الشخص. لذلك يشاهد الرجال أحلام العراك والشجار أكثر من النساء لأنهم يمرون بمثل هذه المواقف كثيرا. وهناك من يحلم بالرسوب في الامتحان او السير عاريا وسط حشد من الناس، والتأخر عن الموعد، جميعها ترتبط بمشكلات شخصية. وهذا ينطبق على الاطفال ايضا، فلكل منا وفي كل مرحلة عمرية مشكلاته الخاصة والمختلفة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة